أعلن مهرجان البحر الأبيض المتوسط الغنائي والسينمائي الذي ينظم بالمدينة الساحلية "الإسرائيلية" أسدود، عن مشاركة الفيلم الجزائري "الوهراني" للمخرج إلياس سالم، حيث ينتظر عرضه بتاريخ العاشرة جوان القادم، إلى جانب فعاليات موسيقية وسينمائية أخرى من دول أوروبية وأمريكا اللاتينية، وذلك في إطار الاحتفالات "الدينية" التي يقيمها الكيان الصهيوني في الفترة الممتدة ما بين الثامن والحادي عشر جوان من كل سنة. ولن يشارك المخرج الجزائري إلياس سالم بصفة شخصية في هذا المهرجان، أو يحضر عرض فيلمه، بينما ينتظر أن يثير الأمر، رغم ذلك، جدلا واسعا في الجزائر، بالنظر إلى حساسية الموقف، لأن المهرجان إسرائيلي. وتدور أحداث قصة فيلم "الوهراني" الذي يدوم 120 دقيقة؛ ومولته وزارة الثقافة، بالجزائر في السنوات الأولى لاسترجاع الاستقلال، وذلك عبر ثلاث شخصيات تعرفت على بعضها البعض في فترة الثورة ويعايشون كل بطريقته فترة ما بعد حرب التحرير الوطني. وتحمل كل شخصية في أعماقها أسرارا ثقيلة وتعيش لحظات من الشك والأكاذيب والتنازلات وخيبات الأمل. ويحمل إلياس سالم الذي يمثل إحدى الشخصيات، نظرة نقدية للمجتمع الجزائري ويثير من خلال فيلمه موضوعات حول حرب التحرير والهوية الوطنية والتعريب والسنوات الأولى من استرجاع الاستقلال وغيرها. ويعود "جعفر" المدعو "الوهراني" الذي تقمص دوره إلياس سالم؛ إلى ذويه بعد عدة سنوات من النضال في الجبال ليعلم بوفاة زوجته التي اغتصبها معمر وأنجبت منه طفلا، فكان لذلك أثرا بالغا في نفسيته، حيث غاص في حزن عميق وخيبة أمل مريرة قبل أن يأتي صديقه "حميد" الذي كان يشغل منصبا عاليا لإخراجه من هذه الوضعية حيث قرر تعيينه على رأس مصنع تحويل الخشب. وأثار الفيلم ضجة كبيرة في الجزائر، كونه، حسب اتهامات الأسرة الثورية، يسيء إلى مجاهدي ثورة التحرير، ويظهرهم بمنظر غير لائق، ما جعل عدة أطراف تطالب وزارة الثقافة بوقف عرضه. لكن رغم ذلك، تواصلت عروض العمل عبر عدة ولايات. وكان "الوهراني" فاز في 2014 بعدد من الجوائز الدولية على غرار الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في المهرجان ال 14 للفيلم المتوسطي ببروكسل، كما تحصل الممثل الرئيسي فيه خالد بن عيسى على جائزة أفضل ممثل في الطبعة 25 لأيام قرطاج السينمائية. وأعلنت المغنية الإسبانية "مارينا" Marinah مؤخرا، مقاطعة مهرجان البحر الأبيض المتوسط الغنائي المقرر عقده في مدينة "أسدود" وكذلك إلغاء مشاركتها في مهرجان الموسيقي العالمية في مدينة تل أبيب، وذلك في استجابة منها للنداء الذي أطلقته حملة المقاطعة في كتالونيا "BDS Catalunya"، وعدد من المؤسسات الإسبانية وللجالية الفلسطينية في كتالونيا بإسبانيا. ولاقت هذه الخطوة ترحيبا فلسطينيا كبيرا في الداخل والخارج، حيث أن "مارينا" هي أول مغنية إسبانية تستجيب لنداء حملة المقاطعة على الرغم من تقديم "دولة" الاحتلال الكثير من الامتيازات للمشاركين.