أخيرا وبعد انتظار دام 26 سنة كاملة، أي أكثر من ربع قرن، استعاد سريع غليزان لكرة القدم مكانته ضمن قسم النخبة الوطنية لكرة القدم عقب فوزه الجمعة الماضي بنتيجة (5 - 4) على شبيبة بجاية برسم الجولة ال 29 من بطولة الرابطة الثانية المحترفة وتعادل مطارده في الترتيب أولمبي المديةبالبليدة أمام الاتحاد المحلي بهدف لمثله. بمجرد انتهاء المباراة أمام شبيبة بجاية والتعرف على نتائج المتنافسين الآخرين خرج آلاف الأنصار إلى شوارع غليزان للاحتفال بالصعود في أجواء لا توصف، وما تزال الأفراح متواصلة وقد تبلغ ذروتها بعد عودة الفريق من تنقله الأخير إلى عين الفكرون لمواجهة الشباب المحلي. وقد تشكلت طوابير طويلة للسيارات مزينة بألوان الفريق الغليزاني، حيث امتزجت منبهات السيارات بأهازيج الأنصار عبر جميع أحياء المدينة. وكانت جموع غفيرة في الموعد بساحة خميستي بغليزان للاحتفال بصعود (أسود مينا)، كما فضل الكثير من الأنصار الشباب تخليد تلك الأجواء الاحتفالية بآلات التصوير والألواح الالكترونية والهواتف النقالة. قالوا عن الصعود عزيز جيلالي (رئيس الفريق): (الصعود ساهم فيه الجميع) أعرب رئيس سريع غليزان عزيز جيلالي عن فرحته بتحقيقه لحلم الآلاف من الأنصار.. (هذا التتويج هو نتاج تظافر جهود كل الذين يحبون النادي، والذين عملوا كل ما في وسعهم من أجل أن يلتحق الفريق بالرابطة الأولى)، مضيفا أن (هذا الصعود تم بفضل العمل الكبير الذي قامت به المجموعة، لاعبون وطاقم فني ومسيرون وأنصار الذين لم يدخروا أي جهد طيلة هذا الموسم لإرجاع النادي إلى مكانه الأصلي). محمد بن عبو (اللاعب الدولي السابق لسريع غليزان): (الحلم تحوّل إلى حقيقة) قال اللاعب الدولي السابق لسريع غليزان محمد بن عبو: (أنا جد متأثر، أشكر اللاعبين فهم الذين عانوا الأكثر أمام منافسة قوية لكي يتحقق أخيرا هذا الحلم ويصبح حقيقة. لقد كان الرهان صعبا أمام فرق مثل اتحاد البليدة وأهلي برج بوعريريج وشباب باتنة واتحاد الشاوية ومولودية سعيدة التي لديها تجربة وإمكانيات أكثر منا، ضف إلى ذلك صغر سن عناصر فريقنا، لقد تمكنا من تحقيق مشوار رائع في مرحلة الذهاب)، حسب ما أوضح المدرب عبد الكريم بن يلس، مضيفا: (سريع غليزان يستحق مكانه في الرابطة المحترفة الأولى). بودة إسحاق (وسط ميدان السريع): (الصعود أفضل هدية لأنصارنا) صرح لاعب وسط ميدان الفريق بودة إسحاق: (نحن مسرورون جدا لتحقيق هذا الإنجاز الذي يعتبر أفضل هدية لأنصارنا الذين كانوا دوما معنا)، مضيفا: (بعد خسارتنا مواجهة اتحاد البليدة في ميداننا في منتصف الموسم راودتنا بعض الشكوك حول قدرتنا على تحقيق الصعود، لكن وبفضل إدارة الفريق والطاقم الفني برئاسة الأستاذ عبد الكريم بن يلس استطعنا تدارك هزيمة اتحاد البليدة وحققنا نتائج إيجابية، والحمد للّه ها نحن في القسم المحترف الأول). تأسس عام 1934 سريع غليزان يعود إلى حيث كان قبل ربع قرن تأسس نادي سريع غليزان في عام 1934، وخلال الفترة الاستعمارية ظل حبيس الأقسام السفلى بسبب السياسة الاستعمارية التي حالت دون تقدمه ولو إلى قسم واحد من الأقسام العليا. خلال الثورة التحريرية وعلى غرار جميع النوادي الرياضية في بلادنا لبى نداء الواجب، فالتحق العديد من اللاعبين بالمجاهدين، ومن بين شهداء كرة القدم الغليزانية زوفاري الطاهر الذي سقط في ميدان الشرف يوم 2 أوت 1958 بغليزان عن سن يناهز ال 54 سنة، ويحمل ملعب عاصمة وادي مينا حاليا اسمه. وبعد استقلال الجزائر كانت تضم المدينة ثلاثة أندية وهي شبيبة غليزان، وداد غليزان ونادي سريع غليزان التي شكلت بعد دمجها في عام 1977 خلال فترة الإصلاح الرياضي نادي الاتحاد الرياضي لبلدية غليزان عقب اجتماع ضم يوم 20 جوان 1977 رؤساء الأندية الثلاثة للمدينة. لم يجسد فريق السريع الاسم الذي يحمله فبقيت سرعته بطيئة بطء السلحفاة وأول إنجاز له كان في سنة 1985 بتحقيقه لإنجاز تاريخي وهو الصعود إلى القسم الوطني الأول بقيادة نخبة من اللاعبين الكبار، يتقدمهم اللاعب الدولي بن عبو دون نسيان الابن الروحي للفريق بوقلمونة واللاعب الحراشي الهادي خليلي. ومن بين اللاعبين الدوليين الذين تركوا بصماتهم في تاريخ النادي (الأخضر والأبيض) محمد بن عبو وعمار شمعة والهادي خليلي الذي كان أحسن هداف في موسم 1986-1987 ب 17 هدفا. حل في المركز الثالث موسم 1988-1989 الأحسن في تاريخ السريع يبقى موسم 1988-1989 الأفضل لهذا الفريق الذي احتل المركز الثالث في ترتيب البطولة. وفي الموسم الموالي مثل سريع غليزانالجزائر في كأس إفريقيا للأندية البطلة وخرج في الدور الأول على يد النجم الرياضي الساحلي، وهي السنة التي عاد فيها إلى حيث كان القسم الوطني الثاني، ومنذ نزوله إلى القسم الوطني الثاني في عام 1989 انتظر عشاقه أكثر من ربع قرن ليعود إلى حيث كان، وهو القسم الوطني الأول. ترى هل يصمد السريع هذه المرة ويطول بقاءه ضمن أندية الكبار؟ ذلك ما سنعرفه خلال الموسم المقبل.