حذرت «مجموعة الأزمات الدولية»، من أن الحدود غير الواضحة التي تفصل بين شمال السودان وجنوبه تشكل «مصدر توتر خطير» بينهما، واقترحت إقامة منطقة عازلة، على جانبي الحدود لنزع فتيل التوترات المحلية. ، وإذا كان الحديث قد بدأ عن ''المناطق العازلة'' بين الإخوة قبل الانفصال، وهي مناطق تقام عادة بين الأعداء، فالأخطرُ هو أن وجود موارد النفط أساساً في هذه المناطق سيعزز الانعكاسات السياسية والاقتصادية لترسيم الحدود، ويجعلها ترتدي طابعاً عسكرياً خطيراً. انعكاسات التقسيم على المحيط الإقليمي يرجح أن يؤدي انفصال جنوب السودان عن شماله إلى انتهاج هذا الجنوب الجديد سياسة مختلفة عن الشمال، وما يعني ذلك من نشوء خلافات ستشكل وقوداً للتوتر بينهما، لاسيما وأن هناك من سيحاول تغذية هذه الخلافات. وإذا كانت وحدة اليمن على سبيل المثال وبعد قرابة عشرين عاماً على استمرارها لم تؤدِّ إلى إزالة الفوارق والخلافات بين شماله وجنوبه وها قد عادت نغمة التقسيم للترداد، فكيف لنا أن نأمل ونرتجي أن يؤدي تقسيم السودان وانفصال جنوبه عن شماله إلى قيام علاقات سويّة وجيدة بينهما!؟ بل هل سيسلم الجنوب نفسه والشمال نفسه من نزاعات داخلية جديدة؟؟ وربما سيكون هناك لاحقاً أكثر من جنوب وأكثر من شمال!! والحدود التي ستفصل الشمال عن الجنوب السودانيين، والتي ستصبح أحدث حدود دولية في العالم، ربما ستفصل الجنوب عن العالم العربي أيضاً، وتقربه من أعدائه وتحديداً إسرائيل. وقد صدرت في السابق بعض التصريحات من مسؤولين جنوبيين تشير إلى احتمال ذلك، لاسيما وأن إسرائيل سعت منذ البعيد إلى التغلغل في قلب إفريقيا وفي الجنوب السوداني، وستسعى لكسب الكيان الجديد إلى صفها عبر المغريات الكثيرة التي ستضعها أمامه، والضغوط التي ستمارسها وتفرضها عليه هي وحلفائها. ولعل جهاز الموساد الإسرائيلي يأتي في مقدمة أجهزة مخابرات دول عديدة متورطة في صفقات تهريب السلاح إلى جنوب السودان.ولم يخف رئيس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن، إيزكيل لول جاتكوث، رغبته بإقامة علاقات مع إسرائيل، وقد قال صراحة إن الدولة الجديدة المرتقب الإعلان عنها في جنوب السودان عقب استفتاء ,2011 ستقيم علاقات مع إسرائيل مادام «هناك علاقات دبلوماسية لعدد من الدول العربية معها! ولن نكون ملكيين أكثر من الملك». وفي سياق التدخل الخارجي، قال البنك الدولي إنه سيعمل على تسريع انضمام جنوب السودان إلى عضويته في حال اختار الإقليم الانفصال عن بقية السودان، مما سيفتح للكيان الجديد منافذ للحصول على التمويل الدولي حسبما نشرته (الخليج 5 / 9 / 2010). ولم يشر البنك إلى دعم شمال السودان بشكل مماثل. وهذا التفريق بين الشمال والجنوب سيقود بسرعة إلى خلق فجوات اقتصادية كبيرة سيصعب جسرها حتى لو أراد الطرفان ذلك. ثانياً، انفصال جنوب السودان سيعني وضع عقبة جديدة أمام حل مشكلة تقاسم مياه النيل بين دول المنبع الإفريقية ودول المصب: أي مصر ودولة شمال السودان الجديدة. والمشكلة موجودة أصلاً وقائمة والدور الأمريكي والإسرائيلي في تسعير نارها ليس بعيداً. وإذا ما انضم موقف جنوب السودان إلى مواقف دول المنبع فسيتحول ذلك الى جزء آخر من