الوزير الأوّل يؤكّد من مدريد: (الجزائر متمسّكة بحلّ سياسي لتسوية الأزمة الليبية) أكّد الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل أمس الثلاثاء بمدريد أن الجزائر متمسّكة بحلّ سياسي في ليبيا في إطار حوار شامل بين جميع الأطراف الليبية. في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة السادسة للاجتماع الجزائري-الإسباني رفيع المستوى قال السيّد سلاّل: (بلدي متمسّك بحلّ سياسي في إطار حلّ شامل بين جميع الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الإرهابية وهذا لتمكين ليبيا من الحفاظ على تلاحمها وسيادتها ووحدتها الترابية). وأضاف الوزير الأوّل أنه (من المهمّ أن يتمكّن بلدانا [الجزائر وإسبانيا] والمجموعة الدولية من العمل على أن يتمّ تنصيب حكومة وحدة وطنية [في ليبيا] في أسرع وقت كعمل حاسم لتسوية الأزمة الليبية). وفي هذا الإطار أشاد السيّد سلاّل بقوّة بالجهود التي ما فتئ يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتّحدة إلى ليبيا بيرناردينو ليون قصد التوصل إلى حلّ للأزمة التي يعيشها هذا البلد. ومن جهة أخرى أعرب السيّد سلاّل عن ارتياحه للتعاون المحرز بين الجزائر وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والتطرّف والجريمة المنظّمة العابرة للأوطان. وبخصوص مالي واتّفاق السلام والمصالحة في هذا البلد المنبثق عن مسار الجزائر والذي وقّعت عليه جميع الأطراف المالية يوم 20 جوان الماضي أوضح الوزير الأوّل أنه (يكرّس جهود الوساطة الحميدة المبذولة لتمكين هذا البلد من الخروج نهائيا من الأزمة والعودة إلى الاستقرار). من جانب آخر قال الوزير الأوّل إن الجزائر وإسبانيا تعتبران شريكين اقتصاديين (هامّين) مشيرا إلى وجود (إمكانيات هائلة) في كلا البلدين قابلة للإستغلال بشكل مشترك. وصرّح السيّد سلاّل بأنه (بفضل تسجيل حجم إجمالي للمبادلات التجارية قدّر ب 15 مليار دولار خلال السنتين الأخيرتين أضحت الجزائر وإسبانيا شريكين اقتصاديين هامّين إذ توجد بين البلدين إمكانيات هائلة قابلة للاستغلال بشكل مشترك خارج الطاقة خاصّة في القطاعات الواعدة التي شهدت تقدّما والتي هي بحاجة إلى تعزيز على غرار السكن والبناء والمنشآت القاعدية والمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة والصناعات الغذائية والسياحة). وأشار السيّد سلاّل إلى أنه تمّ تسجيل (بارتياح) أن التعاون (ما فتئ يتعزّز بشكل مرضي) من خلال تواجد (مكثف) للمؤسسات الإسبانية في مختلف القطاعات على غرار الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية والنقل والموارد المائية والمؤسّسات والصناعات الصغيرة والمتوسّطة وأردف يقول: (إننا نعرب عن ارتياحنا لتطوير ديناميكية لبعث مختلف الشراكات) مشيرا إلى ضرورة (ترقية وتشجيع هذا التوجّه من خلال تكثيف لقاءات التبادل بين المتعاملين الاقتصاديين). وأكّد السيّد سلاّل أن تنويع العلاقات بين الجزائر وإسبانيا تشهد تقدّما (في تحسّن مستمرّ) لا سيّما فيما يخص العلاقات الإنسانية وتنقّل الأشخاص والمجالين الثقافي والعلمي وأكّد: (آمل أن يسعى البلدان إلى إقامة تعاون أكثر تفتح من شأنه أن يساهم في ترقية التراث الثقافي المشترك). كما ذكر سلاّل أن الأمور تسير لصالح علاقة (قوية تعود بالفائدة على الطرفين) بين الجزائر وإسبانيا مضيفا: (يمكننا أن نؤكّد اليوم أن كلّ شيء يشجّع بلدينا على إقامة علاقة قوّية تعود بالفائدة على الطرفين بفضل الانتماء المتوسّطي والقرب الجغرافي والمصير المشترك والمعالم التاريخية المتقاسمة وخاصّة المستقبل الواعد). وفي هذا الصدد ذكّر الوزير الأوّل بالزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى إسبانيا في أكتوبر 2002 والتي توّجت بالتوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي تشكّل (ترسيخا لدفع علاقاتنا الثنائية). وعلى الصعيد السياسي أكّد السيّد سلاّل أن الزيارات الوزارية المتعدّدة التي تمّ القيام بها خلال السنتين الماضيتين تعكس (بشكل قوي جودة العلاقات والتزام البلدين المطلق بتعزيزها أكثر).