أفتت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بتحريم الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب والمقرر في 9 يناير المقبل، مطالبة حكومة الخرطوم بتطبيق الشريعة الإسلامية دون الأخذ بعين الاعتبار ما يقرره الجنوبيون، ومحذرة في الوقت نفسه من مخطط "غربي يهودي" لتقسيم السودان إلى خمس دويلات "هزيلة". وقالت الرابطة إن الاستفتاء "لا يحمل أي قيمة شرعية"، مشددة على "تحريم التنازل أي عن جزء من أرض السودان التي هي ملك للأمة الإسلامية والمساعدة على الانفصال حرامٌ شرعاً وذلك بتخلي المسلمين عن إخوتهم المسلمين بالجنوب". وذكرت الرابطة في بيان أصدرته الخميس أنه "على الحكومة أن تعي وجود مخطط يهودي صليبي لتقسيم البلاد إلى خمس دويلات هزيلة بمساعدة المتحالفين من أذنابهم بالداخل"، مضيفة أن السلطات في الشمال غير ملزمة بتطبيق اتفاقية السلام وما تتضمنه من استفتاء لأنها "ليست قرآنا ملزما". وأكدت أن إضعاف حكومة الشمال عقب الانفصال مؤامرة تدبرها أجهزة مخابرات إسرائيل "الموساد"، والولايات المتحدة "سي آي إي" وفرنسا. وطالبت الرابطة بأن يحوي الدستور السوداني نصا صريحا على أن القرآن والسنة النبوية وما يتبعهما من أدلة شرعية مصدر ومبدأ للتشريع. وأوضحت أنه على الحكومة الوفاء بعهد قطعته منذ عشرين عاما بتطبيق الشريعة، التي أشارت إلى أنها تطبق الآن منقوصة وغير محكمة، وعبّرت في الوقت ذاته عن تخوفها على مصير مسلمي الجنوب بعد الانفصال، وأكدت أن حديث البعض بأنهم فوجئوا بتوجه الجنوبيين الانفصالي؛ محض غش للشعب السوداني. وسيكون على أبناء جنوب السودان الاختيار بين البقاء في سودان موحد أو الانفصال في استفتاء ينظم في التاسع من يناير المقبل. وكان هذا الاستفتاء البند الرئيسي في اتفاق السلام الذي وضع في نهاية 2005 حدا لأكثر من عقدين من حرب أهلية دامية بين الشمال والجنوب وخلفت أكثر من مليون قتيل. مخطط أجنبي ورأى رئيس اللجنة الشرعية بالرابطة ذات الأغلبية السلفية؛ د. محمد عبد الكريم، حسب صحف سودانية، أن المطالبة بإلغاء حد الجلد والمواد المتعلقة بالأعمال الفاضحة، والدفاع المستميت عن الفتاة التي جلدت؛ محاولات لضرب الاتجاهات المدافعة عن الشريعة الإسلامية. وأشار عبد الكريم إلى أن مخطط تقسيم السودان هدف يهودي صليبي وليس بسبب الخلاف في منهج الحكم، متهما في الوقت نفسه الحركة الشعبية بإلغاء بعض المظاهر الإسلامية في الجنوب، والتضييق على الإسلام، قائلا: "نحن متخوفون على مصير مسلمي الجنوب". في نفس السياق، اتهم الرئيس السودانى عمر البشير قوى أجنبية لم تسمها "بتشجيع الجنوب على الانفصال بشتى الطرق رغم علمها بأنه يضعف ويفتت أبناءه"، مجددا عزمه الوقوف مع الجنوب ومد يد العون لهم، من أجل الوحدة. وأكد البشير تمسك الحكومة على قيام الاستفتاء في موعده، وليس هناك أي مجال للتأجيل. ونقل موقع "سودانيز أون لاين" عن البشير قوله الجمعة "نحن نريد استفتاء يقوم على ركائز الاختيار الحر بالشفافية والنزاهة، ويعبر بصدق عن رغبة أهل الجنوب، ويصبح شاهداً على أننا نبذنا الحرب وارتضينا السلام وأقسمنا ألا عودة للحرب مرة أخرى". وأضاف "سندرب أبناءنا ونعد العدة بكل قوة وبأس، لأنّ السلام الذي لا تحرسه القوة هو سلام إلى زوال، مشيرا إلى أن القوات المسلحة ظلت تحفظ للسودان تماسكه وأمنه، وستظل الأقوى والأقدر على حماية أمنه واستقراره مستقبلا. فيما تعهدت حكومة الجنوب على لسان رئيسها سلفاكير ميارديت، الذي ترأس المؤتمر الأول لمسلمي الجنوب لمناقشة أوضاع المسلمين في حال انفصال الإقليم، بالحفاظ على حريات المسلمين مع استمرار نهجها الداعي إلى فصل الدين عن الدولة، مؤكداً أن إتباع جميع الأديان سيمارسون شعائرهم ومعتقداتهم الدينية بحرية كاملة في حال الانفصال. ورأى رئيس حكومة الجنوب سلفاكير، أن "السياسات الخاطئة" وراء عدم اعتناق الجنوبيين الإسلام. * قالت الرابطة إن الاستفتاء "لا يحمل أي قيمة شرعية"، مشددة على "تحريم التنازل أي عن جزء من أرض السودان التي هي ملك للأمة الإسلامية والمساعدة على الانفصال حرامٌ شرعاً وذلك بتخلي المسلمين عن إخوتهم المسلمين بالجنوب". * على الحكومة الوفاء بعهد قطعته منذ عشرين عاما بتطبيق الشريعة، التي أشارت إلى أنها تطبق الآن منقوصة وغير محكمة، وعبّرت في الوقت ذاته عن تخوفها على مصير مسلمي الجنوب بعد الانفصال، وأكدت أن حديث البعض بأنهم فوجئوا بتوجه الجنوبيين الانفصالي؛ محض غش للشعب السوداني.