خوفا من أزمة تعقّب إعلان حالة الطوارئ في البلاد * * يتذرّعون بالسياحة للتحايل على تعليمة الجمارك الجزائرية * شهدت الولايات الشرقية في الأسبوعين الأخيرين توافدا غير مسبوق ل (التوانسة) على مختلف أسواقها خصوصا في عنابةالعلمةوالوادي أين تهافتوا على اقتناء مختلف المستلزمات والمواد الغذائية والألبسة خوفا من تأزّم الأوضاع أكثر في بلادهم خصوصا بعد هجمات سوسة وإعلان حالة الطوارئ في البلاد بعد مرور أيّام على هجمات سوسة الإرهابية وتراجع الحركة السياحية التي تعتبر الوقود الأساسي للاقتصاد التونسي عمّت في كثير من المدن التونسية حالة من الفقر والقحط نتيجة نقص المواد الغذائية لتراجع عمليات الاستيراد في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس وهو الأمر الذي دفع مئات التوانسة إلى الدخول يوميا إلى ولايات الشرق الجزائري بغية التسوّق من أسواقها المعروفة بأسعارها الزهيدة والمتاجرة بها في أسواق تونس الشقيقة لا سيّما مدنها الجنوبية القريبة من البوّابة الحدودية (الطالب العربي) بولاية الوادي إلى غاية بوّابة أم الطبول بولاية الطارف وأكّدت مصادر مطّلعة ل (أخبار اليوم) أن الحركة التجارية بين مدن الجنوب التونسي وولاية الوادي بشكل خاص تعرف (نشاطا مميّزا) حيث أنه خلال العشرة أيّام الماضية دخل أكثر من 2000 مواطن تونسي إلى التراب الجزائري عبر البوّابة الحدودية (الطالب العربي) بهدف اقتناء بعض السلع ومختلف المواد لإعادة بيعها في المدن التونسية كأرديف وأم العرائس والحصول على الفارق الذي يعتبر مصدر رزقهم الوحيد فالدينار التونسي تقابله 7 دنانير جزائرية والحسابة تحسب فيما يركّز (التوانسة) هذه الأيّام على اقتناء المواد الغذائية وبعض الملابس ومواد التجميل هكذا يتحايلون على تعليمة الجمارك الجزائرية وجّهت مصالح الجمارك مؤخّرا تعليمة إلى كافّة المعابر الحدودية التي تفصل الجزائر مع تونس تتضمّن شروطا مالية على التونسيين الذين يقصدون الولاياتالجزائرية للتبضّع واقتناء مختلف السلع تتضمّن التعليمة شرط قيام المواطن التونسي الذي يقصد الجزائر بتغيير العملة الصعبة في البنوك الجزائرية واستظهار الوثيقة لدى مصالح الجمارك عند مغادرته التراب الوطني وإلاّ فإن سلعته تتعرّض للحجز كما منعت عنهم التعامل بالدينار التونسي في الأسواق الفوضوية للعملة في المناطق الحدودية وجاءت هذه التعليمة بعد تزايد توافد التونسيين على الأسواق الجزائرية خاصّة في المناطق الحدودية كالوادي وتبسة وسوق أهراس أين يستثمر التونسيون فارق العملة بين البلدين ويقصدون الأسواق الجزائرية القريبة لشراء مختلف حاجياتهم لكن مصادرنا فضحت طرقا تونسية للتحايل على تعليمة الجمارك الجزائرية أين أبرزت أن التوافد الدائم للتونسيين على أسواق الشرق الجزائريكالعلمةوعنابة فتح الشهية للوكالات السياحية التونسية التي تراجع نشاطها مع السياح الأجانب بسبب الوضع الأمني في تونس فقرّرت ولوج هذا العالم بتنظيم رحلات دورية بالحافلات عبر خطّ مباشر يربط العلمةعنابةوالواديبتونس العاصمة ومدن جنوبية وغربية أخرى وهي رحلات تبدو ظاهريا أنها سياحية وفق ما يكتب على اللاّفتة التي تعلق في الحافلة (لكن الهدف منها تجاري بحت) تقول نفس المصادر فالحافلات أصبحت تتوافد بأعداد هائلة من تونس وتتوجّه مباشرة إلى الفنادق الموجودة في المنطقة على قلّتها والتي أصبح لها برنامج خاص مع التونسيين ومواعيد مجيئهم ورحيلهم معلومة والكلّ يستفيد من هذه الحركة التي شجّعت في نفس الوقت عملية بناء مراقد جديدة لاستيعاب التجّار التونسيين وغيرهم