رحب رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت بردود الفعل الإسلامية في السويد التي أدانت التفجيرين الأخيرين اللذين استهدفا العاصمة ستوكهولم في الأسابيع الماضية. وقال راينفيلدت في خطاب ألقاه في ستوكهولم بمناسبة أعياد الميلاد: إن على المسلمين في السويد تحمل مسؤوليتهم في العثور على العناصر المتطرفة من حولهم. واعتبر راينفيلدت في الخطاب الذي هيمن عليه الاعتداء الأخير في السويد، أن الشخص الذي قام بتفجير نفسه قام بتحدي "مجتمع الانفتاح والحرية"، و"أن القانون السويدي يعطي الأفضلية للحريات الدينية"، مستبعداً أن تكون أهداف هذا التفجير بسبب التواجد العسكري في أفغانستان. واعتبر راينفيلدت في لقاء أجرته معه الإذاعة السويدية، أنه "لا يمكن أن تتحمل مجموعة في المجتمع مسؤولية تصرف شخص غاضب أراد أن يحدث جريمة شنيعة بقتله أكبر عدد من الأبرياء"، في إشارة إلى عدم تحمل جميع المسلمين في البلاد مسؤولية الهجوم. ونوه رئيس الوزراء بردة الفعل التي أبداها إمام جامع ستوكهولم في خطبة الجمعة الماضية تجاه العملية الانتحارية، معتبراً أن ردة الفعل هذه تساهم في إيجاد طرق للتعاون وفي وضع الحلول لتحسين العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع. وكان أمام أكبر مسجد في ستوكهولم صنف في خطبة الجمعة الماضية عملية ستوكهولم بالانتحارية والإرهابية، مؤكداً على براءة الإسلام من الإرهاب ونهجه. واعتبر الإمام أن المسلمين في السويد هم جزء من المجتمع والوطن السويدي حسب ما ذكرت الإذاعة السويدية في موقعها على الإنترنت. فتوى تدين العملية وفي الوقت الذي أدانت فيه الجمعيات والفعاليات الإسلامية في السويد العملية التي استهدفت قتل المدنيين في مكان مزدحم وسط العاصمة ستوكهولم. أدان مجلس الإفتاء السويدي في فتوى أصدرها الأحد الماضي العملية. ووصفت الفتوى اعتداء ستوكهولم في الحادي عشر من شهر ديسمبر الجاري ب"المؤسفة" و"تستحق الشجب". وفي حين رفض راينفيلدت ربط قضايا الإرهاب والتطرف بالعالم الإسلامي وقرنها بالإسلام، واعتبرها "قضايا عالمية"، دعا إلى الانفتاح على نقاش الأسباب التي تدعو الشخص إلى ترك عائلته وقتل نفسه وآخرين معه وتأجيج التوتر في المجتمع. وأضاف راينفيلدت أنه لا يمكن استبعاد ما يجري في العراق وأفغانستان والصراع الفلسطيني الإسرائيلي كأسباب تدعو للعنف والتطرف وسط الشبان المسلمين، وهو أمر "علينا أن نكون منفتحين على نقاشه" حسب قوله. الانتحاري عمل لوحده وفي الوقت الذي حذر فيه راينفيلدت من وجود متطرفين آخرين، استبعد أن يكون لانتحاري ستوكهولم شركاء، أو أنه ينتمي لمجموعة تعمل في السويد. وقال راينفيلدت إن هذه الاحتمالات التي يجري الحديثُ عنها في الصحف، تبقى غير مثبتة إلى الآن وعلينا أن نكون حذرين من نشر مثل هذه الاحتمالات. في الوقت الذي اعتبر فيه أنه ليس هناك مبرر للاعتقاد أن السويد أصبحت أقل أمناً من السابق، مضيفاً أن إشاعة القلق والتوتر يولد شعوراً سلبياً في المجتمع. وفي السياق ذاته صرحت الشرطة السويدية أن التحقيقات الجارية تشير إلى أن تيمور عبد الوهاب كان يعمل بمفرده، وأنه لا توجد أي معلومات عن وجود جهات أو أشخاص آخرين شاركوا في الهجوم الفاشل الذي استهدف شارعاً مزدحماً في ستوكهولم.