أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة صحفية أن تركيا تقوم بدور تتزايد أهميته في استقرار المنطقة في الوقت الذي تنأى فيه القوى الغربية بنفسها عن أنقرة. وعندما سئل الاسد عما اذا كان يشعر بأن تركيا تبتعد عن الغرب وحلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة لصالح الدول الاسلامية، قال لصحيفة "بيلد" الالمانية اليومية إنه يشعر أن هذه ليست مسؤولية تركيا وأن الغرب هو الذي يبتعد عن تركيا. وتابع الاسد أن الدور الذي قامت به تركيا في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية هو دور مهم حيث أحدث قدرا من التوازن في منطقة الشرق الاوسط المضطربة. وتطرق أيضا إلى محاولة تركيا المتعثرة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي قائلا إن على الاتحاد أن ينفذ مبادئ الانفتاح والحوار الثقافي التي يتبناها بقبوله عضوية تركيا مضيفا أن هناك حاجة لوجود بلد مسلم فى الاتحاد الاوروبى حتى لا يكون الاتحاد حكرا على المسيحيين. ويساور القوى الغربية قدرٌ من القلق من زيادة تقرب تركيا إلى دول إسلامية مجاورة مثل إيران وسوريا رغم أن أنقرة ترى أن لها دورا كقوة للاستقرار في المنطقة. يشار الى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا له جذور إسلامية لكنه يعتبر نفسه مرادفا للاحزاب المسيحية الديمقراطية المحافظة في أوروبا التي تتبنى سياسات ليبرالية في الاقتصاد وسياسات محافظة في القضايا الاجتماعية حيث فاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات بعد حصوله على أكبر عدد من الاصوات منذ عشرات السنين. ومنذ ذلك الحين عززت تركيا علاقاتها وروابطها التجارية مع الدول العربية ورفعت القيود عن إصدار تأشيرات دخول لمواطني عدة دول منها سوريا. وتركيا التي يقع جزء منها في آسيا والآخر في أوروبا كانت بدأت المفاوضات الرسمية للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي في عام 2005 لكن شكوكا في بعض العواصم الأوروبية بشأن قبول عضوية بلد مسلم يسكنه 74 مليون نسمة جعلت أوروبا تحجم عن الترحيب بها.