سؤال وجواب في فقه الدين والحياة إعداد الشيخ: يوسف قويدر جلول السؤال: هل تكفي نية واحدة لشهر الصيام؟ الأفضل أن تجدد النية في كل ليلة من ليالي الصوم ويجوز الاكتفاء بالنية في الليلة الأولى من رمضان لأن رمضان كله أشبه بالعبادة الواحدة، قال الله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه، فجعل الشهر كله عبادة واحدة ويجوز كذلك الاكتفاء بالنية في الليلة الأولى في كل صوم يجب سرده متتابعا من غير فصل، مثل صوم كفارة رمضان، وكفارة القتل والظهار، وصيام النذر المتتابع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنما لكل امرئ ما نوى)، فإذا كان الصوم لا يجب تتابعه، مثل: قضاء رمضان، وكفارة اليمين، فيجب له تبييت النية في كل ليلة، لأنه لم يعد في حكم العبادة الواحدة. ** س: ما معنى حديث ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) متفق عليه. ومعنى إلا الصوم فإنه لي، أي إن حسابه عند الله بغير المضاعفة المعلومة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، بل هو أعظم من ذلك بكثير، وقد ورد ما يدل على هذا المعنى في رواية الترمذي ولفظها (إن ربكم يقول: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به). وذلك كما يقول الملك أعطوا الناس أعطياتهم بكذا وكذا، إلا فلان فأنا سأعطيه، وفي ذلك إشارة إلى أن العطاء سيكون كبيرا بغير حساب، ولهذا قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) والصيام عبادة الصبر. السؤال: هل تجب النية لصوم الفريضة والنافلة ومتى تجب؟ نعم تجب النية لكل عبادة، لحديث (إنما الأعمال بالنيات) ولكن نية النافلة تجزيء في النهار بشرط أن يكون قد أكل قبل ذلك، لحديث عائشة (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل عندكم من شيء؟ فقلنا لنا، فقال إني إذن صائم) رواه الجماعة إلا البخاري، وفي هذا دليل على أنه نوى الصيام من النهار. أما صيام الفرض فيجب أن تكون النية من الليل، لحديث ابن عمر عن حفصة رضي الله عنها (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) رواه أصحاب السنن. ولكن النية لاتكون بالتلفظ بل في القلب، لذلك قال العلماء: من خطر في قلبه ليلا أنه صائم فقد نوى، وينبغي أن يعلم أن النية تأتي تلقائيا تبعا للعلم، ومعناها عزم القلب على الصيام غدا، فإن تسحر أو أكل في الليل أكل من يريد الصيام، فقد نوى، وكل صائم في كل ليلة من رمضان، يستحضر في قلبه أنه صائم غدا تلقائيا، إلا إن كان مريضا أو مسافرا، فقد يحصل له تردد لأنه يرخص له في الفطر، وعليه إن أراد أن يصوم أن يعزم على الصوم قبل الفجر، فإن بدا له أن يفطر وكان من أهل الأعذار جاز له أن يفطر أيضا. السؤال * رمضان الماضي كنت كثير النوم، فهل النوم كل النهار يبطل الصوم، ومرة من المرات حصل معي إغماء، لأنني مصاب بفقر الدم، هل الإغماء يبطله؟ - أما الإغماء فلو أغمي على الصائم، كل النهار فلم يفق ولا لحظة منه لا يصح صومه، لأن الصوم كف النفس عن المفطرات ولا يضاف ذلك إلى زائل العقل، لكن لو أفاق من نهار رمضان ولو قليلا صح صومه، لأنه قد وقع الإمساك فيه، وأما النائم فيصح صومه، لأن النوم لا يبطل الصيام عند جميع العلماء، لكن يجب عليه أن يقوم لأداء الصلاة في وقتها، ولاينبغي للصائم أن يقضي ليله بالسهر، ونهاره بالنوم، فرمضان شهر وضعه الله للاستكثار من العمل الصالح، وليس للنوم والأكل. لكن من كان معذورا لأنه مريض مثلك، فلا حرج أن يرتاح بالنوم في نهار رمضان، فإن شق عليك الصوم، فالله تعالى قد أباح لك الفطر لأنك من أهل الأعذار، فالمسافر والمريض لهما أن يفطرا ويقضيا بعد ذلك.