بين مؤيد ومعارض للفكرة المرأة الكلوندستان تفرض نفسها في شوارع العاصمة رفعت المرأة الجزائرية التحدي خلال السنوات الأخيرة في وجه المجتمع كاسرة بذلك كل القيود التي فرضت عليها من طرف الرجل في وقت مضى فقد خاضت جميع مجالات الحياة العملية فبعد الشرطية والد ركية والميكانيكية اختارت لنفسها مجالا آخر فهي اليوم تختار لنفسها مهنة سائقة كلوندستان بعد أن كانت سائقة سيارة أجرة. عتيقة مغوفل قامت (أخبار اليوم) بالتنقل من باب الوادي إلى ساحة أودان لكن لم نتمكن من توقيف سيارة أجرة فحاولنا أن نوقف أحد الكلوندستانات الذين يعملون في ذاك الخط بطريقة غير شرعية عسانا نكسب بعض الوقت فرصدنا عددا هائلا من سائقي الكلوندستان الذين يقلون الركاب من ساحة إلى أخرى وبنفس ثمن سائق سيارة الأجرة الجماعية 20دج لراكب الواحد لكن الغريب في الأمر والذي شد انتباهنا امرأة كلوندستان تنافس الرجال على الزبائن فانتابنا الفضول لمعرفتها تدافعنا مع الركاب حتى تحصلنا على المقعد الأمامي في سيارتها. من طاهية في الأعراس إلى كلوندستان السيدة فضيلة تبلغ من العمر46سنة متزوجة وأم لثلاثة أبناء زوجها عامل بسيط في بلدية الرايس حميدو وحتى تساعده في تكبد المحن والويلات قررت الخروج للعمل وأول تجربة عملية خاضتها في حياتها كانت العمل كمنسقة أسطوانات في الأعراس(ديسك جوكي) بالإضافة إلى طاهية في مأدوبات العشاء الخاصة بالأفراح جمعت مبلغا من المال واشترت في بادئ الأمر سيارة من نوع (r4) وبدأت تعمل كلوندستان في الخط الرابط بين الرايس حميدو وكوسيدار بأعالي بلدية الرايس حميدو سعر التوصيل 50 دج للراكب الواحد وقد أكدت أنها كانت تجني مايقارب4000دج يوميا وهو الأمر الذي ساعدها على جمع مبلغ جيد من المال لتقوم بعدها بتغيير السيارة القديمة (r4) بأخرى جديدة (تويوتا ياريس) كما غيرت خط عملها وأصبحت تعمل بالخط الرابط بين باب الوادي وساحة أول ماي بالإضافة إلى هذا فإنها تختار زبائنها فمعظمهم نساء أو رجال من كبار السن أما عن دخلها اليومي فيقدر ب 1500دج تقريبا وهو الأمر الذي دفعها إلى التفكير في شراء حافلة صغيرة تعمل بها في الخط الرابط بين عين بنيان والتافورة فسألناها هل ستكون السائقة فتبسمت قائلة (كي يزيد نسميواه بوزيد) أما عن نظرة المجتمع إليها باعتبارها امرأة كلوندستان فقد ردت لينا أنها تعمل بشرف وتجني مالا حلالا خير لها من أن تجني مالا حراما وبطرق أخرى لذلك فإن فضيلة لا تبالي برأي الآخرين فيها فثقتها في نفسها أكبر من كل شيء بالنسبة لها. عاملة بريد في الصباح وكلوندستان في المساء الآنسة سعاد هي الأخرى سائقة كلوندستان في ربيعها 38 تعمل في مكتب البريد بباب الوادي تقربنا منها بتخوف في بداية الأمر لأنها امرأة مسترجلة فالناظر إليها في الوهلة الأولى يوحى إليه أنها امرأة صعبة المزاج والكلام معها من سابع المستحيلات لكنها في حقيقة الأمر غير ذلك تماما فهي بشوشة وخفيفة الظل والروح ركبنا معها على أساس أننا زبائن وستقلنا من باب الوادي إلى ساحة أودان جلسنا في المقعد الأمامي وفي الخلفي يوجد ثلاثة رجال سيارتها صغيرة الحجم من نوع (ماروتي) زرقاء اللون تعمل سعاد في مكتب البريد بنظام الورديات فيوم تعمل في وردية الصباح من 8 صباحا إلى غاية 1 زوالا تعمل كلوندستان في الفترة المسائية والعكس صحيح. بدأت سعاد هذه المهنة منذ أن اشترت سيارتها سنة 2008 حتى تتمكن من سد ديونها لأنها اشتريها بالتقسيط لكنها تعودت على الأمر فقد أصبحت تجني المال بكثرة فقد ساهمت وبقسط كبير في مصاريف زواج أخيها الأصغر أما عن زبائنها فهي تعمل مع أناس تعرفهم خصوصا أبناء حيها بالإضافة إلى هذا فهي تجني حوالي 2000دج يوميا. ..اختارت المهنة حتى تساعد زوجها في بناء المنزل السيدة غنية تبلغ من العمر 42 عاما متزوجة وأم لبنتين تقطن بزرالدة تملك سيارة من نوع لوقان داسيا تعمل كلوندستان ولكنها تختلف عن سابقتيها فهي تعمل فقط مع النساء اللواتي يحتجن سائقا عفوا سائقة من أجل الذهاب إلى الأعراس أو الحمام أو الزيارات الخاصة ففي شهر رمضان مثلا كانت تعمل معهن في السهرات فقد جنت ما يقارب 30 ألف دج اختارت هذه الحرفة حتى تساعد زوجها في مصاريف البناء فهما بصدد بناء بيت جديد.
.. وللرجال رأي في الموضوع أردنا أن نعرف كيف ينظر الشارع إلى هذه النسوة فسألنا بلقاسم شاب في 27سنة فأجابنا (الله يعاونهم هذو هما الفحلات) فهذا النوع من النسوة لا يوجدن إلا في الجزائر هن اللائي يقفن مع الرجل في الشدة والمحن وقد عبر عن رأيه قائلا: (تكسب قوتها بعرق جبينها وبالحلال خير من ما تكسب بطرق تغضب ربي). لكن هناك صنف آخر من الرجال لا يقبلون أن تمارس النسوة مثل هذه الوظائف وهو ما عبر عنه عمي علي الذي كان له رأي أخر فبالنسبة له المرأة الحقيقية هي تلك التي تبقى في بيتها وترضى بالقليل الذي يجنيه زوجها لأن القناعة كنز لا يفنى فالأولى لها بالنسبة له أن تبقى في بيتها أوقر لها من أن تكون كلوندستان. ولكن ورغم اختلاف الآراء في الموضوع إلا أنه تبقى وراء كل رجل عظيم امرأة.