الشيخ قسول: "يجوز للصائمين السباحة مادام الماء لا يصل إلى جوفهم" الحرارة المرتفعة التي تشهدها الجزائر في هذه الفترة والتي تعدت 40 درجة في بعض الولايات أدت بالمواطنين إلى الفرار إلى الشواطىء حتى وهم صائمون هروبا من لفحات الشمس الحارقة عبر الشوارع، خاصة وأن النشريات الصادرة عن مصالح الأرصاد الجوية حذرت من ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها خاصة على المتنقلين في ساعات الذروة. عتيقة مغوفل عادة ما يعزف الكثير من الجزائريين على الذهاب إلى البحر خلال شهر رمضان والسبب أن السباحة قد تفطرهم خصوصا إذا ما دخلت بعض المياه في جوفهم، ولكن ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأخيرة جعلت العديد منهم يقصدون الشواطئ تفاديا لحرارة الطقس، وقد قامت (أخبار اليوم) بزيارة بعض شواطئ العاصمة من أجل إنجاز الموضوع. الأطفال شكّلوا ديكورا عبر الشواطئ كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة والنصف صباحا، عندما تنقلنا إلى شاطئ الجملين ببلدية بولوغين بالجزائر العاصمة، كانت حرارة الطقس مرتفعة فقد قاربت 38 درجة بالإضافة إلى هذا فقد كان البحر هادئا، وقفنا على الرصيف ونظرنا إلى الشاطئ فوجدنا فيه الناس يسبحون على غرار الأيام الفارطة التي كان فيها الشاطئ خاليا، لذلك قمنا بالنزول إلى المكان للتقرب من هؤلاء المصطافين، حين وصولنا إلى هناك وجدنا ما لا يقل عن 12 شمسية مفتوحة كان تحتها الآباء مرفوقين بأبنائهم جاءوا بهم للسباحة من أجل تفادي حرارة الجو، وهو الأمر الذي دفعنا إلى التقرب من السيد (عدلان) البالغ من العمر 38 سنة والذي قصد الشاطئ رفقة ابنيه الصغيرين من أجل السباحة، سألناه أولا عن درجة حرارة المياه فرد علينا أن درجة حرارتها معتدلة ومنعشة، ثم سألناه إن كان سيقضي كل يومه الرمضاني على الشاطئ فرد علينا هذا الأخير أنه ليس متعودا على السباحة خلال شهر رمضان الكريم وذلك خوفا من أن يدخل الماء إلى جوفه فيفطر ولكنه جاء ليصطحب ابنيه الصغيرين فهما ليسا صائمين وفي عطلة لذلك جاء بهما للسباحة، بعدها قابلنا السيد (مراد) هو الآخر أحضر أبناءه الثلاثة إلى شاطئ الجملين ببلدية بولوغين من أجل السباحة وحتى يواجه حرارة الطقس الحارقة خلال ذلك اليوم، فقد أخبرنا السيد (مراد) أنه جاء بالأطفال ليسبحوا حتى يستمتعوا بالأجواء الصيفية، وحتى يتمكن هو من قضاء الوقت بحكم أن يوم الصيام طويل وشاق، ومن جهة أخرى حتى يترك زوجته تقوم بأعمالها المنزلية لأن أبناءه حسب تعبيره أشقياء لا يتركون والدتهم تطبخ في راحة. وشباب لم يستغن عن السباحة بعد شاطئ (الجملين) ببولوغين تنقلنا إلى الشاطئ (فرانكو) ببلدية الرايس حميدو بالجزائر العاصمة، هو الآخر وجدناه مكتظا بالمصطافين على غير العادة، فنزلنا إلى هناك وتقربنا من مجموعة من الشباب كانوا جالسين تحت المظلة يلعبون الدومينو، سألناهم عن السبب الذي جاء بهم إلى الشاطئ في يوم رمضاني مع أنه معروف عند العام والخاص أن شواطئ العاصمة عادة ما تكون خالية