إنّ الجزاء من جنس العمل فمن يسّر على الناس يسّر الله عليه ومن رحم الناس رحمه الله تعالى وفي الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارحموا تُرحموا). - فعن حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن رجلاً فيمن كان قبلكم أتاه المَلَك ليقبض روحه فقيل له: هل عملت من خير؟ - قال: ما أعلم قيل له: انظر قال: ما أعلم شيئاً إلا أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم فأنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة). - فهذا الموقف يُظهر للمؤمنين سِعة فضل الله تعالى وواسع رحمته فى جبر حال العباد بين يديه وقبوله للأعمال التي قد نراها يسيرة ويُعظم ثوابها وهذا كرم من الله تعالى وواسع فضله. - كما أنه يُظهر أن المؤمن ينبغى ألا يكون خالياً عن باب من أبواب الخير يتقرّب به إلى ربه. - ولكل عبد باب يسّره الله تعالى فلأهل المال باب الصدقة والإحسان إلى الفقراء. - وباب العلماء: إشاعة العلم بين الناس ابتغاء مرضاة الله. - وباب الفقراء ومن تقدمت بهم السن: ذكر الله تعالى. - وباب الشباب: السعي الجاد فى تحصيل العلم أو الجهاد في سبيل الله. - حتى الخادم والعبد بابه مع الله إخلاصه في خدمة سيده وفي رعاية ماله لأن ذلك يجعل له عند الله تعالى مثل أجر سيده مرتين. - والزوجة إذا أخلصت في تربية أبنائها ورعاية زوجها وأسرتها كان لها مثل أجر زوجها فيما كان يصنع من جهاد أو صدقة. - وهذا الموقف يُظهر لنا فضل التسامح ورعاية ظروف المُعسرين وحُسن المعاملة فى البيع والشراء وفي ذلك يقول النبى (صلى الله عليه وسلم) (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قضى سمحاً إذا اقتضى).