حكم استخدام بخاخ الربو في نهار رمضان ما حكم استخدام البخاخ لمريض الربو للصائم عدة مرات في اليوم؟ البخاخات التي تستخدم لعلاج الربو لا تُفطر لأنها نوع من الغاز كالهواء الذي نستنشقه، فهي تشبه استنشاق بعض الروائح والأدخنة عرضا عن غير قصد، ولهذا نرى أن استخدام البخاخ لا يفطر إلا إذا وجد المريض طعم البخاخ في حلقه وابتلعه، فإنه يفطر. علما أن نوبات الربو الحادة هي من الحالات المرضية التي تتطلب علاجا إسعافيا عاجلا وتعتبر من الناحية الشرعية عذرا للفطر. وللخروج من الحرج في مثل هذه الحالات الحادة نرى أن يفطر المريض ويتناول العلاج المناسب للحالة ويقضي بعد ذلك ما أفطره من أيام، والله أعلم.
أثر الإغماء على الصيام ما الحكم لو حدث الإغماء في شهر رمضان كله أو بعضه، هل يسقط الصيام عن المغمى عليه، أم يقضي الصيام ؟ وهل لو نوى الصيام ليلا ثم أغمى عليه النهار كله أو أفاق قليلا أثناء النهار يصح صومه أم يفسد؟ أجمع العلماء على أن من أهلّ عليه رمضان وهو مكلف وجب عليه صومه، حتى لو أغمي عليه الشهر كله، لقوله تعالى:{فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}البقرة 185، ولم يخالف في ذلك إلا الإمام الحسن البصري.ومن نوى الصيام ليلا وأغمى عليه النهار كله فقد اختلف الفقهاء في حكم صومه ، فقيل يبطل ، وقيل يصح ، فالأولى أن يقضيه احتياطا وخروجا من الخلاف . أما إن أفاق بالنهار ولو لحظة وقد نوى الصوم فصيامه صحيح . أجمع الفقهاء على أن الإغماء لا يسقط قضاء الصيام، فلو أغمي على شخص جميع الشه، ثم أفاق بعد مضيه يلزمه القضاء إن تحقق ذلك، وهو نادر والنادر لا حكم له، إلا عند الحسن البصري فإنه يقول: سبب وجوب الأداء لم يتحقق في حقه لزوال عقله بالإغماء، ووجوب القضاء يبتني على وجوب الأداء . واستدل فقهاء المذاهب بأن الإغماء عذر في تأخير الصوم إلى زواله لا في إسقاطه، لأن سقوطه يكون بزوال الأهلية أو بالحرج، ولا تزول الأهلية به ولا يتحقق الحرج به، لأن الحرج إنما يتحقق فيما يكثر وجوده، وامتداده في حق الصوم نادر، لأنه مانع من الأكل والشرب. وحياة الإنسان شهرا بدون الأكل والشرب لا يتحقق إلا نادرا فلا يصلح لبناء الحكم عليه . ومن أغمي عليه بعد أن نوى الصيام وأفاق لحظة في النهار أجزأه الصوم ، أيَّ لحظة كانت، اكتفاءً بالنية مع الإفاقة في جزء، لأن الإغماء في الاستيلاء على العقل فوق النوم ودون الجنون فيكون وسطا بينهما، لا يفسد الصوم أي جزء منه كالجنون، ولا يصح الصوم مع استغراقه لجميع النهار كالنوم، فالإفاقة في أيِّ لحظةٍ كافية. والله أعلم.