خلال شهر رمضان، فرد علينا أحد هؤلاء الشباب أنهم جاؤوا من أجل السباحة فحرارة الجو لا تطاق ولا يمكن مقاومتها بالمكيفات الهوائية لذلك اتفقوا على أن يقصدوا الشاطئ من أجل التبريد شريطة أن يسبحوا ولا يتركوا المياه تدخل إلى جوفهم، ليشرح لنا شاب ثانٍ أنهم يسبحون دون أن يدخلوا رؤوسهم في الماء فهم يدخلون أجسادهم فقط حتى يحافظوا على برودتها وحتى يتمكنوا من إتمام الصيام حتى الفترة المسائية بعدها يعودون إلى الشاطئ بعد الإفطار حتى يسبحوا بطريقة عادية، والجدير بالذكر أننا لاحظنا عندما كن في شاطئ فرانكو بالرايس حميدوا أن العديد من الناس الذين كانوا متواجدين فيه كان يسبحون بإدخال أجسامهم فقط في الماء دون إدخال رؤوسهم، في حين فقد لمحنا رجلا يملأ دلوا من الماء ثم يسكبه على كامل جسده وكأنه يستحم وقد فعل ذلك عدة مرات ثم عاد وجلس على الرمال وأعاد الكرة مرة أخرى وذلك حتى لا يسبح ولا يفسد صومه. عائلات تختار الشواطىء لتناول وجبة الإفطار على ما يبدو أن ثقافة الذهاب إلى البحر في عز شهر رمضان قد بدأت تصبح عادة عند بعض العائلات خلال السنوات الأخيرة عندما أصبح يتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف، وقابلت (أخبار اليوم) أحد الشباب الذي قام خلال اليومين الأخيرين بالذهاب إلى أحد شواطئ ولاية تيبازة التي تستقطب إليها السياح من كل مكان، حيث قام بالذهاب إلى هناك رفقة أصدقائه وقاموا بتحضير وجبة الإفطار وتناولها على الشاطئ في أجواء مميزة، ليخبرنا بعدها أن العديد من العائلات قصدت الشاطئ وقامت بإحضار فطورها معها، كما أنها قامت بتحضير بعض المشاوي هناك وتحضير موائد رمضانية مميزة على رمال الشاطئ، والجميل في الموضوع أن بعض الأزواج الجدد جعلوا من شهر رمضان فرصة حتى يمضوا شهر عسلهم على الشاطئ في أجواء رمضانية مميزة من خلال تناول وجبات الإفطار وكذا قضاء سهرات رمضانية إلى غاية بزوغ الفجر على الشاطئ وهو الأمر الذي جعل لشهر رمضان لهذه السنة نكهة مميزة. "السباحة جائزة شرط عدم دخول الماء إلى الجوف" وحتى نعرف إن كان يجوز شرعا للصائم أن يسبح خلال نهار رمضان ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ جلول قسول إمام مسجد القدس بحيدرة، والذي أكد لنا بدوره إذا كان الصائم يحسن السباحة ويضمن عدم دخول الماء لجوفه ففي هذه الحالة يمكن أن يكون الحكم يشبه حكم الاغتسال ويجوز سباحة الصائم إذا كان ضمن الحفاظ على صيامه، ولو كان المقصد من السباحة هو التبرد من الحر. أما إذا كان الصائم لا يجيد السباحة بحيث لا يتحرز من دخول الماء لجوفه، ولا يستطيع أن يمنعه فحينئذ لا يجوز له أن يسبح وهو صائم، ومما يستدل على هذا الحكم ما جاء عن قول النبي صلى الله عليه وسلم (أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما)، وحسب ما قال الإمام أحمد في الصائم ينغمس في الماء إذا لم يخف أن يدخل في مسامعه، كما أكد الشيخ قسول أنه إذا دخل الماء جوفه وهو يسبح من غير قصد فالذي يترجح من أقوال أهل العلم عدم البطلان.