طمأن محسن مرزوق، المستشار السياسي للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، من تداعيات عزم واشنطن منح تونس صفة حليف استراتيجي، بالقول إن الخطوة ”لن تغير من مبادئ تونس الدبلوماسية أو علاقتها مع الجزائر”. وقال خلال مؤتمر صحفي إن ”هذه الصفة لن تؤثر على علاقات تونس الاستراتيجية وخاصة مع الجارة الجزائر”. وتابع محسن مرزوق ”نؤكد الوقوف مع الصف العربي ومقررات الجامعة العربية”، لافتا إلى أن ”أي تهديد لأمن الدول الخليجية هو تهديد لأمن تونس”. من جانبه، حاول كاتب الدولة للشؤون الخارجية التونسية، محمد الزين شلايفة، التقليل من انعكاسات الصفة، وقال إن الشريك الرئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي، صفة تمنحها الولاياتالمتحدةالأمريكية لشركائها في إطار التعاون العسكري والأمني على مستوى ثنائي، ولا علاقة لها بالحلف في حد ذاته”. وفي ذات السياق، يرى الأستاذ مقداد إسعاد، في تصريح للإذاعة الوطنية، أن زيارة الرئيس التونسي قايد السبسي، إلى البيت الأبيض، يعتريها الكثير من اللبس، خاصة وأن مضمون الاتفاقية التي أمضاها مع أوباما، يبقى مجهولا، بالإضافة إلى غياب وزير الخارجية التونسي عن اللقاء في ظل حضور جون كيري، وقال إن ”السبسي ذهب إلى أمريكا وطلب مساعدتها وكأنها المخلص الوحيد، كما لم يكن عليه وصف تونس بالشكل الذي فعله كما لو كانت في الحضيض وكان لا بد من مراعاة مبادئ الثورة التونسية الرامية إلى إرساء الكرامة والديموقراطية”. وأكد أن الحل في تونس لا بد أن يمر حول طمأنة الداخل التونسي والمغاربي، وتسبيق الأولوية المغاربية في السياسة التونسية، إذ كان لا بد من استشارة الجيران كالجزائر مثلا، قبل الاتفاق مع الولاياتالمتحدة، بحكم المصير والمصالح المشتركة، مضيفا أن الاتفاقات من هذا النوع تشبه المسكنات، وأمريكا لن تحل مشكل الإرهاب بل ستزيده تعقيدا، ولابد من حل المشكلة على المستوى المغاربي. من جهته، يعتقد المحلل السياسي زهير بوعمامة أن واشنطن لا يمكنها أن تكون المخلص من أي مشاكل، والدليل ما يحدث في العراق، وقال إن ”أمريكا فشلت في حماية مدينة الرمادي من التقدم الداعشي، فكيف الأمر مع دولة كتونس أو ليبيا أو غيرهما”، مبرزا أن احتمال فرض أمريكا إقامة قواعد عسكرية على الأراضي التونسية قائم، بدليل أنها فعلت ذلك مع كل حلفائها خارج الحلف الأطلسي. وأردف بأن ”مصر قد تدخل في مرحلة توتر جديدة لتكون تونس البديل المؤقت في شمال إفريقيا”. من جانبه، أوضح المختص التونسي في قضايا الإرهاب، نزار مقني، في تصريح للإذاعة الوطنية، أن السبسي وجد نفسه مضطرا لزيارة البيت الأبيض بحثا عن المساعدة، بعد أن أدارت الدول العربية والخليجية والأوروبية ظهرها لتونس في ظل أزمتها الاقتصادية الخانقة، بالإضافة إلى حاجة الجيش التونسي إلى دعم أكبر للتصدي إلى خطر الإرهاب القادم من ليبيا، وقال إن تونس لا تبحث سوى عن تحقيق الأمن والاستقرار وهي متفتحة على كل التحالفات في حال اضطرارها.