إذا ما نجحت جنوب إفريقيا المضيفة في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل وبلغت أدواراً متقدّمة في نهائيات كأس العالم المقبلة التي تستضيفها على أرضها، فإن بيني ماكارثي هو أحد اللاعبين الذي سيعتمد عليه منتخب بافانا بافانا لتسجيل الأهداف. يُعتبر ماكارثي الذي يلعب حالياً في صفوف ويستهام في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة، أشهر لاعبي جنوب إفريقيا. وقبل مشاركته الثالثة في نهائيات كأس العالم والأولى على أرض إفريقية وبعد أن اقترب من بلوغ الثانية والثلاثين من عمره، نجح موقع »الفيفا« في إجراء مقابلة خاصة مع ماكارثي. أما أبرز المواضيع التي تطّرق لها فهي: أهمية البداية الجيّدة ضد المكسيك في المباراة الافتتاحية، والمشاكل التي تواجه جنوب إفريقيا، ولماذا يستطيع ليونيل ميسي أن يحرز اللقب العالمي بمفرده؟ - كيف تتوقع أن يظهر منتخب جنوب إفريقيا في نهائيات كأس العالم 2010 التي تقام على أرضه؟ == إذا كنت صريحاً، فيتعيّن عليّ الاعتراف بأن الأمر سيكون صعباً وصعباً للغاية. لم يكن بالإمكان الوقوع في مجموعة أصعب من التي جئنا فيها! تُعتبر أوروجواي من أقوى المنتخبات الأمريكيةالجنوبية، وتملك لاعبين ممتازين في صفوفها، وبالتالي سيكون منتخباً صعب المراس، وبالطبع فإن المنتخب المكسيكي قوي أيضاً، والأمر ذاته ينطبق على المنتخب الفرنسي. لم يظهر المنتخب الفرنسي بمستوى جيد في السنتين الأخيرتين ولكنه دائماً كان على الموعد. وإذا حقق انطلاقة جيدة في نهائيات كأس العالم فلا يمكن التكهن بماذا سيحصل. أعتقد بأن المنتخب الفرنسي يريد أن يثبت نقطة معينة بعدما ابتعد عن دائرة الترشيحات في الآونة الأخيرة. - هل اللعب على أرضه وبين جمهوره يمثل أفضلية بالنسبة للمنتخب المضيف؟ == الأفضلية بالنسبة لنا بأننا سنلعب على أرضنا ومعظم الجمهور سيكون إلى جانبنا، وسنلعب في أجواء نعرفها جيداً، في حين ستحاول المنتخبات الأخرى أن تتأقلم مع أجواء جديدة. ربما يصبّ هذا العامل في مصلحتنا. نأمل في أن نحقق انطلاقة قوية في أوّل مبارتين قبل أن نواجه فرنسا. من يدري؟ ربما نضع أنفسنا في ظروف جيدة لبلوغ مرحلة خروج المغلوب. - المباراة الأولى ضد المكسيك حيوية بالنسبة لحظوظ المنتخب، لأن الفوز بها سيعزز من آماله، ويخلق نوعاً من الحمى يمكن أن تقود المنتخب إلى الأمام، أليس كذلك؟ == أعتقد بأن المباراة الأولى هي كلّ شيء، هي بمثابة النهائي، وستؤكد لنا ما إذا كنا سنتأهل أم لا. إذا نجحنا في التغلب على المكسيك فإن معنويات اللاعبين سترتفع بشكل كبير. الفوز سيجعلنا نؤمن بقدرتنا عل التغلب على فرنسا أو إسبانيا أو أي منتخب يعترض طريقنا. الفوز في المباراة الأولى سيمهد الطريق أمام أشياء جميلة خصوصاً لدى أنصار المنتخب والكلّ على العموم. أعتقد إذا نجحنا في ذلك ربما نكون مفاجأة البطولة. - ما أهمية تواجد المدرب كارلوس ألبرتو باريرا على رأس الجهاز الفني في تحقيق النجاح؟ == أعتقد بأنه الشخص الذي سيحدّد إلى أي مدى يستطيع المنتخب الجنوب إفريقي الذهاب في هذه البطولة بفضل خبرته. أعتقد بأنه الأفضل لقيادة منتخبنا في نهائيات كأس العالم. لقد كان رائعاً؛ لأنه نجح في نقل خبرته وقدراته وأفكاره إلى عقول اللاعبين. الكلّ يكنّ له الاحترام، وهناك تفاهم كبير بيننا. لقد عاد إلى صفوف المنتخب (أشرف عليه سابقاً لفترة وجيزة)، وقام بإجراء تغييرات عدة والأجواء داخل صفوف المنتخب منذ رحيل المدرب السابق جويل سانتانا أفضل بكثير. لقد عاد بتفكير إيجابي، ونأمل بأن تساهم طريقته في نقل أفكاره إلى اللاعبين في أن تحثنا على أن نقدم أفضل ما لدينا، ليس فقط من أجل مصلحتنا الشخصية ولعائلاتنا ولدولتنا، لكن أيضاً لمدربّنا لأنه رائع. - وهل لازلت تملك