يا بحرُ لا تُغرقِ الطفلَ الذي هربا وارحمْ أخاه وأمّاً تشتكي وأبا رفقاً بهم أيُّها البحرُ العميقُ فقد فَرُّوا من الشامِ لمّا أبصروا اللهبا خافوا على العِرضِ والأرواحِ فالتحفوا ليلاً بهيماً أبَى أنْ يُظْهِرَ الشُّهُبا أتوك يا بحرُ والأهوالُ عاصفةٌ فارفقْ بهم إنهم قد أصبحوا غُرَبا رأوك أرحمَ من أبناءِ جِلدَتهم واستأمنوك فلا تقطعْ بهم سببا يا بحرُ كنْ مركباً سهلاً فقد ركبوا إليكَ من طُرُقِ الأهوالِ ما صَعُبا رأوكَ أرحمَ منّا بعد أن وجدوا منّا التخاذلَ والتّسويفَ والكذبا حتى هديرُكَ والأمواجُ صاخبةٌ رأوه أرحم ممّن جار واغتصبا يا بحرُ رفقاً بهم حتى يكون لهم نصرٌ من الله يمحو الهَمَّ والتّعَبا نظم: عبدالرحمن صالح العشماوي