وسط رعب غربي من تفوق عسكري عربي ** دعا (مركز أبحاث الأمن القومي) الصهيوني إلى اعتبار السعودية هدفا استخباريا وتحسين قدرة الكيان على جمع المعلومات عنها. وفي ورقة تقدير موقف نشرها في عدد 772 من مجلة (مباط عال) التي صدرت عنه السبت الماضي حذر المركز الذي يعد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في الكيان من أن رصد ومتابعة احتياطات السعودية لمراكمة قوتها العسكرية في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى يعتبر متطلبا مهما لعدم وقوع الكيان تحت وقع المفاجآت. وأشار المركز إلى أن هناك أساسا للاعتقاد بأن الرياض ستتجه للحصول على سلاح غير تقليدي لمواجهة تبعات اعتراف العالم بمكانة إيران كدولة على حافة قدرات نووية وهذا يشكل تحديا استراتيجيا هائلا بالنسبة للكيان. وشدد المركز على أن السعودية تتعاطى بمنتهى الجدية مع التداعيات المترتبة عن التحول الذي طرأ على موقف المجتمع الدولي من إيران مشيرا إلى أن السعوديين يعيدون بناء تحالفاتهم الإقليمية ليتمكنوا من مواجهة تبعات الاتفاق مع إيران. ويقتضي تحول السعودية إلى هدف استخباري بالنسبة للكيان أن يكثف كل من جهازي الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) من جهودهما لإيجاد مصادر معلومات استخبارية شخصية وتقنية. ويذكر أن دولة الكيان عارضت بشكل واضح قيام الولاياتالمتحدة بتقديم سلاح نوعي للسعودية من أجل تقليص مخاوفها من تبعات الاتفاق مع إيران. ونقل موقع (وللا) الإخباري بتاريخ 4-7-2015 عن وزير الحرب موشيه يعلون قوله لمارتين ديمبسي رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي في زيارته الأخيرة لتل أبيب إن السلاح النوعي الذي ستحصل عليه السعودية قد يستخدم ضد الكيان في يوم من الأيام. ويذكر أن محافل صهيونية قد حذرت من توجه السعودية لشراء قنبلة نووية أو أكثر من الباكستان لتأمين بيئتها الاستراتيجية وتحسين أمنها القومي. من ناحيته قال يوزئيل جوزينسكي الباحث في مجال الأمن القومي إن السعوديين باتوا يعون أنهم مطالبون بالاعتماد على أنفسهم بعد أن بدا لهم أن الولاياتالمتحدة بصدد إعادة رسم تحالفاتها في المنطقة لتكون إيران نقطة الارتكاز الإقليمية الأمريكية الرئيسة في مواجهة الحركات الإسلامية السنية. وفي مقابلة صحفية شدد جوزينسكي على أن السعوديين باتوا مقتنعين بأن واشنطن باتت ترى في طهران (الشريك الأكثر أهمية) في مواجهة التنظيمات السنية وهذا ما يعني أن الرئيس أوباما سيُبدي استعدادا أكبر لاحترام المصالح الإيرانية في المنطقة. حملة إيرانية لطمأنة دول الخليج دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تشكيل جبهة موحدة بين دول الشرق الأوسط لمحاربة التشدد في أول جولة إقليمية له منذ توصل إيران إلى اتفاق مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي وهو الاتفاق الذي أثار مخاوف جيرانها العرب. وقال ظريف في مؤتمر صحفي في السفارة الإيرانية في الكويت (أي تهديد لدولة واحدة هو تهديد للجميع لا يمكن لأي دولة أن تحل المشاكل الإقليمية من دون مساعدة الآخرين). والتقى ظريف في وقت سابق مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الذي لم يحضر المؤتمر الصحفي. وبعد زيارته للكويت توجه ظريف إلى قطر حيث سيلتقي مع أميرها تميم بن حمد آل ثاني. ومن المقرر أن يتوجه بعد ذلك إلى العراق. وتخشى أغلب دول الخليج أن يعجل الاتفاق النووي الذي أبرم في 14 جويلية الجاري بالوفاق بين طهرانوواشنطن مما يشجع إيران على زيادة دعمها لحلفائها في الشرق الأوسط المعارضين لدول الخليج العربية. وأضاف ظريف أن (إيران تقف وراء شعوب المنطقة للقتال ضد تهديد التطرف والإرهاب والطائفية مشيرا إلى أن رسالتنا إلى الدول الإقليمية هو أننا يجب أن نحارب معا هذا التحدي المشترك). وتتهم أغلب دول الخليج العربية طهران بالتدخل في الشؤون العربية وتقديم الدعم المالي أو المسلح لحركات سياسية في دول من بينها البحرين واليمن ولبنان. وتنفي إيران الشيعية التدخل لكنها تقول إن الاتفاق النووي لن يغير من سياساتها في المنطقة. وقبل الجولة الخليجية قال ظريف في بيان نشر بموقع الوزارة على الإنترنت مساء الجمعة: (إن طهران ستواصل دعمها لحلفائها في سورياوالعراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد). ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية عن أفخم قولها إن (هذا النهج غير بناء ولن يوقف سياسة إيران لبناء الثقة من أجل التعاون مع دول المنطقة لمكافحة التطرف والإرهاب).