المشكلة وسيزيد من تعقيد الأمور كثيراً وسيفاقم أزمة من أزمات القارّة العديدة. ولعل مصر ستكون أول المتضررين من تقسيم السودان لما فيه من تهديد للأمن القومي لها. وخطر تقسيم السودان استشعرته الدول الإفريقية بسرعة ولاسيما المحيطة منها، حيث عبّرت عن قلقها من تبعات التقسيم لما سيحدثه من خلل في منطقة مضطربة وغير مستقرة. وفي هذا السياق فإن تدخل الدول المجاورة للسودان في الشؤون الداخلية له، ولاسيما بعد التقسيم، سيعني الانزلاق إلى حروب خارجية إقليمية قد تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي. ثالثاً، وإذا كان تقسيم السودان سيعني إضعاف هذا البلد بالمجمل ونهب خيراته غير المستفاد منها أصلاً، فإنه قد يترك آثاراً جانبية أخرى سيتم لحظها لاحقاً في عدد من الدول العربية التي تضم مجموعات عرقية ودينية مختلفة؛ فقد يشجع تقسيم السودان هذه المجموعات على السعي إلى الانفصال وإقامة كيانات عرقية أو دينية خاصة بها، مع ما يعني ذلك من تهديد لاستقرار هذه الدول ووحدة كياناتها وقوتها وقيام حروب بينها وبين جيرانها. وهناك العديد من الدول العربية المرشحة لذلك.. والاصوات المطالبة بانفصال اليمن والعودة إلى ما قبل الوحدة ليست خافية على أحد. بالنتيجة، فإن عقدين من الحرب في السودان، لأسباب دينية وسياسية واقتصادية، أدت إلى الفقر والمجاعة والخلافات والموت، ويبدو أنها انتهت أيضاً بالاتفاق على تقسيم هذا البلد الذي يملك من الثروات ما يكفي لو استغلت إلى إطعام الوطن العربي بأكمله. وتقسيم هذا البلد إن حصل كما يرجو الكثيرين ستكون له تبعات واسعة محلية وإقليمية ودولية ،والعرب أول الخاسرين ..كالعادة، خاصة في ظل وجود اصرار امريكي وغربي على التقسيم . واشنطن لا ترضى بغير تقسيم السودان كثيرا ما نبّه عدد من الخبراء إلى المؤامرات الكثيرة التي تحاك في العواصمالغربية لتفكيك الأمة وتحويلها إلى كيانات قزمية لا حول لها ولا قوة ولا تملك إلا الانصياع للقوى الاستعمارية الكبيرة، وبعد إسقاط العراق وإغراق أبنائه في حرب طائفية وتحويل بلاد الرافدين إلى لقمة سهلة أمام الإيرانيين، وبعد تعويم القضية الفلسطينية بتواطؤ عربي وسذاجة من الفصائل، بعد هذا كله يأتي الدور على السودان. السودان مستهدف ليس لكون عمر البشير يرفض أن يكون تحت العباءة الأمريكية، أو لأنه مطلوب من الجنائية الدولية، ، هو مستهدف لأنه بلد تفوق مساحته المليوني كيلومتر مربع وينهض على ثروات كبيرة أهمها النفط، فضلا عن موقعه الاستراتيجي الذي يرشحه لأن يحقق الاكتفاء الذاتي الغذائي ليس فقط للعرب وإنما للعالم كله، وهو ما حدا بخبراء في التغذية إلى توقع أن يكون السودان سلة غذاء العالم لو استقرت الأوضاع وتوقفت الصراعات وشمّر أبناؤه عن ساعد العمل. هذا دون أن ننسى أن السودان يشقه نهر النيل ويحتكم إلى ثروة مائية هائلة، وكانت الولاياتالمتحدة كالعادة أول الباحثين عن إشاعة الفوضى في المنطقة وتعطيل المصالحات العربية البينية، والباحثة الرئيسية عن التفتيت والتقسيم. التقسيم يتم بخبث الخارج وغفلة الداخل إن المتتبع للوضع الداخلي السوداني، لا يمكنه بحال أن يتفاءل بمستقبل البلاد؛ لأن الانقسامات بين أبناء الشعب تعمقت أكثر