المفتاح لآمال جنوب إفريقيا؟... == نعم بالطبع، أريد أن أصدّق صحّة هذا الأمر. عندما يتعلّق الأمر بمباريات هامة فإنك تحتاج إلى لاعبين يملكون خبرة كبيرة عايشوا البطولات الكبرى، ولعبوا على أعلى المستويات، لكي يساعدوك على تخطي المراحل الصعبة وتهدئة الأمور عند اللزوم ويملكون صفات القيادة. إذا تمّ اختياري فسأحاول أن أضع خبرتي في تصرف الفريق، والقيام بتهدئة الأمور. وبالطبع سأبذل قصارى جهدي لكي أكون الفارق ليس فقط من خلال تسجيل الأهداف، بل بجعل جميع اللاعبين يشعرون بالاطمئنان لا أن يكونوا ضحية لحمى كأس العالم. كوني خضت نهائيات كأس العالم مرتين لا بدّ وأن يساعدني ذلك كي أكون أحد الوجوه الخبيرة. - هل أدركت مدى ضخامة المنافسة في كأس العالم عندما خضت النهائيات للمرة الأولى عام 1998؟ حينذاك كنت مراهقاً... == أعتقد أن الوضع مختلف تماماً الآن. أن تلعب في كأس العالم لا فرق أن تكون للمرة الأولى، الثانية أو الثالثة، لأن بعض أعظم اللاعبين في العالم لم يحصلوا على فرصة مشابهة. بالنسبة لي، هذه النهائيات هي الأخيرة. وسأسعى جاهداً لأن أتذكر كل لحظة فيها. ستقام في بلادنا حيث بدأ كل شيء بالنسبة لي وعُرفت كلاعب كرة قدم. لقد اقترب وقت الوداع، وبإمكاني القيام بذلك في كأس العالم وفي جنوب إفريقيا. يا لها من لحظة! اللحظة التي سأكون فيها على أرض الملعب! - من سيحرز لقب كأس العالم؟ == (يتمهّل).. من الواضح أن فريقي المفضل مذ كنت صغيراً كان البرازيل، لكن إسبانيا منافسة قوية للذهاب إلى النهائي والفوز باللقب؛ إنه الفريق الأكثر جاذبية في العامين الماضيين. - ماذا عن إنجلترا حيث لعبت وعشت لبعض الوقت؟ == بالطبع إنجلترا مرشحة دائمة للفوز، لكن تعلمون أن الإعلام يرسم لها صورة الفريق المرشح للفوز. مدربهم جدي للغاية وسيكونون جاهزين للمعركة، لكنني لا أرى إنجلترا بطلة للعالم، ربما تصل إلى نصف النهائي أو شيء من هذا القبيل. - هل يمكن للاعب بمفرده أن يقود الفريق لإحراز كأس العالم، مثل الأرجنتيني ميسي مثلاً؟ == أعتقد بأن هذا الأمر ممكن؛ مارادونا فعلها مع الأرجنتين سابقاً. كان لديهم لاعبون من طراز جيد، لكن مارادونا هيمن على الجميع، وحملت نوعيته الرائعة الفريق إلى المركز الأول. كان العامل الأساس في فوز الأرجنتين باللقب للمرة الأخيرة (عام 1986). نعم، أعتقد ذلك، لأنه عندما ترى ما يصنعه هذا الولد (ميسي) مع برشلونة تسأل نفسك: أ يُعقل هذا وهو بعمر الثانية والعشرين فقط؟! هل سيتطوّر بعد؟! تملك الأرجنتين نوعية جيدة من اللاعبين، وبحال ساعدوه ستكون كأس العالم المقبلة كأس ميسي وسيتوَّج بالمجد. يمكن أن يلتحق بالعظماء مثل مارادونا وبيليه ويوهان كرويف وفرانز بكنباور. يمكنه أن يفعل ذلك؛ لأن القدرة التي يمتلكها غير طبيعية! - ماذا عن باقي المنتخبات الإفريقية، هل تملك أي حظ بالفوز؟ == أعتقد أن كوت ديفوار تملك على الورق فريقاً قوياً، لكنني رأيتهم يعانون كثيراً في كأس أمم إفريقيا، حيث الأمور هامة للغاية. أساساً، هناك الكثير من الفردية في طريقة لعبهم. لايزال الأفارقة يعتقدون أنه عليهم القيام بمجهود فردي خلال المباريات. يمكن للاعبين مثل إيتو ودروغبا وإيسيان أن يشعروا بذلك، فهم يلعبون إلى جانب أفضل اللاعبين في العالم، ويعتقدون أنهم يجب أن يحملوا منتخب بلادهم على أكتافهم. أعتقد أنها مشكلتنا في إفريقيا، لا نلعب كفريق. آمل أن تغيّر كأس العالم المقبلة هذه الأفكار. البطولة هنا، ويجب أن نكون حاضرين أكثر من البطولات السابقة. لدينا منتخبات قوية ستمثل إفريقيا مثل غانا وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا، وبالطبع نيجيريا. يجب أن نملك الفرصة. حان الوقت كي يتأهل منتخب من إفريقيا إلى نصف النهائي أو النهائي.