سكان حي محمد بن عيسى يستنجدون بالبلدية أنقاض العمارات المهدمة تحاصر تلاميذ مدرسة بالجزائر الوسطى تشهد بلدية الجزائر الوسطى في الآونة الأخيرة حالة طوارئ عامة بسبب الأشغال الكبرى التي تمس ترميم البنايات المتواجدة على طول الواجهة البحرية، وهذا بالتزامن أيضا مع عمليات الترحيل التي مست العشرات من العائلات القاطنة في البيوت الهشة وأقبية وأسطح العمارات، والمشكل أن الفرحة تحولت من نعمة إلى نقمة. س. ب ورشة كبرى مفتوحة على مصراعيها، هذه حالة وسط العاصمة، والأمر في الجانب العملي يبعث على التفاؤل بشأن تجميل العاصمة والقضاء على السكن الهش والديكور المشوه لواجهة الجزائر، إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الجانب فقط، وإنما يتعداها ليظهر الجانب السلبي والذي خلف حالة استياء كبير لدى سكان الجزائر الوسطى الذين عبروا لأخبار اليوم عن سخطهم الشديد من الوضعية غير المريحة التي آلت إليها أحياء بأكملها وسط العاصمة، فالأمر لا يقتصر فقط على عمليات الترميم التي تنجز بالجملة، وإنما أيضا على عمليات التهديم التي تتلو عمليات الترحيل، فالمصالح المعنية حسب ذات السكان لا تستكمل عملية التهديم إلى النهاية، بل تكتفي بتهديم الأسقف وبعض الجدران لضمان عدم استغلال عائلات أخرى لهذه الشقق الشاغرة، ثم تترك الأنقاض خلفها بدون أي اعتبار للسكان المجاورين لهذه المساحات، والمشكل حسب ما وقفت عليه (أخبار اليوم) في بعض الأحياء بقلب العاصمة ليست مجرد بقايا بنايات صغيرة، وإنما هي أنقاض بأحجام كبيرة حتى يتهيأ للزائر وكأن زلزل ما مر من هنا، ولكن الحقيقة أن عملية الترحيل أخذت معها السكان تاركة الأنقاض لمن بقي في هذه النقاط السوداء. ومن أمثلة هذه النقاط وقفنا على حي محمد بن عيسى، فهذه المنطقة لا يستطيع أي قلم أن يصفها، بالنظر إلى حالة الأنقاض التي تحاصر سكان الحي منذ 2014 أي بعد عملية ترحيل كبرى مست هذه النقطة من خلال استفادة العشرات من العائلات القاطنة بثلاث بنايات مجاورة للحي السكني أولاد منديل بالدويرة. ففيما فرحت العائلات المرحلة بنعمة سكناتها الجديدة بعد خروجها من بيوت الموت، بقيت عائلات أخرى تصارع موتا من نوع آخر في هذا الحي قد يكون أكثر بشاعة، فمن جهة بقايا البنايات التي تهدد سلامتهم جراء التخوف من سقوطها على رؤوسهم، ومن جراء العدد الكبير للجرذان التي اجتاحت المنطقة وكذا الأفاعي التي وجدت متنفسها بين الحجارة.. وللإشارة فإن أخطر نقطة في حالة حي محمد بن عيسى حسب بعض من التقيناهم، ترجع إلى المدرسة الابتدائية الملاصقة لهذه البنايات، فمن قبل اشتكى أولياء التلاميذ من خطورة تواجد المدرسة وسط بنايات مهددة بالانهيار في أية لحظة، والآن هم يشتكون من الأنقاض ! وفيما أكدت لنا بعض العائلات التي تقطن بالجوار، أن هذه النقطة البعيدة عن الأعين قد تحوّلت إلى وكر للمدمنين على المخدرات، وبالتالي فإن الخطر أكبر ويتفاقم بشكل يومي والضحية الأولى تلاميذ الابتدائية الواقعين بين فكي كماشة الموت تحت الأنقاض أو تربص المدمنين. والجدير بالذكر أن المشكل لا يقتصر على حي محمد بن عيسى وإنما هو مشكلة تمس الكثير من المواقع التي لم يتم استرجاها بعد ترحيل سكانها، فيما حولت البعض من المساحات الأخرى إلى حظائر عشوائية للسيارات، وعليه فإن مصالح بلدية الجزائر الوسطى مطالبة بالتدخل الفوري لمعالجة هذا المشكل العالق منذ شهور وإنقاذ تلاميذ ابتدائية حي محمد بن عيسى من مخالب الموت والإدمان!