يؤدي إلى تسممات خطيرة وحالات إسهال تخزين الأطعمة لمدة طويلة خطر على الصحة في رمضان
مع حلول الشهر الكريم يكثر استهلاك الأطعمة بأنواعها ويتهافت الناس على شراء مقتنيات عدة حتى غير الضرورية منها ويعمدون بذلك إلى التخزين دون معرفة الأخطار التي ستنجم بعد ذلك وهذا في حالة عدم التخزين الصحي وما يصحبه من تكاثر للجراثيم والفطريات القاتلة منها والسامة وعليه التخزين يكون وفق ما ينصح به الأخصائيون لتفادي الوقوع في مثل هذه المشاكل.
ع. فضيلة إن الإنسان معرض إلى أخطار صحية عديدة في ظل استهلاكه للأطعمة التي تمر عليها فترة زمنية معينة سواء مضى على وجودها داخل الثلاجة وقت طويل أو خارجها كذلك، لذا وجب معرفة الأطعمة التي يجب الاحتفاظ بها في كلتا الحالتين، حيث صرح لنا أحد الأطباء المختصين في مخبر الأحياء الدقيقة (مايكرو بيولوجي) التابع للمملكة العربية السعودية في اتصال معه أن الأكل المخزن يتعرض إلى الكثير من الجراثيم والفطريات وهذا حسب التخزين لذلك يتوجب أخذ الحيطة والحذر عند الاستهلاك، فبالنسبة إلى الأطعمة التي يجب الاحتفاظ بها خارج الثلاجة هي الحبوب الجافة بمختلف أنواعها إضافة إلى السكر والملح لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الحافظة، أما بالنسبة إلى المواد التي يحتفظ بها في الثلاجة فذكر لنا على سبيل المثال الأكل المعلب بحيث يتعرض هذا الأخير إلى فيروسات وجراثيم خطيرة وأخطرها جرثومة كلوستريديوم، بالإضافة إلى الجراثيم اللاهوائية والعفن لذا يجب مراقبتها جيدا من حيث تاريخ نهاية الصلاحية والمعلبات المنفوخة أو المشوهة التي عادة ما تصدر صوتا عند فتحها.
الأكل لا يترك أكثر من ساعتين خارج الثلاجة ويضيف الأطباء كذلك نوعا آخر من الجراثيم وهي جرثومة الليستريا التي تنمو حتى بالتبريد، أما باقي الجراثيم فلا تكون مضرة وفق التخزين الجيد، وأهم شيء أن يتم حفظ الأغذية مباشرة بعد الطبخ في البراد على أن لا يتجاوز قاعدة الساعتين بين الطبخ والتخزين لأنه قد يتلوث عند تركه في درجة حرارة الغرفة لمدة ساعتين أو أكثر، وإن تجاوزت درجة حرارة الغرفة اثنين وثلاثين درجة مئوية فتقل المدة الزمنية لساعة واحدة لأن الجراثيم يمكن خلالها أن تتكاثر في هذه الدرجة المئوية وعليه يجب طهي الطعام جيدا في درجة حرارة مناسبة ولمدة كافية باستخدام مقياس حرارة خاص بالغذاء للتأكد من وصول الطعام إلى درجة حرارة مناسبة. عواقب وخيمة على الصحة ويضيف الأخصائيون كذلك أنه لا يجب ملء البراد بالأطعمة حتى يسمح للهواء البارد بالدوران لحفظ الطعام فمعظم البكتيريا حسب المختصين في علم الأحياء الدقيقة تفضل الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من البروتينات مثل اللحوم الحمراء منها والبيضاء والبيض كذلك والحليب والكريما، فاللحوم لوحدها حسبهم قادرة على إنتاج سبعين بالمائة من التسمم الغذائي، ولا يمكن اكتشاف هذا التسمم الناتج عن البكتيريا إلا في المختبرات وعادة هذا التسمم يسبب آلاما حادة في البطن ينتج عنه إسهال حاد مصحوبا بالقيء أحيانا وعادة تستمر هذه الأعراض أقلها يوم وأكثرها اسبوع ويمكن أن تظهر هذه الأعراض في حدود أقلها ساعة من تناول الطعام الملوث. احترام شروط الحفظ الجيد وعليه ينصح هؤلاء ببعض القواعد التي يجب مراعاتها لتجنب ذلك، فبالنسبة للحوم أول شيء التأكد من عدم تغير لونها ثم ثاني شيء مراعاة اللحوم الطازجة منها والمطبوخة، فبالنسبة للحوم الحمراء والأسماك الطازجة فيجب أن لا تتعدى خمسة أيام في الثلاجة، أما المطبوخة فلا تتعدى أربعة أيام، أما بالنسبة للدجاج المطبوخ فيمكن أن يصمد لعدة أيام على غرار الطازج منه فلا يجب أن يتعدى يومين على الأكثر على أن يحفظ داخل أكياس بلاستيكية محكمة الغلق لتجنب مرور الهواء إلى داخل الكيس، وينصح أطباء المخبر كذلك بمراعاة كيفية إزالة التجميد من اللحوم، حيث يغمر اللحم المجمد الموجود داخل كيسه البلاستيكي في ماء الحنفية وعند ذوبانه يجب طبخ اللحم مباشرة لمنع نمو المزيد من البكتيريا، كما نصح الأطباء المختصون كذلك بعدم تسخين الأكل لأكثر من مرة واحدة وأن لا تتعدى بقايا الأطعمة في البراد أكثر من ثلاثة أيام، بالإضافة إلى ذلك يتم المحافظة على الطعام بتغطيته وعدم لمسه بالأيدي وفصل الطعام المطبوخ عن الطعام النيء والتأكد من نظافة معدات المطبخ دائما وعدم إهمال شيء آخر مهم وأساسي هي المياه التي تساهم بنسبة كبيرة في انتقال الجراثيم إلى المواد الغذائية، وعليه يجب مراقبة نوعية المياه ومدى صلاحيتها للاستعمال وعدم السماح للحيوانات بالدخول إلى أماكن الطبخ ورمي الفضلات فور الانتهاء مباشرة من أشغال المطبخ حتى لا تتكاثر الميكروبات داخل غرفة الطعام وبالتالي سهولة فساد الأطعمة المستهلكة.