يؤدي رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد يومي السبت والأحد المقبلين زيارة عمل إلى الجزائر وذلك بدعوة من نظيره الجزائري عبد المالك سلال، يبحث خلالها سبل العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الأمني والإقتصادي بين البلدين خاصة تلك المتعلقة بملفات الإرهاب والوضع على الحدود المشتركة بين الجزائروتونس. وتشير مصادر جزائرية مطلعة إلى أن من بين الملفات التي ستتناولها زيارة الصيد الى الجزائر، وهي أو زيارة خارجية له، الملف الليبي وسبل إيجاد حلول للأزمة الليبية والوضع بالمنطقة عموما. يذكر أن انشغال تونس بالأزمة الليبية كان سابقا عن انشغال كل من المغرب التي تستضيف حوارا بهذا الشأن في مدينة الصخيرات بإشراف الأممالمتحدة أو الجزائر التي استضافت جولتين من الحوار الليبي الليبي بمشاركة عدد من قادة الأحزاب والمنظمات المدنية في ليبيا وبمشاركة موفد الأممالمتحدة إلى ليبيا، فقد كان زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي قد أطلق مبادرة في السابق لجمع الليبيين، كما سعت الرئاسة التونسية في عهد الرئيس المرزوقي لقيادة مبادرة بهذا الشأن وكان في الطريق لتعيين مبعوث تونسي إلى ليبيا، لكن الجهد التونسي لم يذهب بعيدا بسبب التطورات السياسية والأمنية التي عرفتها تونس، والتي انتهت إلى الإطاحة بحكومتي الترويكا والتأسيس لحكومة الكفاءات قبل إجراء انتخابات تصدرتها حركة "نداء تونس" وجاءت بزعيمها الباجي قايد السبسي رئيسا لتونس.
وقد عاد الانشغال التونسي بليبيا مجددا، حيث استقبل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الأسبوع الماضي عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي الدكتور علي الصلابي المقرب من حكام طرابلس، لبحث سبل دفع الليبيين إلى الحوار مجددا والتوافق على مخرج سياسي للخلاف بينهم يحفظ ماء وجه الجميع.
هذا وتمثل الجزائر بالنسبة لتونس ليس جارا فحسب وإنما عامل استقرار اقتصادي وسياسي، وهذا أمر يعيه قادة تونس الجدد، ولذلك كانت الجزائر أول وجهة خارجية للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بعد توليه مقاليد الرئاسة.