جاء الشهر الفضيل في أحرّ أوقات السنة، لذا فالصائم يبحث عن عصير يطفىء ظمأه بمجرد إفطاره ويضيف إلى صحته فوائد عديدة بدل أن يمثل عبئاً على الجسم. والقراصيا من الفواكه المجففة التي لها مسميات عديدة مثل البرقوق المجفف وهي معروفة في البلدان العربية كأحد أطعمة رمضان على غرار الجزائر، إلى جانب مواد أخرى كالزبيب والمشمش المجفف والتمر الجاف، ولها فوائد عديدة منها: - هي من الفواكه الملينة، فنقع بضع حبات منها في الماء لعدة ساعات ثم تناولها عند الإفطار يلين الأمعاء ويخلص من الامساك بإذن الله شرط ألا يتناول الإنسان معها أطعمة أخرى لمدة ساعة على الأقل. وخاصية التليين في القراصيا تعود إلى سببين الأول غناها بالألياف حيث تعتبر أغنى من البقول بالألياف! والثاني وجود سكر السوربيتول فيها. والسوربيتول نوع من السكر لا يمتصه الجسم بل يخرج من الأمعاء، ومن هنا قام مصنعو الأطعمة بتركيب سكر السوربييتول كيميائيا واستخدموه كسكر حمية. ولكن هناك فرق كبير بين السربيتول الطبيعي (كالموجود في القراصيا) والسربيتول المصنّع كسكر الحميّة الضار. - تناول البرقوق المجفف أو عصيره يحافظ على صحة العظام حيث يمكن أن يعيد الكثافة لمادة العظم خاصة للنساء وقت توقف الدورة الشهرية. فهي من الأطعمة الغنية بالبورون الذي يعين على امتصاص الكالسيوم. - يمكن تناول البرقوق المجفف أن يساهم في تحسين صحة القلب فالقراصيا غنية بالألياف والفينولات والبكتينات مما يجعلها تخفف من مستوى الكوليسترول الضار وتقي من أمراض القلب. - هي مصدر جيد للبوتاسيوم مما يساعد على تنظيم ضغط الدم، ففي تحوي البوتاسيوم أكثر من البرتقال بأربع مرات - يساعد تناولها على المحافظة على قوة الإبصار نظرا لغناها بفيتامين أ، وهي مصدر جيد لفيتامين ب 6 الذي يحسن من عملية الأيض (هضم واستفادة الجسم من الطعام)، ويحافظ على وظائف المخ، ويبعد الاكتئاب كما أنها مصدر جيّد للحديد مما يبعد خطر الإصابة بفقر الدم. كما أن تناول القراصيا مع طعام غني بفيتامين ج (كالبرتقال) يزيد بشكل كبير من قدرة امتصاص الجسم للحديد من البرقوق المجفف. أفضل طريقة هي تناول البرقوق المجفف كاملا عن طريق نقع حبات منها في ماء لعدة ساعات مما يساعد على إطلاق منافعها ثم تناولها كاملة وشرب ماء نقعها للاستفادة من الألياف فيها. أو يمكن تناولها كعصير عن طريق وضع البرقوق المنقوع في الماء مع ماء نقعها في كأس الخلاط الكهربائي بعد إزالة البذور منها وخلطها حتى تتحول إلى سائل ثخين، ومن الأفضل عدم تصفية العصير للاستفادة من الألياف في القراصيا وكذلك عدم إضافة السكر المكرر إلى العصير نظرا لمضار السكر المكرر. ولكن يمكن إضافة ملء الكف من الزبيب الأسود (الغني بالحديد ومضادات الأكسدة) إلى العصير ونقعه معها لزيادة الحلاوة، ويمكن كذلك إضافة مكعبات الثلج إلى القراصيا عند خلطها بالخلاط الكهربائي فيصبح الناتج مشروبا رائعاً. ومن الأساليب الخاطئة التي اعتاد الناس قديما عليها لتحضير القراصيا هي وضع البرقوق أو القراصيا مع ماء يغطيها في قدر على النار وغليها (بدلاً من نقعها) لاستخلاص العصير منها. ولكن غليها يتلف الفيتامينات والمعادن فيها، فالحديد وفيتامينات أ وَ ب ومضادات الأكسدة تتلف بالحرارة. ومن المهم أخيرا التنويه إلى عدم المبالغة في تناول البرقوق المجفف خاصة لمن يريدون تخفيف أوزانهم فهي فاكهة غنية بالسكريات الطبيعية.