قاد (تجمع ثوار 17 فيفري بالخارج) مظاهرة وسط العاصمة البريطانية لندن للضغط على الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي للكف عما سماه (الانحياز الفاضح) ضد الثورة الليبية التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل أربع سنوات. وشارك في المظاهرة التي جرت أمام مبنى الخارجية البريطانية نشطاء ليبيون مقيمون في بريطانيا، وجاءت ضمن خطة للضغط على الأوروبيين للكف عن الانحياز لطرف دون آخر. وطالب المتظاهرون بالاعتراف والتطبيع الكامل مع حكومة المؤتمر الوطني بطرابلس، والتوقف عن الانحياز لمجلس النواب المنحل الذي يتخذ من طبرق (شرق ليبيا) مقرا له. وندد المشاركون في المظاهرة بالتغاضي الأوروبي عن تدفق السلاح عبر النظام العسكري في مصر إلى قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وعاب المحتجون على الدول الأوروبية تجاهلها الحكم القضائي الليبي الواضح بحل برلمان طبرق وهي التي تتفاخر باحترامها القضاء والقانون الدوليين. وقال الأمين العام لتجمع 17 فيفري بالخارج عبد المنعم المهرك إنهم خرجوا للتنديد بموقف الأممالمتحدة ومسودة المبعوث الأممي لليبيا برناردينو ليون، والتي وصفها بأنها منحازة تماما لبرلمان طبرق ومجحفة بحق الشعب والثورة الليبية. واتهم المهرك الأممالمتحدة بالمماطلة بشكل مقصود في تنفيذ مخطط معين، في الوقت الذي تصمت حاليا تماما حيال جرائم خليفة حفتر والاعتداءات على مدينة بنغازي التي هجر منها قرابة 120 ألف مدني. وأشار المهرك إلى محاولات الأوروبيين إقرار قوانين لضرب الشواطئ الليبية بحجة مكافحة الهجرة غير النظامية، في الوقت الذي لا يتخذون فيه إجراءات ضد الدول التي تصدر وتهرب المهاجرين كتشاد ومصر. واتهم المهرك الأوروبيين بغض الطرف عن تدفق السلاح غير الشرعي "لمليشيات حفتر" عبر مصر، والتي تذكي الصراع، مؤكدا أن هذا السلاح يتدفق أسبوعيا. دعم الشرعية من جانبه، ألقى عضو تجمع ثوار 17 فيفري بالخارج مصطفى قراف بيانا في ختام المظاهرة أكد فيه أن هذا الحراك يأتي في إطار دعم الشرعية الصحيحة المتمثلة حسب رأيه بالمؤتمر الوطني العام. وندد البيان بالانحياز والتأييد الأوروبيَيْن للبرلمان المنحل. وقال قراف للجزيرة نت إنهم لا يقرون بمخرجات حوار الصخيرات في المغرب الذي تشرف عليه الأممالمتحدة، معتبرين أن المنظمة الدولية تنحاز لصالح البرلمان على حساب المؤتمر العام. وكان المبعوث الأممي لليبيا برناردينو ليون قدم مسودة مقترح لحل الأزمة الليبية عقب جولات من الحوار الليبي تتضمن الاعتراف بالبرلمان المنحل، وهو الأمر الذي رفضه المؤتمر الوطني بطرابلس واعتبره مخيبا للآمال. من جهته، قال الناشط الليبي صالح أبو هريرة إنهم جاؤوا للتعبير عن رفض موقف الأممالمتحدة الذي اتضح انحيازه، داعيا العالم لاتخاذ إجراءات ضد ما يقوم به اللواء حفتر من تدمير للبنية التحتية الليبية. وصب المتظاهرون جام غضبهم على حفتر، ورفعوا صورا له جنبا إلى جنب مع القذافي معتبرين أنه جزء من نظامه، وأنه عاد لينتقم من الثوار. وانتهى المتظاهرون لدعوة الشعب الليبي إلى اليقظة خاصة إزاء دور النظام العسكري المصري الذي يذكي الصراع ببلادهم عبر صفقات سلاح مشبوهة، ودعوا القاهرة لرفع يدها عن ليبيا، مؤكدين أن محاولات النظام المصري السيطرة على خيرات ونفط الشعب الليبي لن تنجح بسبب وحدة الليبيين ووعيهم.