اصطفت مختلف أنواع التوابل على مستوى الأسواق وهي العادة التي ألفناها قبيل رمضان بأيام، بحيث تشرع النسوة والعجائز في تحضير أجودها لإمتاع الأسرة بمختلف الأطباق الرمضانية التي تعد التوابل سر نكهتها، فلا أطباق بدون توابل طبيعية حسنة المذاق تزخر بها مناطق من وطننا العزيز كوهران وبسكرة وغرداية وبشار وغيرها من الولايات، بحيث تعرف معظم الأسواق العاصمية حركة دؤوبة قبل حلول الشهر المعظم وتزدان المحلات بألوان التوابل الزاهية المصطفة عبرها، فمن الفلفل الأحمر إلى الفلفل الأسود إلى الزعفران والكمون، إلى القرفة وراس الحانوت والكروية وغيرها من التوابل التي تزخر بها الموائد الجزائرية، ومن المحلات من راحت إلى تخصيص زوايا واسعة لعرض التوابل المطلوبة كثيرا في شهر رمضان المعظم، من دون أن ننسى الحضور الإجباري للفريك أمام مختلف أنواع التوابل لاسيما وأن الفريك هو مادة مطلوبة كثيرا في رمضان لإعداد الطبق الرئيسي الممثل في الشربة. في جولة لنا عبر بعض الأسواق لرصد الأجواء اقتربنا من بعض النسوة فوجدنا أن أغلبهن يركزن اهتمامهن على التوابل المستعملة في الأطباق ويحضرنها بكميات متزايدة لتغطية كل أيام الشهر خاصة في حال عثورهن على توابل جيدة فهن لا يتأخرن على جلبها بكميات كبيرة، وعن هذا تقول الحاجة زهور في العقد السابع إنها هي من تتكفل بإعداد أطباق رمضان لأسرتها فأفراد الأسرة يحبذون أكلها كثيرا، وإن كانت في باقي الأيام تعتمد على بناتها وكنتها في تحضير الأطباق فإن رمضان له خصوصية في الأكل وهي من تترشح وتفوز بتحضير الأطباق الرمضانية، وفي سؤالنا عن سر النكهة قالت إن التوابل تلعب دورا هاما في تحضير مختلف الأطباق كالشربة والمثوم والكباب ما أدى بها إلى التنقل عبر عدة محلات للظفر بأجودها، وقالت إن الرائحة تدل على جودة التوابل كالفلفل الأسود والكمون والكروية والقرفة، بحيث تقتني مختلف الأنواع بكميات كبيرة لتغطية كل الشهر الذي يستلزم التنويع في الأكل لإمتاع أفراد الأسرة الصائمين، وختمت بالقول أنها فرغت من شراء مختلف أنواع التوابل وهي الآن ستتجه إلى الفريك الذي يلعب دورا رئيسيا في تحضير الطبق الرئيسي في رمضان. أما السيدة فريدة فقالت إنها لا تقتني كل التوابل من السوق، فالتوابل التي تستعملها بكثرة كالفلفل الأحمر والعكري وكذا الفلفل الأسود والكمون توصي أقاربها لجلبها لها من ولاية بسكرة المعروفة بجودة التوابل، أما بقية التوابل التي تستعملها بكميات متضائلة كالقرفة وراس الحانوت فهي تقتنيها من هنا وتختار المحل الأقرب إلى الثقة خصوصا وأن أغلب المحلات تذهب إلى الغش في التوابل خاصة وأن الغش لا يظهر باتجاه البعض إلى إضافة الملونات مما يعكر ذوق الأطباق الرمضانية التي تحتاج إلى فن لإمتاع الأسرة وللتوابل الدور البالغ في ذلك. وتبقى علاقة النسوة بالتوابل علاقة وطيدة جدا كونها تلعب الدور البالغ في نجاح أطباق كل السيدات فهي سر نكهة الأطباق الرمضانية الرائعة التي تزخر بها الموائد الجزائرية.