اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين أن الولاياتالمتحدة فقدت نفوذها في عملية السلام في الشرق الأوسط وخيبت الآمال التي أثارها الرئيس باراك أوباما في هذا الخصوص. وقال الأسد في حديث مطول لصحيفة ''لا ريبوبليكا'' الإيطالية إن الولاياتالمتحدة ''لم يعد لديها نفوذ لأنها لا تفعل شيئا لأجل السلام، لكنها تبقى الدولة العظمى الوحيدة''. وأضاف أن ''الرئيس الأمريكي باراك اوباما أحيا آمالا لكن لم يعد في وسعنا الانتظار، فقد بدأت حقبة جديدة كما أن التوافق بين قوى منطقة الشرق الأوسط بصدد إعادة رسم نظام المنطقة''، وتابع ''إنني أشهد تغير حقبة وليس فقط في المنطقة، فهناك دول مثل الصين والبرازيل التي لم تعد تنتظر تولي الولاياتالمتحدة توزيع الأدوار'' موضحا أن ''هناك وعيا بحقيقة أن أمريكا وأوروبا فشلتا في حل المشاكل في منطقتنا''، واعتبر أن ''الجميع يريد أن يكون له دور في هذه المنطقة'' و''لروسيا أيضا مصالحها'' مشيرا إلى أن الأخيرة ''بصدد إعادة تأكيد دورها'' في المنطقة وحول العلاقات مع إسرائيل، قال الأسد إنه ''إذا كانت إسرائيل مستعدة لإعادة الجولان فليس يمكننا أن نقول لا لمعاهدة سلام''، واعتبر أن التوصل ''لاتفاق سلام شامل هو وحده الذي سيرسي سلاما حقيقيا'' مشددا على أن ''أي اتفاق لا يساهم في تسوية القضية الفلسطينية سيكون أقرب إلى هدنة منه إلى سلام''، وأكد الأسد أن ''السلام سيحل في وقت من الأوقات، لكن لن يتم إرساؤه في مستقبل قريب لأن إسرائيل غير مستعدة في الوقت الراهن لاتفاق'' معتبرا أن المجتمع الإسرائيلي مال ''كثيرا باتجاه اليمين''. وزادت حدة التوترت بين سوريا وإسرائيل في أعقاب اتهامات أطلقها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بقيام سوريا بتهرب صواريخ سكود وأسلحة أخرى إلى حزب الله، الأمر الذي نفته دمشق بشدة ووصفته بأنه تمهيد لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، كما أنها محاولة من إسرائيل لصرف الاهتمام العالمي عما تقوم به من بناء استيطاني واحتلالها لأراض عربية وترسانتها النووية المفترضة. وفي وقت سابق أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سياسات الغرب تجاه المنطقة لم تعد مقبولة، مطالباً بلجم توجهات إسرائيل المتطرفة وزرعها فتيل الفتنة في المنطقة، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، وقال الأسد'' على الغرب أن يدرك أن المنطقة قد تغيرت وأن اللغة والسياسات والمقاربات التي كان يستخدمها سابقاً مع المنطقة لم تعد مقبولة''، وأضاف ''إذا أراد الغرب أمناً واستقراراً في منطقتنا فلا بد له من البدء بلعب دور فاعل للجم إسرائيل والحد من توجهاتها المتطرفة والخطيرة على أمن وسلام المنطقة''، وحول الملف النووي الإيراني، أكد الأسد أهمية الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا والبرازيل مع إيران، معتبراً أنه يؤكد أن المقاربة الصحيحة فقط تؤدي إلى نتائج ايجابية، وطالب الرئيس السوري الدول المعنية بتغيير مقاربتها لموضوع البرنامج النووي السلمي الإيراني وخاصة أن هذا الاتفاق يعتبر فرصة ثمينة للتوصل إلى حل دبلوماسي وتجنيب المنطقة والعالم الصدامات الكارثية.