إمام مسجد براقي بالعاصمة ل«النهار»: من تعمّد دخول مياه البحر إلى جوفه فعليه الكفارة شهدت معظم الشواطئ الجزائرية، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، إقبالا كثيفا للمواطنين الذي فضلوا السباحة من أجل قضاء الوقت وهروبا من الحرارة والرطوبة الشديدتين، حيث عرفت شواطئ العاصمة توافدا للعائلات والشباب وحتى النساء، رغم تحذيرات الأئمة لتجنب السباحة خلال نهار رمضان خوفا من مشاهدة مناظر العري أو الإفطار بشرب ماء البحر، في حين فضلت بعض العائلات الإفطار في الشواطئ والسباحة بعد الإفطار تجنبا للوقوع في الحرج. غياب الأمن في الليل يدفع بالشباب إلى السباحة نهار رمضان «عوم وعس روحك بالاك يدخلك الماء»، «تجوز لك االسباحة إذا لم تدخل مياه البحر فمك وأنفك»، «السباحة تنشط الصائم وتعينه على تحمل مشقة الصوم».. هي فتاوى شجعت الصائمين على السباحة نهار رمضان ودفعت بهم للنزوح إلى الشواطئ للاستمتاع بالسباحة والهروب من زحمة السير وكذا تمضية اليوم."النهار"تنقلت إلى شاطئ «كيتاني» بباب الوادي، كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف مساء، الشاطئ كان يعج بالعائلات شباب وأطفال من مختلف الفئات العمرية حتى النساء كن حاضرات بقوة بالشاطئ، ويخيل لك أنك لست في شهر الصيام، التقينا بالشاب «سفيان» 22 سنة، يقول إنه متعود على السباحة في شهر رمضان لكنه يأخذ احتياطاته ويتجنب دخول مياه البحر إلى حلقه -فحبسه- فهو سباح ماهر، أما نبيل 27 سنة يقول: «لا أكثر الغطس وأتحاشى إدخال الرأس أثناء السباحة خاصة في رمضان»، أما محمد 17 سنة هو الآخر لا يستطيع تفويت هوايته المفضلة السباحة مادامت ممنوعة في الفترة الليلية ببعض الشواطئ لانعدام الرؤية وغياب الأمن. فتاوى جواز السباحة نهار رمضان تدفع بالعائلات إلى الشواطئ «السباحة تنشط الصائم وتعينه على الصوم»، هي إحدى الفتاوى التي دفعت بالعديد من الشباب السباحة نهار رمضان هروبا من حرارة الشمس والرطوبة، فشواطئ «الإصطناعي» و«الجميلة» بعين البنيان لا يختلفان عن سابقهما، حيث شهدا إقبالا كبيرا من الشباب خصوصا منهم المراهقين، «وائل» 19 سنة التقيناه بشاطئ «الإصطناعي» الذي لم يتوقف عن السباحة، يقول إنه متعود على السباحة نهار رمضان وسبق له أن أفطر بسبب تسرب الماء إلى حلقه العام الماضي وقد قام بتعويض اليوم، من جهتها «نرجس» ذات 20 سنة هي الأخرى لم تفوت فرصة السباحة رفقة صديقتها «نسرين» ذات 23 سنة التي فضلت أخد ملابس السباحة والسباحة للهروب من الرطوبة. الإمام طيب ناصف ل«النهار»: «لا حرج من السباحة في رمضان لكن بشروط.. » قال طيب ناصف، إمام مسجد براقي بالعاصمة، إنه لا حرج على المرأة أن تدخل إلى البحر بحجابها من دون الكشف عن مفاتنها، وهو جائز خصوصا وأن ماء البحر فيه بركة وشفاء، ولأن جسم الإنسان يحتاج إلى مقومات ويزيد من برودته لقوله تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، وأكد المتحدث في اتصال مع «النهار» أمس، أن الرسول الكريم يحث المسلمين على السباحة، لكن ينبغي عليها أن تحتاط وأن تحرص على الحفاظ على صيامها وحرمة رمضان بتجنبها اللباس الفاضح حتى لا تؤثم عليه. وأشار الإمام إلى أحكام السباحة في رمضان والحكم الأول أنه يجب على المسلم أن يتفادى الانغماس والغطس، وفي حالة إذا لم يحترز دخول الماء إلى الجوف فهذا فعل متعمد وله كفارة صيام 60 يوما متتابعا مع يوم القضاء أو إفطار 60 مسكينا، وإذا كان الصائم متيقنا من عدم تسرب الماء إلى جوفه فلا حرج ويجوز له، وأكد الإمام أنه يجب الحفاظ على خصوصية رمضان لتفادي المنكرات ومفسدات الصيام.
موضوع : جزائريون ينزحون إلى الشواطئ في أول أيام رمضان 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0