يسيطر شغب الجماهير والأخطاء التحكيمية على المشهد الختامي لدوري المحترفين لكرة القدم، الذي يشهد غرابة كبيرة لم يتعود عليها اطلاقا، وهو ما يوحي بتطورات خطيرة فيما تبقى من مباريات. وقبل جولتين من اختتام الموسم، لم تتحدد هوية البطل رغم الخطوة الكبيرة التي قطعها وفاق سطيف حامل لقب دوري أبطال أفريقيا في حين يبقى 11 ناديا مهددا بالهبوط لدوري الدرجة الثانية. وعرفت الجولة الثامنة والعشرين التي لعبت السبت الماضي، احتجاجات بالجملة على القرارات التحكيمية، حيث اتهم رضا مالك رئيس نادي شباب بلوزداد حكم المباراة التي تعادل فيها فريقه مع ضيفه وفاق سطيف المتصدر بدون أهداف بحرمان فريقه من لقب الدوري عندما رفض احتساب ركلة جزاء صحيحة. وجه الفرنسي ميشال كافالي مدرب نادي مولودية وهران انتقادات عنيفة للحكم الذي أدار المواجهة التي جمعت فريقه بالجار جمعية وهران، محمله مسؤولية انتهاء المباراة بالتعادل السلبي وتخلف الفريق بأربع نقاط عن وفاق سطيف. كما هاجم الفرنسي الأخر فرانسوا براتشي مدرب شباب قسنطينة بقسوة حكم المباراة التي تعادل فيها قسنطينة مع ضيف مولودية الجزائر 1-1. الاخطاء التحكيمية والاحتجاجات على القرارات التحكيمية لم تكن وحدها ميزة نهاية الأسبوع الكروي في الجزائر، بل عاد شغب الجماهير إلى الواجهة، من ملعب اتحاد البليدة العائد لدوري الأضواء بعد أربعة مواسم في الدرجة الثانية، حيث تسبب مشاغبون محسوبين على النادي في مشاهد غير مشرفة اطلاقا خلال المواجهة مع الجار أولمبي البليدة. ولم يتقبل مشجعو نادي اتحاد بلعباس الذي يتذيل الدوري، التعادل مع جمعية الشلف فسبوا اللاعبين والجهاز الفني للفريق. تقريبا نفس الموقف كان لقطاع من مشجعي اتحاد الحراش الذين اتهموا بعض اللاعبين ومسؤولين بالتلاعب بنتيجة المباراة التي خسرها الفريق من الجار نصر حسين داي 1-2. ومنع لاعبو شباب قسنطينة ومولودية العلمة من التدرب الاثنين من قبل مشجعين غاضبين على خلفية تعادل الفريقين أمام مولودية الجزائر وشبيبة الساورة على الترتيب. التصرف العدواني للمشجعين، دفع بالفرنسي جول اكورسي للإعلان عن استقالته من تدريب نادي مولودية العلمة قبل ان يتراجع بعد تدخل الادارة والعقلاء، فيما يصم عمر بن طوبال رئيس شباب قسنطينة ومحند شريف حناشي رئيس نادي شبيبة القبائل، اذنيهما للأصوات المطالبة برحيلهما فورا، بخلاف جمال عماني رئيس أمل الاربعاء الذي اكد استقالته بنهاية الموسم دون أن يتأكد من بقاء فريقه مع الاقوياء. وحتى العقوبات التي فرضتها لجنة الانضباط التابعة لدوري المحترفين، خلفت موجة من الاستياء والغضب، فرضا مالك رئيس شباب بلوزداد، صرح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه يفكر بجدية في مغادرة عالم كرة القدم نهائيا لأنه لا يفهم سبب ايقافه لمدة ستة أشهر منها ثلاثة موقوفة النفاذ، مؤكدا أن اتهامه بالمساس بهيئة رسمية غير مبرر وغير معقول على خلفية تصريحاته التي هاجم فيها التحكيم في مبارتي الذهاب والاياب امام وفاق سطيف. بينما تحدث محفوظ بوقلقال رئيس أولمبي المدية عن ظلم غير مبرر، بعدما جرى ايقافه لستة اشهر هو ايضا.ويخشى المتتبعون من ان تتطور الامور الى ما هو اخطر في الجولتين المتبقيتين عن نهاية الموسم، خاصة وان التنافس على المراتب الأولى المؤهلة لدوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفيدرالية، ومراكز البقاء، مرشح للاستمرار حتى المرحلة الاخيرة من الموسم.