أوضاع كارثية ومصير مجهول يحاصر الآلاف أنقذوا الروهينغا! تتكالب الطبيعة والنّظام الطائفي والعنصري في (بورما) ميانمار على المسلمين الروهينغا في إقليم أراكان فبعد حملة تطهير ممنهجة لوجودهم في البلاد تأتي الفيضانات لتقضي على ما تبقّى لهؤلاء من أشباه منازل تساعدهم على البقاء في أرضهم فتكتمل فصول معاناتهم التي يواجهون فيها وحيدين حكومة طائفية و(إخوّة في الوطن) يحقدون عليهم إضافة إلى جيران يرفضون استقبالهم وكلّ ذلك وسط صمت دولي وعربي مريب. تروي الصور القادمة من إقليم أراكان قصّة معاناة قاسية لهؤلاء الفقراء الذين لا حول ولا قوّة لهم وسط بحر من البوذيين الذين ينكّلون بهم ويحرّقونهم أحياء ويمارسون في حقّهم إجراءات لا تمتّ إلي الإنسانية بصلة وكان آخرها إجبارهم على استلام البطاقات الخضراء التي تنصّ على أنهم دخلاء وليسوا مواطنين من ميانمار. وخلص تقرير ل (مبادرة أبحاث سايري) -حثّ المجتمع الدولي (اليونيسيف) ومنظّمة الصحّة العالمية على اتّخاذ إجراءات فورية بشأنه- إلى أنه (نتيجة للاعتداءات المروّعة والبغيضة التي ارتكبتها جماعات الشغب في إقليم أراكان فإن حوالي 178 ألف طفل من الروهينغا عرضة للتشوّهات العقلية والجسدية). * بين قسوة الطبيعة ونار الطائفية أعلنت حكومة ميانمار حالة الطوارئ في عدد من الولايات والبلدات التي غمرتها الفيضانات جرّاء أمطار موسمية غزيرة استمرّت لأسابيع حيث تعرّض غرب البلاد لإعصار كومين ومن بين المناطق المتضرّرة ولايتا (تشين) و)أراكان) التي تقطنها أقلّية الروهينغا. ونقل ناشطون من الروهينغا على حساباتهم على موقع (تويتر) أخبارا وصورا مروّعة عن الحالة التي آلت إليها أوضاعهم وطالبوا بإغاثتهم وإنقاذهم من الغرق خصوصا وأن إعلاميين في ميانمار وصفوا الفيضانات والعواصف التي دمّرت البلاد وأهلكت العباد ب (غير المسبوقة). ويغرّد حساب (أخبار بورما وأراكان) على وسم: (أنقذوا الروهينغا من الغرق) إنه (تضرّر أكثر من ألف وسبعمئة من الفيضانات الأخيرة في أراكان ولا توجد أيّ مساعدات) وفي تغريدة ثانية أرفقها بصور غرق مساحات واسعة من الأراضي والمنازل أن (هذا حالهم وينتظرون إغاثة عاجلة من الحكومات والشعوب والمنظّمات الإنسانية أغيثوهم عاجلا فإنهم في العراء مشرّدون دون أيّ اهتمام من الحكومة البورمية). ويقدّر حساب (نبضات أراكانية) عدد المفقودين جرّاء الفيضانات (بأكثر من 2500 شخص في شرق أراكان فقط). وفي إشارة إلى عنصرية وطائفية البوذيين وحكومة ميانمار يغرّد حساب (أمونة الأركانية) أن هناك سؤالا يسأل قبل إنقاذ الإنسان والحيوان (هل أنت بوذي؟ سؤال يطرح عليك قبل إنقاذك أنت في دائرة إنقاذنا ما دمت على ملّتنا). ويتابع في تغريدة ثانية: (الحكومة البورمية تقدّم مساعداتها للمتضرّرين البوذيين دونا عن الروهينغا). * تخاذل العالم تضامن عشرات المغرّدين مع الكارثة التي لحقت بهؤلاء المنكوبين أصلا ويغرّد حساب (koookle21211) أن (هناك أمر يبعث إلى الريبة: لماذا كلّ العالم متخاذل عن مسلمي الروهينغا؟ لو كانت الفيضانات في أيّ دولة من الدول لتسابقوا لنجدتهم) وفي صرخة للعالم يغرّد: (يا ملوك العالم يا وزراء يا نوّاب يا علماء يا أيّتها المنظّمات الإغاثية ما هذا التخاذل عن شعب الروهينغا في بورما؟). وفي السياق يغرّد حساب (MORENAMAROC) أن (غضب الطبيعة والحقد الطائفي + حكومة تجمع التبرّعات للروهينغا وتوزّعها الانتخابات). ويقدّم حساب (أبو حاتم اليافعي) اعتذاره للروهينغا ويغرّد: (عذرا أراكان فنحن مشغولون بتكفير بعضنا وقتل بعضنا البعض). ويرى المغرد السعودي (حمود يحيى الدرعان) أن الروهينغا (غرقوا في تخاذل العالم قبل غرقهم في الفيضانات اللّه يرحمهم ويرفع عنهم يا ربّ). وتعبّر تغريدة السعودي إبراهيم البرادي عن واقع من تركوا وحيدين يواجهون الموت (بكوا حتى بحت أصواتهم وصرخوا حتى تفجرت أوداجهم رأينا دماءهم وشممنا رائحة حريق أجسادهم يا ويح من يقدر ويغفل عنهم).