مساجد اكتظت بالمصلين وأجواء مميزة صنعها الأطفال عبر الشوارع ودعت الأمة الإسلامية شهر رمضان المعظم على أمل أن تلقاه العام المقبل ليحل علينا عيد الفطر المبارك وهو يوم من أفضل أيام الله على الإطلاق فيه يفرح المسلمين بفطرهم وبالأجواء الروحانية التي تسود فيه وعلى غرار باقي الدول الإسلامية استقبل الجزائريون عيد الفطر هذه السنة في أجواء مميزة عاشتها معظم البيوت الجزائرية. عتيقة مغوفل استقبل الجزائريون عيد الفطر المبارك في هذه السنة على غرار باقي السنوات الماضية في أبهى حلة وفي مظاهر احتفالية خاصة سادتها مظاهر التكافل الاجتماعي التي لطالما عهدناها عند الجزائريين كل عيد والتي تعكس ثقافة مجتمعنا في الاحتفال والفرح كما أنها فرصة لوصل الأرحام وإصلاح ذات البين. تكبيرات وتهليلات العيد تملأ كل الأرجاء عرفت العديد من مساجد الجزائر وفود الملايين من المصلين إليها وذلك حتى يؤدوا صلاة العيد وعلى مختلف أعمارهم في أجواء مميزة فالزائر لمساجد العاصمة يوم العيد لاحظ إقبال المصلين على المسجد ومنذ الساعات الأولى من الصباح وذلك من أجل تأدية الصلاة في الصفوف الأولى في أجواء أيمانية خاصة وما ميز صلاة العيد هذه السنة مرافقة الأطفال لأولياء أمورهم حتى يصلوا والجدير بالذكر أن معظم أئمة المساجد قد ركزوا في خطبتي العيد الحديث عن فضائل هذا اليوم المبارك وعن صلة الأرحام والتسامح كما ألح بعض الخطباء على المصلين ضرورة المواصلة التحلي بمكارم الأخلاق والالتزام بالعبادات التي كانوا عليها خلال شهر رمضان ومن بين الصور التي شدت الانتباه في مساجد العاصمة لون الأقمصة البيضاء التي كان يرتديها المصلون أضفت على المكان بهاء منقطع النظير وبعد انقضاء الصلاة تجمهر المصلون أمام أبواب المساجد من أجل تبادل تهاني العيد فيها بينهم كما أنها كانت فرصة للتسامح وإصلاح بين المتخاصمين من أبناء الحي والجيران. الأطباق التقليدية تزين طاولة الغداء تزينت معظم البيوت الجزائرية صبيحة العيد بحلة خاصة حيث اجتهدت ربات البيوت في الاستيقاظ مبكرا وذلك من أجل تنظبم البيت وتزيينه واستقبال وفود المهنئين بالعيد وقد تم تحضير موائد خاصة زينت بمختلف أنواع الحلويات التي تم إعدادها خصيصا بالمناسبة والتي كانت مرفقة بأباريق الشاي وبعض المشروبات الباردة نظرا لحرارة الجو التي عاشها العاصميون صبيحة العيد ومن بين أهم الحلويات التي زينت الموائد المقروط والتشارك اللذان لا يمكن أن يغيبان في عيد العاصميين والجدير بالذكر أن لغذاء العيد طعم خاص حيث اجتهدت الكثير من العاصميات في إعداد وجبة خاصة بالمناسبة إلا أنه وبحكم العادات والتقاليد فقد أعدت العديد من ربات البيوت طبقي الكسكسي والرشتة لغداء العيد فالمتجول في الأزقة والشوارع صبيحة العيد بالتأكيد دغدغت الرائحة أنفه والتي عادة ما تزينهما العاصميات بالقرفة أثناء التقديم في حين ومن جهة أخرى هناك بعض العائلات من فضلت إعداد الشربة والطبق الثاني مثلما كانت تفعل في رمضان كغذاء للعيد وفي بعض ولايات شرق الوطن تفننت ربات البيوت في إعداد طبق الجاري الذي قدمته مرفوقا بالجاري والسلطات الباردة. الأطفال يصنعون ديكورا جميلا عبر الشوارع وما أضفى على عيد الفطر نكهة مميزة خروج الأطفال إلى الشوارع في أبهى حلة فقد كان جميعهم يرتدون ملابس جديدة ولم يتميز في ذك الغني عن الفقير فقد كانت العديد من الفتيات يرتدين اللون الوردي المناسب خصوصا لفصل الصيف والحر في حين فقد كان العديد من الذكور يرتدون سراويل قصيرة مرفوقة بكنزات مزركشة بألوان مختلفة وقد اغتنم الكثير من الشباب فرصة العيد من أجل نصب طاولات كثيرة لبيع مختلف أنواع ألعاب الأطفال لأن هذا النوع من التجارة يعرف انتعاشا كبيرا خلال يومي العيد لأن الكثير من الصغار يحصلون على هبات مالية من طرف الأهل والأقارب كهدية العيد حتى يشترون كل ما يشتهونه بالمناسبة من جهة أخرى هناك فئة أخرى من الشباب من قاموا بنصب طاولات الشواء وقد أصبح هذا النوع من الأنشطة التجارية تقليدا في الجزائر خلال أيام العيد خصوصا وأن جيوب الأطفال كانت مملوءة بالقطع النقدية التي كانت كافية لإسالة لعابهم واقتناء ساندويتشات الشواء من عند هؤلاء الباعة.
زيارة القبور تقليد لا بد منه كما عرفت العديد من مقابر العاصمة يومي العيد حركة غير عادية فقد عرفت توافد العديد من الزوار عليها من أجل زيارة قبور موتاهم وتهنئتهم بالعيد مثلما يفعلون مع الأحياء تماما. وقد شهدت كل من مقبرتي (بينام) و(القطار) في ثاني أيام عيد الفطر توافد عدد كبير من العائلات وعرفا مدخلا المقبرتين ازدحاما مروريا خانقا دام لساعات طويلة فكل من فقد محبا يتذكره في هذا اليوم السعيد وذلك نظرا للفراغ الروحي والمعنوي الذي يتركه المتوفى لكن الملفت للانتباه اختلاف الناس في طرق أداء طقوس زيارة المقبرة فعلى سبيل المثال هناك عائلات تصطحب معها الماء للمقبرة بالإضافة إلى باقة من الريحان الذي يفضل الكثير من الجزائريين تزيين قبور موتاهم به كما يغتنمون فرصة تواجدهم بالمقبرة من أجل تنظيف القبر من قطع الأشواك المحيطة من حوله وغرس الريحان عوضه ولكن من العادات السيئة عند الجزائريين أثناء زيارة المقابر الجلوس على القبر والتحديق يمينا وشمالا بباقي زائري القبور من حولهم لتطلق النسوة العنان فيما بعد لتوظيف ألسنتهن في الغيبة والنميمة في مكان لايجوز فيه إلا الرحمة على الميتين أو الحديث على أمور الدنيا وهن أمام أحد أول بيوت الآخرة وهناك من الناس من يجعل هذا القبر كصالون منزلي يجتمع كل أفراد العائلة حوله وتبادل أطراف الحديث في مواضيع كثيرة وكأنهم يريدون بذلك إشراك الميت أمورهم الدنيوية.