بسبب عدم استكمال عمليات التهديم العاصمة تغرق في الأنقاض زلزال كبير مسّ ولاية الجزائر، واستمر لأسبوعين متتاليين، حيث رافق عملية إعادة الإسكان بالعاصمة مخلفا أضرارا كبيرة وسط تجاهل السلطات، بعد أن تحولت العاصمة إلى أنقاض في أيام قليلة. س.ب تحولت العاصمة الى ورشة كبيرة تغرق فيها أنقاض البنايات التي هي في طور التهديم وكذا الترميم، فلقد خلفت عمليات إعادة الإسكان التي مسّت آلاف العائلات بمختلف البلديات، أكوام كبيرة من الأنقاض التي أعقبت عملية التهديم، وفي الجانب الآخر عمليات الترميم التي تشرف عليها الولاية خاصة على مستوى البنايات المتواجدة في الواجهة البحرية، فتحولت النعمة الى نقمة. تحولت نعمة الترميم وتحسين أوضاع السكان لدى العاصميّين الى نقمة عليهم، بات التساؤل الأول الذي يطرحه هؤلاء بصفة يومية، وهي من المسؤول عن هذه الوضعية؟ مشاعر الاستياء عبر عنها بعض المواطنين على مستوى حي بلكور، حيث أكدوا لأخبار اليوم أنهم يعيشون جحيم حقيقي جراء الأنقاض المتراكمة هنا وهناك، وحتى المساحات الشاغرة لم تسترجع من طرف البلدية، بل حولت أغلب المساحات إن لم تكن كلها الى حظائر فوضوية! وغير بعيد عن حي بلكور، وجدنا المناطق الوسطى تغرق هي الأخرى في حالة كارثية، فبين الترميم والتهديم، تحولت المنطقة الى ورشة كبرى مفتوحة على مصراعيها للأنقاض والحجارة المتراكمة في كل زقاق، والمشكل لا يقتصر حسب أحد سكان المنطقة عند أنقاض بعض البيوت وإنما هي بنايات بأكملها رحل سكانها إلى سكنات آمنة، وهدمت العمارات بشكل جزئي فقط للسّماح للبعض من أجل استغلال هذه السكنات الشاغرة، ومن ثمة تركت البنايات على أنقاضها، كما هو الحال بحي محمد بن عيسة والذي يغرق في الفوضى منذ شهور جراء استهتار السكان وتهاون عمال البلدية في استكمال عملهم وجمع الأنقاض التي باتت تهدد سكان الحي وكذا المدرسة الملاصقة لهذه البنايات المهدمة. وللإشارة فلقد استفادت الجزائر الوسطى خلال عملية الترحيل التي تمت خلال الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع من حصة سكنية لفائدة أزيد من 200 عائلة تقطن بالأقبية والأسطح، وعملية التهديم التي شملت هذه السكنات لم تستكمل حيث بقيت الأنقاض على حالها، وهو حال بعض السكان في شارع الإخوة بليلي، والذين تعرضوا الى قرار التهديم التعسفي من طرف مصالح البلدية، فيما تركت عائلة محرز تواجه مصيرها لوحدها حتى مع الأنقاض التي لم يتم جمعها من طرف عمال البلدية المكلفين بذلك، حيث تكفلت العائلة بنقل الأنقاض وتهديم ما تبقى من جدران، وغابت البلدية وعُمالها.. الحال ذاته يتكرر عبر بلديات عديدة، حيث تركت العاصمة تغرق في الأنقاض، بسبب غياب الرقابة التي ترافق عملية التهديم واسترجاع المساحات، فكان المشهد سوداويا في العاصمة البيضاء.