خشية وقوع الطلبة في قبضة الطائفية والأفكار الداعشية -- تماشيا مع الإجراءات التي اتّخذتها السلطات الجزائرية لمكافحة ظاهرة التطرّف في كلّ من المساجد وسائل الإعلام والفضاءات الالكترونية جاء الدور هذه المرّة على الجامعات والمعاهد أين كلّفت الحكومة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتشكيل لجان عليا لتفعيل خطّة (طارئة) لمواجهة الدعاية (المتطرّفة) التي باتت تستهدف الطلبة الجزائريين أكثر من أيّ وقت مضى خصوصا في ظلّ تنامي قدرات الجماعات الإرهابية على غرار (داعش) في الحشد والتجنيد. علمت (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة بأن الحكومة تكون قد كلّفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتشكيل لجان عليا في الجامعات والمعاهد والمدارس العليا لتفعيل خطّة (طارئة) لمواجهة الدعاية (المتطرّفة) التي باتت تستهدف الطلبة الجزائريين وذلك في أوّل برنامج ميداني لمحاصرة مخاطر وتحدّيات الأفكار المتطرفة والإرهابية التي تهدّد أمن المجتمع. وتهدف هذه اللّجان التي ستشكّل في كلّ الجامعات والمعاهد والمدارس العليا عبر الوطن إلى تشجيع الحوار البنّاء المبني على الاعتدال والوسطية في مناقشة الآراء والأفكار المتباينة لحماية الطلاّب والطالبات من مخاطر الأفكار المتطرّفة والتوجّهات المنحرفة والبدء في تنفيذ برامج وقائية نوعية والمحافظة على اللحمة الوطنية فضلا عن ترسيخ الانتماء الوطني لدى كافّة أطياف المجتمع لقطع الطريق على التيّارات المتطرّفة في توظيف التعدّدية الثقافية والعرقية في تجنيد الشباب حسب ما أكّدته مصادرنا. وأبانت ذات المصادر أن الخطّة الجديدة ترتكز على ضرورة الاستثمار الأمثل للمنظّمات الطلاّبية والفعاليات الجامعية في هذه المرحلة الحرجة لتحقيق أهداف هذه الخطّة وعقد ورش عمل مع بداية السنة الجامعية تشارك فيها الإدارات وفعاليات المجتمع المدني وذوي الاختصاص لإعداد خطّة قابلة للتنفيذ وتكون مادتها موحّدة ومحقّقة للأهداف المنشودة وتمنع الاجتهادات الفردية مع أهمّية تضمين الخطّة بعض الجوانب التدريبية المتعلّقة بتنمية المهارات السلوكية والفكرية للطلاّب والطالبات إضافة إلى ترسيخ قيمة المواطنة وتوظيف الجانب التقني والإعلامي لنشر قيم التسامح والتعايش السلمي والحوار. يذكر أن الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل أكّد على ضرورة تكاثف جهود الجامعة الجزائرية لمحاربة كلّ أنواع التطرّف وخصّ بالذكر التطرّف الديني الذي أصبح هاجسا لخلق الفوضى واللاّ أمان ليصرّح مؤخّرا مخاطبا وزير التعليم العالي الطاهر حجّار وعميد كلّية الحقوق: (ديننا الإسلام لكننا ضد التطرّف لا للتطرّف الديني) لافتا إلى أن السلطات الجزائرية تتوفّر على كلّ المعطيات حول (كلّ من اختاروا تيّارات متطرّفة) مثل الشيعة وكشف وجود تنسيق بين مصالح ووزارة التعليم العالي لمواجهة تسلّل التيّارات الإسلاموية المتطرّفة الأجنبية عبر الجامعات وأكّد أن (الجزائر تمكّنت بمساعدة الأئمة والمساجد من الدفاع عن مرجعها الديني الوطني). هذا وصارت المساجد هي أيضا منذ أسابيع بموجب خطّة حكومية أمنية غير معلنة تحت رقابة مصالح الأمن ومحلّ تقارير ترفع تباعا إلى السلطات العليا في البلاد حول حركة وطبيعة الخطاب المسجدي بعدما بات مصدرا للقلق لا سيّما أمام الانتشار اللاّفت للعديد من التيّارات والأفكار الدينية المتطرّفة والغريبة باعتراف وزير الشؤون الدينية نفسه محمد عيسى بوجود حملات لسلفنة المساجد وتشييعها وإطلاق أفكار لم يعهدها الشعب الجزائري هذه الأفكار التي تحاربها السلطات كذلك عبر وسائل الإعلام أين حذّر وزير الاتّصال حميد فرين مؤخّرا الصحافة الوطنية من الترويج لخطابات التطرّف والعنف. من جانب آخر تتابع مصالح الأمن باهتمام كبير نشاط الشبكات النائمة للتنظيمات المتطرّفة والإرهابية على غرار (داعش) ميدانيا وعلى الفضاءات الالكترونية التي تستهدف الشباب الجزائري وتمكّنت بفعل العمل الميداني والاستخباراتي من تفكيك العديد منها ومنعت التحاق جزائريين كانوا في مرحلة غسل الأدمغة أو في طريق الانضمام إلى صفوف هذا التنظيم الإرهابي الهمجي.