من أي وقت مضى، مما يحول دون الاتفاق على مبادئ مشتركة بين السودانيين، وإن هذا التعدد في الأحزاب والرؤى السياسية والأيديولوجية المتضاربة وصراعها المستمر، يُنبئ بأن اللُحمة السودانية صارت ضربا من المثالية. لكن الأخطر من ذلك أن هذه الأحزاب والتيارات المتفرقة والمتنابذة، في غفلة شعورية أو لا شعورية، عن خطر تقسيم السودان الذي يلوح في الأفق، والذي تُخطط له دول كثيرة، و ملامح التقسيم واضحة المعالم وتتكشف يوماً بعد يوم، وفي هذا الإطار يعتقد بعض المراقبين أن من أهداف انفصال الجنوب عن السودان، و حتى في ظل بقائه بيد فئة معادية للإسلام، في حال الوحدة، فإن الجنوب سيغدو حاجزاً قوياً يمنع تدفق الحضارة العربية الإسلامية إلى أفريقيا، مما يعني قطع الحبل السُري بين الأمة الإسلامية وأفريقيا، في الوقت الذي تنشط هناك الكنائس التنصيرية المختلفة، التي تلقى الدعم الدولي الكافي لتنصير أفريقيا، وتُهدد الأقليات المسلمة في وجودها الحضاري ومستقبلها السياسي، كما أن المخططات الأمريكية والإسرائيلية تنص على استقلال الجنوب عن الدولة الأم، لكون الجنوب يتمتع بثروات طبيعية هائلة، خصوصا النفط والمياه وغيرها من الموارد، وهذا ما يُفسر الاهتمام الأمريكي بتلك المنطقة الإستراتيجية. إضافة إلى الوجع في الجنوب هناك أوجاع أخرى في دارفور، ولا يَسلم الشمال والوسط، فحسب بعض التقارير السرية فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لمنح الاستقلالية لمنطقة دارفور، وسيتم إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة عليها مجاورة لدولة التشاد وليبيا. ويقول الدكتور عمر المهاجر(الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، الكائن مقره بهولندا، والمكلف بلجنة المتابعة للمركز بالخرطوم) إن هناك مخططاً ثالثاً، يتمثل في إنشاء دولة مستقلة في الوسط والشمال، وستكون تحت إدارة أمريكية وبموافقة مصرية؛ لأن أمريكا تُريد في نفس الوقت تشكيل ضغط على مصر، بحكم أن الدولة التي ستنشأ ستتحكم في تدفق مياه نهر النيل، الذي يُعد شريان حياة المصريين، فمصر تعتمد على 97 بالمئة من احتياجاتها المائية التي تأتيها عبر الحدود السودانية، وبدأ بالفعل بعض الخبراء والسياسيين يتحدثون عن ضرورة تقليص حصة الأسد المصرية من الماء، التي تبلغ 50 مليار متر مكعب يومياً، بينما تبلغ حصة السودان 18 مليار متر مكعب يومياً.فمصر مضطرة لمسايرة الإرادة الأمريكية في السودان، خشية احتمالات غير مدروسة قد تهُدد الأمن القومي المصري في قضية المياه، لذلك يعتقد عمر المهاجر أن مصر لا ترغب في تدخل الدول العربية أو الأفريقية في القضايا السودانية، طالما هناك تفاهم مصري أمريكي حول مستقبل المنطقة. أما التعويل على الموقف الأفريقي، وانتظار الحلول منه، فهو غير منطقي لأسباب كثيرة، أهمها أن أفريقيا برُمتها ترزح تحت النفوذ الأمريكي والأوروبي، خصوصاً فرنسا، فهذه الأخيرة تتناغم توجهاتها مع حليفتها الأمريكية، واللتان اتفقتا على إخراج القضية من حيزها الأفريقي و تدويلها بنقلها إلى مجلس الأمن، الذراع الدولية للإدارة الأمريكية، كما أن الظروف السياسية والاقتصادية المتدهورة للدول الأفريقية، لا تؤهلها