أساء إلى الثورة وسبّ الدين.. وها هو يطبع مع (إسرائيل) - (الوهراني).. (أحقر فيلم) في تاريخ الجزائر! - واصل مخرج فيلم (الوهراني) المدعو (إلياس سالم) في الأيّام الأخيرة إثارة مزيد من الجدل والغضب أيضا، فبعدما أساء إلى الثورة الجزائرية وشوّه التاريخ بفيلم فيه سبّ للدين ها هو يتنصّل من مسؤولياته اتجاه القضايا القومية العادلة من خلال إثبات مشاركته في مهرجان سينمائي صهيوني يقام في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ضاربا عرض الحائط عقيدة الجزائر شعبا وحكومة، لينصّب الفيلم نفسه في مرتبة (أحقر فيلم) في تاريخ الجزائر. كشف مهرجان السينما بأشدود في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عن مشاركة الفيلم الجزائري (الوهراني) لمخرجه المثير للجدل (إلياس سالم) في 10 جوان المقبل. وقال القائمون على مهرجان السينما الصهيوني إن (الجزائر الدولة العربية الوحيدة الحاضرة) إلى جانب كلّ من فرنسا، اليونان، أوكرانيا، جورجيا، الأرجنتين والكيان الصهيوني. وأحدث فيلم (الوهراني) الذي أنتجته الجزائر ورصدت له وزارة الثقافة ميزانية ضخمة مُنحت للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، جدلا إعلاميا وسياسيا وحتى من قِبل الأسرة الثورية في الجزائر في أوّل عرض افتتاحي له في الجزائر العاصمة. وأجمع هؤلاء على أن هذا العمل يزيّف التاريخ ويسيء إلى الثورة، بيْد أن (الوهراني) ما يزال يراهن إلى حد الآن على إثارة المزيد من الجدل بحثا عن مكانة تحت ضوء الصهاينة، علما بأن فرنسا موّلت بدورها جزءا هامّا من هذا الفيلم التافه. بين مستنكر ومتنصّل من المسؤولية نقل ذات المصدر عن رئيس الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي المنتجة للعمل (نزيه بن رمضان) قوله إن (الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ليس لها أيّ دخل في المشاركة بالفيلم في هذا المهرجان، مخرج الفيلم إلياس سالم هو من قام بالمبادرة وقدّم الفيلم ليشارك في مهرجان إسرائيل). وفي محاولة للتنصّل من المسؤولية قال نزيه بن رمضان إن (الوكالة لا تستطيع التدخّل لمنع مشاركة الفيلم في المهرجان الإسرائيلي لأنها لا تملك الصلاحيات ولا حقوق التوزيع). من جانبه، هاجم مخرج الأفلام الثورية الشهير (أحمد راشدي) مخرج الفيلم المسيئ قائلا: (على إلياس سالم أن يتحمّل مسؤولياته أمام التاريخ والقضايا القومية العادلة، هو حرّ إن أراد المشاركة في مهرجان إسرائيلي لأنّي أعتقد أن إلياس الذي يحمل الجنسية الفرنسية لا يعير أهمّية للقضية الفلسطينية مثلما يهتمّ بها العرب والمسلمون). ولم يقتصر الاستنكار على الأسرة الثقافية، حيث كان للطبقة السياسية نصيب من خلال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الذي ذكر في تدوينة له أمس على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) أن هناك توجّها لمشاركة فيلم جزائري في مهرجان إسرائيلي مطلع الشهر المقبل، وقال معلّقا: (هذا دليل آخر على وجود أيادي صهيونية تعبث في الجزائر)، وأضاف: (يتذكّر الجميع فيلم الوهراني الذي أساء إلى الثورة التحريرية وإلى صورة المجاهدين النوفمبريين، والذي أنتج تحت رعاية وزارة الثقافة في أيّام خليدة تومي وبمساهمة سخية من خزينة الدولة عن طريق الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التابعة للوزارة، هذا الفيلم سيشارك في مهرجان سينمائي بإسرائيل تحت العلم الجزائري يوم 10 جوان المقبل)، وهو ما يؤكّد -حسب رئيس حمس- وجود عبث صهيوني في الجزائر. أوقفوا العبث ردّت وزيرة الثقافة السابقة نادية شيرابي لعبيدي على من طالبوا بوقف عرض (الوهراني) من قبل بالقول: (لن نوقف عرض الفيلم، فالفيلم في حدّ ذاته موجّه لخلق نقاش للجمهور). فيما لم يدل وزير الثقافة الحالي عزّ الدين ميهوبي بأيّ تصريح حول القضية، وهو الأمر الذي سمح للمخرج المتطاول (إلياس سالم) بالمُضي في تحدّيه لتاريخ وأعراف الجزائريين. وقال المخرج المثير للجدل (إلياس سالم) إن الفيلم (مبني على قصص من الخيال ولا يوثّق التاريخ ولا تاريخ الثورة الجزائرية، لكنه يبحث عن الهوية الجزائرية)، لربما الهوية التي يبحث عنها (إلياس سالم) ذو الأب الجزائري والأمّ الفرنسية ويترجمها في أعماله السينمائية. يذكر أن الفيلم الذي يصوّر المجاهدين بصورة بشعة، كما يروّج للكلام البذيء لقي قبل أشهر موجة من الانتقادات من قِبل رجال دين، سياسيين، مجاهدين ونشطاء ومثقّفين، ومنهم من طالب بالتدخّل الشخصي لرئيس الجمهورية من أجل وقف المهزلة. وفي السياق، طالب النائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف في تصريحات سابقة ل (أخبار اليوم) بفتح تحقيق عاجل ومحاكمة كلّ من تورّط من قريب أو بعيد في دعم فيلم (الوهراني) المثير للجدل، محذّرا في ذات السياق من مغبّة (السكوت عن هذا الفيلم المهزلة الذي يطعن في الثورة التحريرية التي تعتبر مفخرة لكلّ الجزائريين). فيما دعا الشيخ شمس الدين الجزائري إلى مقاضاة ومحاكمة منتجه والواقفين وراءه، مضيفا أنه على سكّان ولاية وهران رفع دعوى قضائية ضد الفيلم الذي يسيء إلى مدينتهم من خلال عنوانه (الوهراني)، وقبل ذلك يسيء إلى الإسلام والجزائر، كما طالب آنذاك وزارة الثقافة بالتحرّك لوقف هذه المهزلة، لا سيّما وأن الفيلم المذكور سيمثّل الجزائر في بعض المهرجانات الدولية.