وصف البطولة الجزائرية بالأغرب في العالم* بعد تجربة احترافية قادته إلى كل من السودان والسعودية وقطر، حيث أشرف في هاته الدول على العديد من الأندية آخرها فريق الوكرة القطري، ينوي ابن فريق مولودية باتنة نورالدين زكري، خوض تجربة مهنية جديدة بأرض الوطن، بعد أن سبق له وأن خاضها قبل أربع سنوات من الآن، بتوليه تدريب كل من فريق وفاق سطيف، حيث قاده في سنة 2010 بالتتويج بالثلاثية (لقب البطولة الوطنية وكأس الجزائر ولقب اتحاد شمال إفريقيا)، وبسبب سوء تفاهم بينه وبين الرئيس الأسبق للوفاق عبد الحكيم سرار، انتقل إلى عميد الأندية الجزائرية المولودية حيث تولى تدريبها في منتصف موسم 2011 /2012، فبعد أن أنقذه من النزول، قاده نهاية ذلك الموسم إلى دور المجموعات، ليغادره إلى السودان، وبعدها إلى المملكة العربية السعودية، فقطر، وهاهو ينوي العودة من حيث باشر مهنة التدريب بالجزائر. عن تقييمه لتجربته المهنية ووجهته المستقبلية، وعلاقته برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة؟ من بين الأسئلة التي أجابنا عنها زكرينيو الجزائر في هذا الحوار الذي خصنا به. * بداية أين هو نورالدين زكري؟ - حاليا أتواجد بمقر مسقط رأسي مدينة باتنة، رفقة عائلتي الصغيرة، ورفقة الأهل والأقارب والأحباب. * عودتك من قطر، هل يمكن وصف تجربتك في نادي الوكرة بالفاشلة؟ - لا أسمي تجربتي في نادي الوكرة بالفاشلة، فالحمد لله، مسيري النادي والأنصار، الكل يقدرون العمل الذي قمت به خلال إشرافي على الفريق، حيث حققت له العديد من النتائج الإيجابية، لكن طبيعة الفريق والظروف التي كان عليها حال دون بقائي في النادي، والحمد لله خرجت منه برأس مرفوعة، بدليل أنه قبل مغادرتي قطر إلى الجزائر، أقامت إدارة النادي بمعية اللاعبين ولجنة أنصار الفريق حفل وداع، وهي سابقة أولى في تاريخ كرة القدم القطرية بل في أي بلد كان،أن يقام على شرف مدرب ترك النادي حفل وداع، وهذا إن دل على شيء وإنما يدل عن مدى المكانة التي كنت عليها في نادي الوكرة. * بعد استقالتك من نادي الوكرة بقيت بدون فريق، ماذا يعني ذلك؟ - أنا الذي فضلت الركون إلى الراحة، كون مغادرتي لفريق نادي الوكرة، كان في الثلث الأخير من نهاية الموسم، لذا فضلت الابتعاد قليلا عن ضوضاء وضجيج الملاعب، والتفرغ لأسرتي. * هل تلقيت عروضا بعد مغادرتك لنادي الوكرة؟ - نعم تلقيت أكثر من عرض، من أندية قطرية وسعودية وإماراتية وحتى عمانية وكويتية، إضافة إلى أندية تونسية ومغربية، لكني فضلت البقاء بعيدا عن الملاعب. * إذا لازلت مهمشا من طرف الأندية الجزائرية؟ - لا تلقيت عروضا من أندية جزائرية، وحاليا أنا في اتصالات متقدمة مع فريق جزائري كبير، إذا سارت الأمور مما عليه الآن قد تجدونني مدربا له الموسم المقبل. * هل بإمكاننا معرفة هوية هذا النادي؟ - لا يمكنني الكشف عن هوية هذا النادي، طالما أن الاتصالات في بدايتها، لكن أعدكم أنه فور إمضائي للعقد أول من يعرف ذلك جريدة أخبار اليوم. * وماذا عن اتحاد البليدة، البليدة الذي قيل لنا إنك من بين الأسماء التي تنوي إدارة النادي استقدامها لخلافة كمال مواسة؟ - لا علم لي بذلك، لكن حسب علمي أن إدارة النادي تنوي جلب المدرب جمال مناد، كما أن المدرب رابح سعدان مقترح في الفريق. * وإذا عرض عليك تدريب اتحاد البليدة كيف سيكون جوابك؟ - اتحاد البليدة كان ولا يزال بالنسبة لي من بين الفرق الكبيرة في الجزائر، وقد سعدت بصعوده إلى الدرجة الأولى، فمكانة الفريق في القسم الوطني الأول، شأنه شأن العديد من الأندية الكبيرة التي تنشط في الدرجة الثانية، وبدون ذكرها أتمنى لها الصعود. * والآن وقد أبديت رغبة في العودة للتدريب في الجزائر، هل يمكن القول أن علاقتك برئيس (الفاف) محمد روراوة جيدة؟ - الذي يجب قوله عبر هذا المنبر، أن علاقتي برئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة كانت ولا تزال جيدة، فلا عداوة بيني وبينه، كل ما في الأمر أن هناك بعض الصحف الوطنية للأسف هي التي حاولت مرارا وتكرارا تعكير العلاقة الأخوية بيننا، بكتاباتها الخاطئة، إلى درجة أن البعض منها كانت تنسب لي حوارات وتصريحات وهمية أشتم فيها السيد محمد روراوة، فهؤلاء الصحفيون، أسميهم بعديمي الضمير، ولن أسامحهم لإفتراءاتهم الكاذبة، والحمد لله الأخ محمد روراوة تفطن للعبة هؤلاء. * الآن وقد انتهت بطولة الرابطة المحترفة الأولى بالتتويج الرسمي لوفاق سطيف، ونزول الثلاثي مولودية العلمة وجمعية الشلف واتحاد بلعباس، ماذا تقول عن هاته النهاية وعن الفريق البطل والأندية النازلة؟ - أولا، يجب أن أقول إن بطولة الجزائر، هي أغرب بطولة في العالم، فلا أظن أن هناك بطولة ما وفي بلد ما، فارق النقاط بين البطل والنازل يقدر بعشر نقاط، فوفاق سطيف توج برصيد 48 نقطة ومولودية العلمة نزل إلى الدرجة الثانية برصيد 38 نقطة، فلو لعبت البطولة في 34 جولة مثلا، فوفاق سطيف الذي توج باللقبّ، ربما قد ينهي الموسم من ضمن النازلين ومولودية العلمة يتوج باللقب، وهذه المفارقة العجيبة، يمكن القول أن تتويج الوفاق كان جد عادي، كونه يعد حاليا من بين أقوى الأندية الجزائرية والقارية والدليل تتويجه بلقب دوري أبطال إفريقيا، كما أن وجود فريق مولودية بجاية في المركز الثاني هو الآخر جد عاد، على اعتبار أنه توج بلقب كأس الجزائر، وأدى موسما جيدا بقيادة المدرب عبد القادر عمراني. أما بشأن الأندية الثلاثة النازلة، فالحظ خانها في الجولات الأخيرة، حيث لم تعرف كيفية استغلال المباريات الأخيرة، فتعثرها كلفها النزول، ليس معنى هذا أن أندية مولودية العلمة وجمعية الشلف واتحاد بلعباس ضعيفة، بل سقطت لأنها تعثرت في الجولات الأخيرة، ومستوى هذه الأندية هو نفسه مستوى أندية بحجم وفاق سطيف ومولودية بجاية ومولودية وهران التي حلت ضمن المراكز الثلاثة الأولى، لذا أتمنى للأندية النازلة العودة السريعة إلى مكانتها الأصلية، كما أتمنى لفريقي الأصلي ومولودية باتنة العودة إلى القسم الثاني المحترف، شأنه شأن فريق (الكاب) الذي كان بإمكانه تحقيق الصعود هذا الموسم لولا تعثره في الجولة ال27 بملعبه أمام أولمبي المدية، فلو فاز بالمباراة لكان ضمن الصاعدين. * قبل أن نواصل حديثنا قدم نفسك لقراء جريدة اليوم؟ - اسمي الكامل نور الدين زكري، من مواليد 4 نوفمبر عام 1964 بمدينة باتنة. على غرار الكثير من شباب الجزائر بداية مداعبتي لكرة القدم، كانت عبر أزقة وأحياء مدينة باتنة، وبعد بلوغي سن الخامسة عشر انتقلت إلى فريق مولودية باتنة، حيث لعبت لجميع أصنافه، وفي موسم 1989/1990 خضت تجربة قصيرة لموسم واحد فقط في فريق شباب باتنة، وبعدها انتقلت إلى إيطاليا. * يعني أنك لم تلعب نهائي كأس الجزائر عام 1990 مع مولودية باتنة ضد وفاق سطيف؟ - نعم لم أشارك في هذا النهائي الذي لعب يوم 5 جويلية عام 1990 إبان مونديال إيطاليا، كونني كنت ألعب لفريق شباب باتنة، ففور انتهاء موسم 1998/1990 قررت الانتقال إلى إيطاليا، للدراسة واللعب لأحد النوادي الإيطالية هناك. * من هو الفريق الذي لعبت له في أول موسم لك في إيطاليا؟ - لم يكن هدفي اللعب لنوادٍ إيطالية شهيرة، بل الذي كان يهمني هو النجاح في دراستي والحصول على شهادة تدريب عليا من المعهد الرياضي الإيطالي كوفيرتشيانو الذي يشرف عليه كبار المدربين في العالم. * وهل حققت حلمك؟ - الحمد الله وفقني الله لما ذهبت إليه، فبعد ست سنوات من اللعب، اعتزلت الكرة نهائيا في عام 1996، والذي تزامن مع حصولي على شهادة تدريب عليا، توليت الإشراف على فريق هاوي يضم اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في النوادي الهاوية الإيطالية، وفي الموسم الموالي درب فريق من مدينة ميلانو من الدرجة الثالثة، وبداية من عام 1999 أشرفت على تدريب منتخب منطقة ميلانو، وفي آن واحد كنت أشرف على الإدارة التقنية لنادي ميلانو. * وماذا بعد ذلك؟ - لم تتركني أكمل سرد مسيرتي كمدرب، حيث أشرفت من عام 2000 إلى 2004 على تدريب نادي اف سي بريريا لمدينة ميلانو والذي كان ينشط في الدرجة الثالثة وهو الفريق الاحتياطي لفريق انثر ميلانو، وبعدها عملت ضمن الطاقم الفني لفريق بروبيرا اف سي وكان ينشط في الدرجة الثانية. وفي موسم 2004 /2005 أشرفت على تدريب نادي سبورتينع سان دوناتو وهو فريق شبه محترف يقع بمدينة ميلانو وينشط في الدرجة الثالثة، وفي الموسم الموالي عينت مدربا لمنتخب منطقة ميلانو وهو المنتخب الذي يمهد للاعبين الإيطاليين اللعب للمنتخب الأول، ومنذ الموسم الماضي وهذا الموسم أشغل مهمة البحث على المواهب الشابة في الاتحاد الإيطالي رفقة تسعة تقنيين، وهذا بعد حصولي على شهادة تدريب عليا معترف بها من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا. * هل من كلمة نختم بها حوارنا هذا؟ - أهنئ زميلي خير الدين ماضوي بتتويجه بلقب البطولة الوطنية، فقد أثبت فعلا أنه مدرب من طينة المدربين الكبار، وهو إنجاز كبير للمدرب المحلي، فالتتويج هذا الموسم كان جزائريا خالصا، خير الدين ماضوي قاد الوفاق إلى التتويج باللقب وعبد القادر عمراني قاد مولودية بجاية إلى التتويج بكأس الجزائر، وهي صفعة قوية للمشككين بقدرات المدرب المحلي، فالحمد لله الجزائر تملك مدربين أكفاء.