للعب دور في حل مشاكل بلدانها، فضلا على أن تكون قادرة على حل مشاكل خارج حدودها. وفي هذا السياق يرى سياسيون بارزون أن السودان مُطالب بالتحرك بسرعة؛ لأن التسويف والمماطلة لا يخدمان إلا السياسة الأمريكية الإسرائيلية، التي تفتعل الأزمات لتقسيم البلاد، في ظل غفلة أو تغافل أبنائه. سلبية مصر ومؤامرة التقسيم كما سبق ذكره مصر مضطرة لمسايرة الإرادة الأمريكية في السودان، خشية احتمالات غير مدروسة قد تهُدد الأمن القومي المصري في قضية المياه، فالدبلوماسية المصرية اختفت في الأشهر الأخيرة من الساحة الدولية وخفتت أصوات ممثليها منذ التصريح الشهير لأبو الغيط الذي تعهد فيه بكسر رجلي ويدي أي فلسطيني يحاول دخول تراب مصر هربا من جحيم الحصار في غزة.. هذه الدبلوماسية استفاقت فجأة من خلال احتجاجها على تصريحات لوزير الخارجية السوداني الجديد علي كرتي التي قال فيها إن دور مصر في الملفات السودانية المختلفة ضعيف وأن السودانيين كانوا يتمنون دورا مصريا أفضل وأكثر حماسا وانحيازا لوحدة البلد الذي تربطهم به روابط قوية. ولا ندري هنا لماذا يحتج المسؤولون المصريون على هذه التصريحات وهم أنفسهم يعترفون بأن دورهم لم يعد كما كان حين كانت مصر تنتصر لقضايا الأمة وتدافع عن تحررها ووحدتها وتتزعم حركة رفض دولية واسعة في مواجهة الامبريالية..فقد شاهد المصريون، حكومة وشعبا، كيف أن دولا أفريقية ناشئة اتفقت على استهداف حق مصر في مياه النيل، وقررت دون الرجوع إلى القاهرة ولا التفاوض معها أن تغيّر نصوص اتفاقيات تقسيم مياه هذا النهر الذي ارتبط تاريخه باسم مصر..ولم يغيّر الاحتجاج المصري من الصورة شيئا خاصة أن بعض هذه الدول يتواطأ مع إسرائيل جهارا نهارا ويقيم السدود بإشراف مباشر من مهندسين إسرائيليين، وهناك حديث عن أن الكيان الصهيوني، ورغم اتفاقية التطبيع والمهانة التي أبرمها مع السادات وأجهض بها أي التزام قومي للقاهرة، هذا الكيان يريد أن يخنق مصر ويقزّم دورها حتى إذا فكّرت يوما في أن تنتفض على اتفاقية العار تجد نفسها عاجزة عن فعل أي شيء. يضاف إلى ذلك أن مصر التي عاملت أهل غزة بغلظة وغطرسة وأحكمت الحصار عليهم، وانخرطت بحماس في ''حرب كرامة'' مع الجزائر من أجل لقاء في كرة القدم، وتحتج الآن على تصريحات الوزير السوداني بما يكشف الحساسية البالغة لدى المسؤولين المصريين من نقد الأشقاء لدور القاهرة أو الاختلاف معها أو الظهور في الساحة بديلا عنها، هي نفسها التي تحملت بصبر أيوب التصريحات المتعجرفة لوزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان التي جاء فيها ما يمس من كرامة الرئيس مبارك وكرامة مصر، وهي نفسها التي تتحمل نقد شخصيات من الإدارة الأمريكية السابقة والحالية لأوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلد المحوري بالمنطقة دون احتجاج ولو بصوت خافت على التدخل الأمريكي السافر في شؤونها الداخلية. الحقيقة التي لا جدال فيها أن مصر تراجعت تراجعا مذهلا في السنوات الأخيرة بعد أن غرقت في قضية التوريث التي صارت الشغل الشاغل للشارع المصري سواء داخل الحزب الحاكم والسلطة أو داخل المعارضة، وقد أثّر الأمر على صورتها كدولة تقوم على هامش من الحرية