كشفت وكالة أنباء "الأناضول" التركية أمس، أن الفصائل الليبية اتفقت على عقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف الأسبوع المقبل، في وقت تشهد البلاد موجة صراع دموي وأزمة سياسية خانقة في ظل الانقسام الحاصل. وعقدت الجولة الأولى من الحوار في غدامس "غرب ليبيا" برعاية الأممالمتحدة في 29 سبتمبر الماضي بحضور 12 من أعضاء البرلمان المحل المجتمعين في طبرق وعدد مماثل من النواب المقاطعين لتلك الجلسات، لكنها لم تفض إلى أي نتيجة. ويتمسك المؤتمر الوطني العام بمرجعية المحكمة العليا التي قضت بحل مجلس النواب الذي يعقد جلساته في طبرق، بينما يصرّ المجلس المنحل على ضرورة الاعتراف به ممثلاً شرعيا وحيداً للشعب الليبي. وفي الأثناء، طالب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بوقف شامل لإطلاق النار في ليبيا، وتشكيل حكومة لا تقصي أحدا، وذلك وسط استياء المؤتمر الوطني الليبي من لقاء المبعوث الأممي إلى ليبيا واللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال الوزير التركي -خلال مؤتمر صحفي- إنه لا فائدة من مناقشة من هي الجهة الشرعية في ليبيا، داعيا إلى إنهاء ما وصفه بالحريق الحالي في ليبيا والبدء بحوار لتشكيل حكومة شاملة دون إقصاء أحد، "لأن تشكيل حكومة مع إقصاء أي طرف لن ينجح ولن تكون حكومة باقية، مثلما حصل في العراق". وحذّر أغلو من التدخل الخارجي في ليبيا وخصوصا على مستوى الدعم بالسلاح والهجمات الجوية، معربا عن خشيته من أن تتحول ليبيا إلى سوريا جديدة. كما عبّر المتحدث باسم المؤتمر الوطني الليبي العام عمر حميدان عما وصفه بالاستياء من لقاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون وحفتر الذي يقود ما يسمى "عملية الكرامة". وجاء ذلك عقب لقاء ليون ولجنة الحوار بالمؤتمر الوطني الليبي العام في العاصمة الليبية طرابلس، والتي اقترحها مكاناً لاستئناف حوار الفرقاء الليبيين. وقال ليون إن "ليبيا بحاجة إلى عقد جولة ثانية من الحوار السياسي في القريب العاجل بهدف إيقاف انزلاق البلاد نحو صراع أعمق وانهيار اقتصادي"، مقترحا تجميد القتال. من ناحية أخرى، تحدثت مصادر طبية عن مقتل 6 أشخاص وجرح أكثر من عشرين أصيبوا إثر تجدد الاشتباكات في مناطق الليثي والحدائق والصابري جنوب وشمال بنغازي. وقالت المصادر إن الاشتباكات دارت بين قوات تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومسلحين يدعمونها. وذكرت المصادر أن القتلى والجرحى هم من قوات حفتر التي كانت تحاول الوصول إلى مواقع مقاتلي مجلس الثوار في مناطق الاشتباكات لكنها لم تتمكن من ذلك.