سيتمّ (قريبا) إطلاق عملية لترميم معالم جنائزية ومقابر أخرى تضرّرت بفعل أحداث العنف الأليمة التي شهدتها في وقت قريب منطقة وادي ميزاب الموقع المصنّف ضمن لائحة التراث العالمي، حسب ما علم أمس الأحد لدى مسؤولي مديرية الثقافة. وستمسّ هذه العملية المدرجة في إطار برنامج استعجالي يرمي إلى طمس مخلّفات أحداث العنف المؤسفة التي عرفتها منطقة ميزاب، والتي صادقت عليها مديرية المحافظة على التراث الثقافي وترميمه لدى وزارة الثقافة في مرحلة أولى خمسة مواقع متضرّرة، حيث تمّ استكمال الدراسات المتعلّقة بها، كما أوضح ل (وأج) مدير قطاع الثقافة إبراهيم بابا عدون. ويبرز من بين هذه المواقع مقابر باعيسى أوعلوان وبابا أولجمة وضريح عمّي موسى، أحد المؤسّسين الأوائل لقصر غرداية في سنة 1100، ومسجد (عمّي سعيد) وساحة الرحبة لقصر غرداية، حسب ما أضاف ذات المسؤول. وتهدف هذه العملية التي سبقها تشخيص دقيق أجري تحت إشراف خبراء في مجال ترميم التراث الثقافي والمعماري وفقا لقانون التراث (04/98) إلى إعادة لهذه الكنوز الثقافية قيمتها الحقيقية وجعلها تساهم في التنمية الاقتصادية المحلّية، لا سيّما في مجال السياحة والصناعة التقليدية، حسب ما أشار إليه مدير الثقافة. وتزخر منطقة وادي ميزاب التي تضمّ أربع بلديات (غرداية وبونورة والعطف وضاية بن ضحوة) بقصور وصروح شيّدت في القرن العاشر من أجل معيشة مشتركة منسجمة مع البنية الاجتماعية للسكّان. للإشارة، صنّف وادي ميزاب المتربع على مساحة 4 آلاف هكتار بهياكله التقليدية وواحات نخيله ونظامه العريق للسقي ومعالمه ومواقعه التاريخية المقدّرة بأكثر من مائتي موقع ضمن لائحة التراث العالمي في 1982 من قِبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو). كما حظي موقع ميزاب بتصنيف من طرف السلطات العمومية (قطاعا محفوظا) بعد صدور في 04/06/2005 المرسوم التنفيذي رقم 05/209 الذي يسمح بإعداد مخطّط لحمايته طبقا لقانون التراث 04/98 الصادر في 15/07/1998، مثلما تمّت الإشارة إليه.