الفكرية والسياسية وكقطب سياسي إقليمي خاصة وهي تحتضن مقر الجامعة العربية ومنها تصاغ أغلب القرارات العربية. ولأن مصر صارت ضعيفة ومربكة وغارقة في همومها، فإن تأثير انكماشها على القضايا العربية كان قويا إلى درجة أن مؤسسات العمل العربي المشترك تخلت عن أي دور لها في القضايا الرئيسية للأمة وتركت المبادرة لقوى إقليمية أخرى، حيث صار العرب ينتظرون من تركيا أن تضغط على إسرائيل وترفع الحصار عن غزة بينما مصر التي تستطيع بيسر أن ترفع ذاك الحصار لا تفعل شيئا وتنتظر الضوء الأخضر من واشنطن وبانتظار ذلك ترفع الدبلوماسية المصرية شعار ''لا اسمع لا أرى لا أتكلم''؟!. مقتطفات... مقتطفات... يتم تجزئته إلى ثلاث دول الكشف عن مخطط استخباراتي لتقسيم السودان ذكرت مصادر استخباراتية في أوروبا وأفريقيا أن جهاز المخابرات الأمريكية CIA والموساد الإسرائيلي والمخابرات الخارجية الفرنسية (DGSE) بدأوا فعلا في تنفيذ مخطط تقسيم السودان إلى ثلاث دول. وقال موقع دبكا الاستخباراتي نقلاً عن تلك المصادر أن جهاز الموساد وال''سي آي آي'' والمخابرات الفرنسية كثفت تعاونها في الآونة بشكل لافت لتقسيم السودان إلى ثلاث دول مستقلة. وذكر الموقع أنّ المخطط بدأ بتدمير البنى التحتية لمسالك تهريب الأسلحة الإيرانية إلى أهداف في الشرق الأوسط بواسطة الموانئ السودانية، حيث وصلت تلك الأسلحة المزعومة إلى غزة ولبنان ومصر وسيناء وفصائل مقاومة مناهضة لإسرائيل. وأشارت المعلومات إلى أنّ أجهزة المخابرات المذكورة تعمل حالياً على اسقاط نظام الخرطوم بواسطة عملائهم وحركات التمرد السودانية، وبعدها سيتم إقامة ثلاث دول كنفدرالية، دولة السودان الإسلامية الممتدة من مركز السودان حتى شمالها، ودولة دارفور غربي السودان، ودولة في الجنوب حيث حقول السودان الغنية بالنفط ومصادر مياه النيل. اذا تدهور الوضع واشنطن تتوعد بفرض عقوبات جديدة على السودان توعدت الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات جديدة على السودان في حال تدهور الوضع في هذا البلد، وذلك قبل اربعة اشهر من اجراء استفتاء قد يفضي الى انفصال جنوب السودان.وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان ان سكوت غريشن الموفد الخاص للرئيس باراك اوباما كان ذكر باهداف الولاياتالمتحدة خلال محادثاته نهاية الاسبوع الفائت في الخرطوم وجوبا، كبرى مدن جنوب السودان.واضاف البيان ان غريشن ''حذر بوضوح شديد من انه ستكون هناك سلسلة من التداعيات اذا تدهور الوضع في السودان او لم يحرز تقدما، بينها فرض عقوبات اضافية''. الصادق المهدي يؤكد السودان يعيش المرحلة الأخطر في تاريخه اعتبر رئيس الوزراء السوداني الأسبق زعيم ''حزب الأمة'' المعارض الصادق المهدي أن بلاده تواجه ''أخطر مرحلة في تاريخها''، وأن الشهور المقبلة ستحدد أن يكون السودان أو لا يكون. وتوقع نشوب خلافات بسبب نتائج استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر مطلع العام المقبل قد تضع البلاد أمام ''سيناريو كارثي ومواجهات مدمرة''. وحذر المهدي لمصادر صحفية عربية من أن الاختلاف المتوقع على نتائج الاستفتاء يهيئ الظروف للاقتتال، ''وإذا حدث هذه المرة سيكون بين