تجهل الكثير من النسوة خطوات تحضير الأب لممارسة أبوته بطريقة سليمة إلا أن بعض المختصين في التربية والأمومة أوجدوا بعض الطرق السديدة في الوصول إلى ذلك المنال سنذكرها تباعا. فقبل ولادة طفل تحدثي مع زوجك عن الدور الذي تتوقعينه منه في حياة ولده لاسيما وأن مع ميلاد أول طفل يصاب الأب برهبة من المسؤولية الجديدة شجعيه أنت بأسلوب ناعم وساعديه في معرفة دوره فهو لم يكن أباً من قبل. ربما يمارس الأب دوره بشكل مختلف حسبما يراه هو تقبلي طريقته الخاصة دون تذمر فمثلاً إذا أحسست أنه يحمل الطفل بشيء من العنف لا تنتقديه طالما أنه لا يؤلم الطفل ولن يؤدي إلى الإضرار به ولا تكرري عبارات مثل ((أنت لا فائدة منك)) أو ((إنك دائماً تكرر هذا الخطأ)) فهذه العبارات تستفزه وتجعله ييأس من ممارسة دوره ويصيبه بالإحباط. عند دخوله إلى المنزل لا تبادريه بمشاكل الطفل بل اختاري الوقت المناسب ليكون على استعداد لمشاركتك الحديث والمناقشة واسألي نفسك وأجيبي بصراحة: هل تشعرين أن الطفل ابنكما معاً ؟ أم أنك أكثر ملكية له ؟! فيجب أن تكوني مقتنعة داخلياً أن ابنك هو ابنه أيضاً وله الحق نفسه في تربيته بأسلوبه الخاص تعمدي الخروج من المنزل فترة وترك الطفل مع الأب وحدهما فتلك الخطوة تكسب الأب الثقة في قدرته على تحمل مسؤولية تربية ولده. محيط عائلي سعيد يجب أن تسعى الأم دوما إلى إرضاء الطرفين معا دون تضييع حقوق الابن أو الزوج وأن تكون مرحة بممارسة بعض الألعاب مع الزوج والطفل واللهو سوياً فذلك يضفي جواً من الألفة والمتعة بالإضافة إلى أهميته لإزالة توتر الأب من مسؤولياته الجديدة. وعلى الأم تنمية صداقتها وحبها لزوجها وإعطائه فرصة للشعور فتلك الخطوة لها الأثر الكبير في اندماجه في دوره الأبوي عندما يذكرك زوجك بأمر ما يجب أن تقومي به لاتقولي: حسناً سوف أفعله بل اطلبي منه العون حتى يشعر باحتياجك الدائم له في كل ما يخص الطفل كوني صبورة مع زوجك فمسؤولية الأبناء ليست بالأمر الهين على الأب فلا تسخري منه إذا أخطأ بل اجعلي الأمر يبدو كمزحة لتضحكا عليها سوياً . واثبتت الدراسات أن المستوى العاطفي للطفل يرتفع عندما يشترك الأب والأم في الاهتمام به لكن لا تدعي اهتمامك بطفلك ينسيك اهتمامك بوالده حتى لا تتحول علاقتهما إلى نوع من الغيرة. (الزوج أول من يعلم) فالتزمي أيتها الأم بهذه المقولة ليكون الأب على علم بكل ما يخص الطفل وما يجري في المنزل واتركي لزوجك فرصة ليقضي وقتاً خاصاً به خارج المنزل مع أصدقائه أو في ممارسة بعض هواياته حتى يستطيع الاستمرار في أداء دوره بكفاءة أخيراً عزيزتي الأم .. عزيزي الأب .. لا تنسيا أن تعيشا بعض الوقت بعيداً عن شخصية الأب والأم بل عيشا نفسيكما.