جمعية العلماء تحيي سُنّة "الملتقيات الجامعة" * هذه أبرز توصيات "ملتقى الشيخين" * القرة داغي ل"أخبار اليوم": "الملتقى نجح.. وسعيد بالمشاركة فيه" حازت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شرف إعادة إحياء سنّة الملتقيات الدينية الجامعة التي كانت الجزائر حاضنة لها قبل عقود، حيث نجحت الجمعية التي يُشرف على تسيير شؤونها الدكتور عبد الرزاق قسوم في جمع شمل نخبة من كبار علماء الأمة الإسلامية طيلة ثلاثة أيام في الجزائر التي تحولت إلى (عاصمة للفكر الإسلامي)، من خلال (ملتقى الشيخين ابن باديس والإبراهيمي) الذي اختتم أمس الجمعة، وعرف حضور علماء كبار، من أبرزهم محيي الدين القرة داغي الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين، والدكتور عبد المجيد نجار من تونس والدكتور خليل النحوي من موريتانيا إضافة إلى المفكر السعودي مازن مطبقاني. ووسط أجواء متميزة، أنجحها رجال الجمعية الواقفون على المؤتمر، ومن أبرزهم الأستاذ تهامي مجوري، الناطق الإعلامي لجمعية العلماء المسلمين، اختتم أمس، الملتقى الدولي للشيخين عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي الذي نظمته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحت شعار (من التغيير إلى التحرير)، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة على مدار ثلاثة أيام، وقد خرج المشاركون في هذا الملتقى بجملة من التوصيات التي ألحوا على أن يتم تجسيدها على أرض الواقع مستقبلا، ومن جملة هذه التوصيات ضرورة تثبيت الملتقى وجعله محفلا سنويا على اعتبار انه فضاء فكري وعلمي هام. وألح المشاركون على طبع كافة المحاضرات التي ألقيت في الملتقى من طرف العديد من الأساتذة والدكاترة، بالإضافة إلى هذا فقد جاء في جملة التوصيات أيضا إحداث جائزة سنوية باسم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تختار الجمعية موضوعها، مع إنشاء مركز دراسات يهتم بتراث الجمعية وتقاليدها، كما طالب المشاركون أيضا بضرورة التنسيق مع مختلف الإدارات العمومية من أجل طبع كتيبات حول أعلام الجمعية وذلك مع كل من وزارة الثقافة وزارة التربية الوطنية وكذا وزارة الشؤون الدينية مع السعي لدى الجهات الرسمية لإثراء المقررات الدراسية بنصوص حول علماء الجزائر الأجلاء، ومن جملة التوصيات التي خرج بها المشاركون في الملتقى تفعيل النشاط السنوي عبر شعب الجمعية وعلى المكتب الوطني السهر على تنفيذ توصيات الملتقى. وقد أجمع كافة المشاركون في الملتقى الدولي للشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي أنه كان ناجحا، وذلك حسبما جاء في الكلمة الختامية التي ألقاها الشيخ ظريف رئيس الشعبة الولائية لولاية سطيف، والذي ذكر أن الظروف التي أنعقد فيها الملتقى معقدة على أكثر من صعيد لأن الجمعية تهتم بمتابعة كافة التطورات الداخلية والخارجية، لذلك وحسبما ورد في البيان الختامي يجب تقوية صفوف الشعب على جميع الأصعدة بالإضافة إلا تركيز التربية الدينية في نفوس الأجيال القادمة مع دعم كل الجهود التي تقوم بها الدولة الجزائرية في المجال الدبلوماسي بالعديد من دول العالم. وفي ختام الملتقى خصّ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي، الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين، (أخبار اليوم) بتصريح أكد فيه نجاح الملتقى الذي جمعت فيه المعلومات القيمة والدروس النافعة للشباب، وقد (أثبت هذا الملتقى أن مآثر الشيخين لا تزال قابلة متجددة دوما لتطبيق على واقعنا المعاصر). كما اعتبر الدكتور القرة داغي أن كل من الشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي قد قدما للأمة العربية الكثير من القيم التي ساهمت وإلى حد كبير في بناء الحضارة العربية وفكر الإسلامي المعاصر وذلك من خلال مقاومتهما للاستعمار الفرنسي الغاشم الذي دنس يوما من الأيام ارض الجزائر الطاهرة، كما عبر الدكتور مدى سعادته لمشاركته في أشغال الملتقى. للإشارة، فقد كشف رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزاق قسوم بأنه سيتم انجاز قريبا مطبعة خاصة بالجمعية وتأسيس جريدة يومية وقناة تلفزيونية فضائية وفتح مدرسة نموذجية إلى جانب مجلة التبيان المتنوعة والمجلة الأكاديمية المتخصصة. وكشف بأن هناك قافلة جاهزة اليوم تحتوي على ما يزيد على 60 حاوية محملة بالأدوية والمواد الغذائية المختلفة وكل ما يحتاجه سكان غزة بفلسطين المحتلة والجمعية تنتظر افتتاح المعبر لها لإيصال محتويات القافلة. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد بعث برسالة إلى المشاركين في الملتقى قرأها نيابة عنه السيد عبد الحق شرفاء ثمّن من خلالها هذه المبادرة المتمثلة في تنظيم هذا الملتقى وبحضور ثلة من العلماء في ذكرى وفاة الشيخين الجليلين. وأشار إلى أن رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي بعث بها بمناسبة افتتاح عاصمة الثقافة العربية قسنطينة يوم 16 أفريل الفارط أشادت بالمدارس والنوادي التي أنشأها رائد الإصلاح عبد الحميد بن باديس وذكرت أيضا بالدور الذي لعبه الشيخ الإبراهيمي في نشر الوعي والثقافة والروح الوطنية. ودعا إلى استخلاص الدروس من هذين الإمامين الذي تجمعهما (الأصالة والتفتح على العالم والمستقبل من أجل رفع التحدي والرهانات).