كيانين بإمكانات تدميرية هائلة وبتحالفات أجنبية''، لافتاً إلى أن الانفصال سيكون محطة من محطات المواجهات وليس المحطة النهائية لحل المشاكل، إذا لم تحسم القضايا العالقة بين شريكي الحكم. وأكد أن الخلافات بين ''حزب المؤتمر الوطني'' وشريكته في السلام ''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' تضع مفوضية الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب ''في وضع صعب، بل هناك استحالة في إجراء استفتاء نزيه، وستكون النتيجة محل خلاف''. قالت ان الوضع بين الشمال والجنوب قنبلة موقوتة هيلاري كلينتون .. تقسيم السودان ''أمر حتمي'' اجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتصالات بالأطراف في السودان للضغط عليهم من أجل انجاز التحضيرات لاستفتاء جانفي 2011 وتفادي خطر نزاع بعد تقسيم البلاد ''الحتمي''. واعلن المتحدث باسمها فيليب كراولي أن هيلاري اتصلت بنائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ورئيس جنوب السودان سلفا كير ''لتشجعهما على مواصلة القيام بكل ما في وسعهما'' لتطبيق اتفاق السلام الشامل والتحضير للاستفتاء. واضاف كراولي أن الولاياتالمتحدة ''مدركة تماماً ان خطر اندلاع نزاع جديد قائم بالتأكيد'' في حال لم يتم التوصل الى اتفاق. وسينظم استفتاء بشأن انفصال جنوب السودان. وقد ورد امر تنظيمه في اتفاق السلام الشامل الذي وضع في 2005 حداً ل22 عاما من الحرب الاهلية. واكدت هيلاري بنفسها ان ''الوضع بين شمال وجنوب السودان قنبلة موقوتة''. قبل شهور من الاستفتاء المزمع إجراؤه رئيس تشاد.. تقسيم السودان ''كارثة'' على إفريقيا حذر الرئيس التشادي إدريس ديبي اتنو من تداعيات التقسيم المحتمل للسودان قبل شهور من الاستفتاء المزمع إجراؤه في جنوبي السودان مطلع العام القادم لتحديد مصيره سواء بالانفصال أو البقاء في إطار سودان موحد، قائلاً إن حدوث التقسيم سيشكل ''كارثة على إفريقيا''. وأعرب في مقابلة مع مجلة ''إفريقيا الشابة'' عن رفضه للاستفتاء لتحديد مصير الجنوب السوداني ذي الأغلبية المسيحية، محذرًا من أن ذلك سيفتح الباب أمام حدوث الأمر ذاته في دول أخرى.ومضى قائلاً: ''كلنا لدينا شمال وجنوب، جزء مسلم وجزء مسيحي. إذا قبلنا بتفكك السودان، كيف نواجه محاولات الانفصال الأخرى؟''. وأضاف ''أقولها بصوت عال، أنا ضد هذا الاستفتاء (على الانفصال) وضد احتمال التقسيم''. وحذر من أن هذا الانفصال إن وقع ''سيشكل كارثة على إفريقيا''. داعيا إلى الوحدة البشير.. تقسيم السودان سيكون ضربة لنا ولأفريقيا حذر البشير من أن تجزئة السودان وتقسيمه ستكون ضربة للشمال والجنوب ولجميع إفريقيا. ولكنه أشار الى ان يكون وحدة اختيارية بالتراضي. ودعا ابناء الجنوب في المؤتمر الوطني والشماليين في الحركة الشعبية الى ان يقودوا الحملة نحو الوحدة. واعتبر البشير الخلافات بين الشريكين في تنفيذ اتفاقية السلام أنها إفرازات التحول، ودعا الى ان تعالج بموضوعية. وجدد التأكيد بأن الحرية حق وليس منحة، ولا تقدم، ولانمو في ظل الصوت الواحد، والتسلط. وتعهد ببذل كل غال، ونفيس لاعادة دارفور لسيرتها الأولى. وأكد ان الانتخابات حق دستوري ستجرى بنزاهة ومن دون تزييف.