دقّت مؤسسات إغاثية في حضرموت (شرق اليمن) ناقوس الخطر، محذّرة من كارثة إنسانية في ظلّ استمرار توافد النازحين باتجاه المحافظة. تعمل مؤسسات وجمعيات خيرية على الحدّ من معاناة النازحين في ظلّ غياب تام للجهود الحكومية ومنظّمات الإغاثة الدولية على الرغم من استتباب الأمن في المحافظة نسبيا. وقدّرت لجنة القطاع المدني للإغاثة في حضرموت عدد النازحين بأكثر من 35 ألفا قَدِموا من محافظاتعدن وأبين والضالع ولحج وشبوه. وأعلنت الأمم المتّحدة ارتفاع عدد النازحين في البلاد عموما إلى أكثر من مليون شخص منذ مارس الماضي، في وقت حذّرت فيه منظّمة الصحّة العالمية من تردّي الوضع الصحّي الذي يهدّد حياة النازحين، واصفة وضع المخيّمات ب (المقلق). وفي ظلّ الإمكانيات المحدودة للمؤسسات الخيرية تضطرّ عشرات الأسر إلى الإقامة في مدارس صغيرة أو مبان تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة. ومع توافد عشرات الأسر النازحة يوميا إلى حضرموت وتدهوّر الوضع الصحّي تلوح في الأفق كارثة إنسانية بدت معالمها تتّضح أكثر فأكثر. كذلك، هناك مشكلة انقطاع التيّار الكهربائي لساعات طويلة، ما يشكّل تحدّيا إضافيا أمام مراكز إيواء الناحين حتى بات الحصول على مياه الشرب صعبا للغاية. وأطلق مدير عام الصحّة في ساحل حضرموت رياض حبور الجريري نداء عاجلا لمنظّمة الصحّة العالمية والمنظّمات الإغاثية الأخرى للتدخّل العاجل ومنع التدهوّر الصحّي في المحافظة بعد إعلان فريق الرصد الوبائي وجود 47 حالة مصابة بحمّى الضنك. ويحذّر رئيس ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية صالح باناعمة من كارثة نتيجة استمرار توافد النازحين، مشيرا إلى أن المستشفيات تعمل من دون ميزانيات تشغيلية منذ أفريل الماضي، ويقول ل (العربي الجديد) إن هناك 13 مركزا للإيواء يضمّ 2876 نازح، بينما ما زال الآلاف من دون مأوى، فيما يقيم آخرون في فنادق أو في منازل أقاربهم، ويضيف: (ليس هناك تدخّل للمنظّمات الدولية باستثناء مساعدات محدودة من قِبل مركز الملك سلمان للإغاثة، في حين ما زال دور الحكومة معدوما). من جهة أخرى، عملت مؤسسة (نهد) على استيعاب أكثر من 130 من مرضى الفشل الكلوي القادمين من مناطق الحروب وحجزت لهم فندقا في مدينة المكلا، بالإضافة إلى تأمين الطعام نظرا لخطورة وضعهم الصحّي. ويقول المدير التنفيذي للمؤسسة عادل بن مهناء إنهم عملوا على المساعدة في أعقاب نزوح المئات من مرضى الفشل الكلوي من عدنوالمحافظات المنكوبة.