" إكستا" لا علاقة لها بمرضى الأعصاب بل تستعمل بجرعات محدودة لمرضى السرطان . دقّ الدكتور طيبي أسير مختص في الأمراض العصبية ناقوس الخطر من ظاهرة استهلاك مخدر'' إكستازي'' التي استشرت في مجتمعنا في السنوات القليلة الماضية وحذّر نفس المتحدث من التأثيرات الجانبية لهذا الدواء المحظور ببلادنا على غرار دول كثيرة والتي تعرض المدمن إلى سكتة قلبية مفاجئة واختناق نتيجة صعوبة التنفس وكذا البرود الجنسي .
ما هو دواء "إكستازي '' ولمن ينصح به ؟ هذا النوع من الدواء ليس بجديد الصنع و إنما يعود إلى حوالي قرن وقد تم استعماله في الحرب العالمية الثانية حيث كانت حبوب ''إكستازي '' توصف للجنود لترفع عنهم الخوف من جهة وتزيد من حيويتهم ونشاطهم خلال المعارك من جهة أخرى . لكن ما هي دواعي استعماله ؟ هذا الدواء تسميته الكيمائية هو'' 3, 4 ميتيل إيدرو أونفيتامين'' من خصوصيته منح مستهلكه نشاطا حركيا وحسّيا مفرط لفترة زمنية محددة قد لا تتعدى ثلاث ساعات . كيف ذلك دكتور ؟ الإنسان الطبيعي يرى الحواجز أو بالأحرى يشعر بها مثلا عند وقوعه في موقف مرعب وخطير لكن مستهلك '' إكستا'' لا تعني له هذه الحواجز شيء بل لا يشعر بها على الإطلاق. ما علاقة '' إكستازي'' بمادة الأدرينالين المنتشرة في جسم الإنسان ؟ مادة الأدرنالين في جسم الإنسان على غرار مواد أخرى لها علاقة بالجهاز العصبي حيث عندما تكون هذه المادة مرتفعة بشكل غير عادي تؤدي إلى تأثيرات جانبية وأعراض غير طبيعية وبالتالي استهلاك ''إكستازي '' يؤثر مباشرة على هذه الهورمونات الداخلية التي تلعب دورا في كل ما له علاقة بالذاكرة الحسية ومنه الجهاز العصبي . ما يشاع عند عامة الناس أن هذه الحبوب خاصة بمرضى الأعصاب وأنتم كأخصائيين لمن تنصحون بتناولها من مرضاكم؟ مفهوم العامة حول هذا الأمر خاطئ لان '' إكستازي'' لا علاقة لها بمرضى الأعصاب أو المجانين. لمن تمنح إذن ؟ هناك حالات خاصة ينصح أصحابها بتناول جرعات محددة من هذه الحبوب المحظورة و لأنها دواء ضد الألم بكل أنواعه كالسرطان وغيره من الأمراض ذات الآلام القوية و ''إكستا'' هي '' أونفيتامين '' تخفف الآلام . هل يمنح '' إكستا'' لحالات مشابهة بالجزائر ؟ لا هذا الدواء محظور بالجزائر وحتى دوليا باستثناء بعض المصحات التي تمنحه لمرضاها وبجرعات جد محدودة وتحت الرعاية الطبية المركزة. لو تحدثنا عن استهلاك هذا العقار بالجزائر من قبل شريحة واسعة من الشباب, ما هو مردّه في نظركم ؟ نحن كأطباء نندّد باستعمال هذه الحبوب الممنوعة بقوة القانون للتسويق بالبلاد والأكيد أن انتشارها وسط الشباب مردّه الى الطلب الكبير على هذه المادة الخطيرة فالفراغ الذي تعاني منه شريحة واسعة من هذه الفئة الهامة في المجتمع تجعلها تبحث عن رؤية جدّية لمستقبلها و بالتالي تحاول عيش هذا الحلم والهرب من الواقع المرّ و ذالك من خلال تناول هذا النوع من المخدر . هل يعني هذا أن مستهلك '' إكستا'' يكون في حالة لاوعي ؟ نعم "إكستازي '' تمنح لهذا الشاب بضع ساعات للهرب من الواقع المرفوض إلى حلم مرغوب كما أن لها نفس تأثير المخدرات قوية المفعول والنشوة كالكوكايين والهيروين, وطبعا دخول هذه المادة السامة إلى السوق الجزائرية هدفه تجاري لاسيما وأن حبة واحدة من مخدر ''إكستازي" يتراوح سعرها مابين ألفين وخمسة آلاف دينار, فتصورا إذن هذا المبلغ الهام والذي تقابله ساعات قليلة فقط من النشوة. - هل يمكن أن يصل بمستهلك "إكستا '' إلى الإدمان ؟ أكيد فإن الشخص الذي يستهلك هذه الحبوب ويجد النشوة المطلوبة فإنه سيطالب دائما بها وبالتالي يصير مدمنا عليها. هل ستكفيه نفس الجرعة بعد ولوج مرحلة الادمان ؟ لا لن تكفيه لأنه بعد اعتياده على الجرعة تصبح غير كافية وبالتالي يضطر إلى رفعها أو بالأحرى زيادة عدد الحبوب , وهنا يكمن الخطر لأن هذا الدواء يؤدي الى أزمات بالنسبة لمرضى ضيق التنفس وأمراض القلب وقد يصل الخطر إلى التعرض لسكتة قلبية أو بالاختناق نتيجة صعوبة التنفس وحتى توقف عمل الكليتين. يقال أن استهلاك هذا المخدر يؤدي الى الضعف الجنسي ,هل هذا صحيح ؟ نعم و ما يروج حول زيادة الرغبة الجنسية بتناول هذا الدواء صحيح أيضا لكن لساعتين فقط لأن "إكستازي" تمنح كما قلنا سابقا نشاط مفرط بما في ذلك الرغبة الجنسية لكن تأثيراته على الجهاز التناسلي مستقبلا خطيرة وتهدد العلاقة الزوجية لأن المستهلك معرض للإصابة بالبرود الجنسي ولهذه التأثيرات الجانبية الخطيرة منعت من التسويق محليا وحتى دوليا . هل يستطيع المدمن أن يرتكب جرائما بشعة تحت تأثير هذا المخدر ؟ أكيد أنه يكون في حالة فقدان الوعي وبذلك يفقد السيطرة على النفس و الأسوأ من ذلك أن حاجز الخوف لا وجود له بذاكرته الحسية ولو كان ذلك لساعات محدودة . ما هي النصيحة التي توجهها للشباب ؟ تجنبوا استهلاك هذا العقار القاتل لكي لاتفقدوا حياتكم لأن المدمن على هذا المخدر يعيش ما معدله 50 سنة فقط وهذا الأمر جد خطير يؤكد خطورة "إكستا" على غرار المخدرات القويّة كالكوكايين والهيروين.