بعد ضغوطات أمريكية-صهيونية فرنسا تتراجع عن مشروع السلام الفلسطيني قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس الثلاثاء إن فرنسا تراجعت عن فكرة تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية مرجعا ذلك إلى ضغوط أمريكية وصهيونية. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها المالكي لإذاعة صوت فلسطين (رسمية) أمس الثلاثاء وأضاف: (تبيّن بوضوح أن فكرة التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي لم تعد الفكرة السائدة لدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وقد استبدلت بفكرة تشكيل لجنة دعم تساند المفاوضات في حال بدأت من جديد). وتابع المالكي: (لقد برّرت فرنسا الخطوة التي اتّخذتها بأنها تريد انتظار توفّر المعطيات بمجلس الأمن لصالح المشروع وبتوافق كافّة الفرقاء بما فيهم الولايات المتّحدة) مشيرا إلى أن التراجع الفرنسي (جاء نتيجة لضغوط صهيونية وأمريكية كبيرة نجحت في إحباط المشروع الفرنسي) ومضى بقوله: (أمامنا الآن نيوزلندا تقول إن لديها أفكارا في حال تراجعت أو فشلت الفكرة الفرنسية) مشيرا إلى أن نيوزلندا تترأس مجلس الأمن وأن الجانب الفلسطيني سيتواصل مع خارجية نيوزلندا للتباحث في الموضوع دون أن يبيّن طبيعة تلك الأفكار التي تحدث عنها. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس زار كلاّ من فلسطين والأراضي المحتلّة والأردن ومصر جوان الماضي وأجرى لقاءات ونقاشات مع أصحاب القرار فيها وقال في مؤتمر صحفي عقده في رام اللّه عقب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن أفكاره المتعلّقة بتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن (لاقت ترحيبا ودعما فلسطينيا). ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الرئيس عباس عقب لقائه بفابيوس الشهر الماضي أنه (يدعّم أفكار فرنسا لتقديم مشروع يقضي بإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني محدّد) مشيرة إلى أن عباس وجد بالأفكار الفرنسية تطابقا مع الرؤيا الفلسطينية المتمسّكة بحقّ إقامة الدولة الفلسطينية على الحدود المحتلّة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق خطة زمنية محددّة. وأعلنت فرنسا على لسان فابيوس نهاية مارس الماضي أنها ستسعى مجدّدا لإصدار قرار من مجلس الأمن يحدّد أطر اتّفاق بين الاحتلال والفلسطينيين رغم معارضة الصهاينة وتحفّظات الولايات المتّحدة.