الكثير من الفتيات اللائي عانوا ويُعانون من شبح العنوسة، والذي يجعلهن مضطربات نفسيا، وحتى في مُحيطهن يُعانين التهميش حتى من اقرب الأقرباء، يجعلهنّ كلّ ذلك يتسرعنّ في اختيار أزواجهن المستقبليين، وهو الأمر، أو هو السبب الذي من أجله تُطلق مئات الفتيات سنويا. أجل، من بين أسباب الطلاق التي ارتفعت مستوياتها التسرع في الزواج، وفي اختيار الزوج المستقبلي، حيث يقبلن بأيّ خاطب يطرق الباب، حتى ينتهين من مأساة العنوسة، ورغم أن الكثيرات منهن تتوقعن ما يمكن أن تلاقينه من مصاعب ومشاكل، بل وربما تطلقن بعد سنوات وأشهر، إلا أنهن يحملن شعار أن كل شيء ارحم من العنوسة، و انه ليس لوقع المرأة المطلقة مثل وقع المرأة العانس على الآذان، منهن من ندمت على ذلك الاختيار، وأخريات، ورغم أنهن تعرضن إلى الاضطهاد ثمّ الطلاق، إلا أنهن صارحننا بان ذلك اهو من نظرة المجتمع التي كنّ يلاقينها كونهن عانسات . ومنهن سلمى، 39 سنة، والتي ارتبطت برجل منذ سنة تقريبا، ولكنها وبعد أشهر من زواجها عادت إلى بيت أهلها مطلقة، وتقول لنا أن الضغط الذي كانت تعيشه جعلها تقبل برجل يكبرها عشرين سنة، فهي كانت امرأة عانس، وكانت تعذب بشكل يومي، تقول لنا عن تلك المرحلة:" لقد كانت مرحلة تعيسة من حياتي، فكان الجميع ينظر إلى على أنني امرأة لا يرغب فيها الرجال، فصرت أقبل كل عريس يطرق بيتي لأفرّ من ذلك الجحيم، ولكن في كل مرة كان شيء ما يحدث يع طل الزواج، فجاء ذلك الشيخ لخطتي ووافقت رغم أنه كبير في السن، وله زوجة أولى وثانية وأطفال، ولكني ندمت على ذلك الزواج، فانا لم أكن بالنسبة إليه إلا نزوة عابرة تركني بعد أشهر معدودات من زواجنا، وهو الأمر الذي لم أفكر فيه، ولو علمت أن الحال ستؤول إلى الطلاق لما تزوجت أصلا ولبقيت في بيت أهلي لكان أحسن لي". ولكن الطلاق ارحم بكثير من أن تبقى المرأة عانس، هكذا قالت لنا سعاد، وهي التي مرت بتجربة لا تقل قساوة عن سلمى، حيث أنها، وهي صاحبة الخامسة والثلاثين من العمر، ارتبطت برجل لا يملك شيئا، لا مال ولا بيت ولا حتى عمل، وأغراها بحديثه المعسول عن الحب، فوافقت على الزواج به، وهي التي كانت تنتظر الفرصة لكي تتزوج وتتخلص من المأساة التي كانت تعانيها بشكل دائم، وتقول لنا:"رغم ن زواجي لم يدم أكثر من السنة، إلا أن المجتمع وللأسف ينظر إلى المرأة المطلقة أحسن مما ينظر إلى تلك المطلقة، وهو الأمر الذي حسبت حسابه حتى قبل أن أوافق على الزواج، خاص ة وأنني فقدت الزواج في زواج محترم، وفكرت في أنني قد انفصل بعد ذلك، لكن هذا لا يهم، فصحيح أنني عدت إلى بيت أهلي، و لكن بصفة أخرى، صورة المرأة التي اضطهدها زوجها، وليس التي عزف الناس على التقرب منها، والأمان يختلفان، على الأقل في نظر المجتمع الفاسد".