ليست السيارة، أو لم تعد عند البعض وسيلة لنقل الأشخاص فقط، ولكنهم حوّلوها إلى وسيلة للترفيه، فراحوا يزودونها بتجهيزات إلكترونية حديثة، بل إنهم يبالغون في ذلك أحيانا، حتى تحوّلت بعضها أحيانا إلى ديسك جوكي يسير على أربع عجلات· كلّ الشبان ممن يملكون سيارات، يعشقون كلّ ما يبهر من وسائل تكنولوجية، فيحاولون أن يُزوّدوا سياراتهم بها، ويبالغون أحيانا في ذلك، ومن بين ما يجلب اهتمامهم أكثر شيء مكبرات الصوت، والتي يصلونها بأجهزة الراديو فتتحول إلى ديجي حقيقي، وللاقتراب من بعض الأشخاص الذين يتهافتون على هذه الأجهزة، اتجهنا إلى محمد، 32 سنة، والذي يملك محلا خصّصه لمكبرات الصوت، بعد أن كان يبيع الأجهزة الموسيقية على اختلاف أشكالها، يقول لنا عن الأمر: قررت أن أختص في بيع وتركيب مكبرات الصوت، والتي يزداد الإقبال عليها، خاصّة من طرف فئة الشباب، والذين لا يتوانون عن شراء المكبرات حتى تلك التي من خارج الوطن، والتي يُكلف شراؤها وتركيبها أموالا كثيرة تصل إلى الخمسة عشرة مليونا، وربما أكثر بكثير، طبعا على حسب النوع، والحجم وعمّا إذا كان يعتبر هذه المكبرات خطيرة، يقول محمد: فعلا قد تكون هذه المكبرات خطيرة على السائق إذا أساء استعمالها أو إذا رفع من صوت الراديو كثيرا فلا يسمع منبهات باقي السيارات على الطريق السريع، أما إذا فعل ذلك في المدينة، ففي ذلك إزعاج للمواطنين، وخطر على سلامتهم كذلك، وأنا أنصح الكثيرين ممن يقدمون على ذلك أن يكونوا حذرين في الطريق، فتلك المكبرات يمكن أن تتسبب في جعلهم لا يُركزون في السير· أمّا إسماعيل فواحد من بين الأشخاص الذين جهز سيارته بمكبرات صوت أربعة كبيرة الحجم، يقول عن الموضوع: لا روح للسيارة بلا مذياع، ولابد أن يكون هذا المذياع مرفوقا بمكبرات صوت تكون قويّة، وبالنسبة لي فإنني أستعمل الطريق السريع بشكل مستمر، وفي الطريق لا أجد من شيء أتلهى به، وينسيني المسافة إلاّ الموسيقى التي أستمع إليها، والتي تجعلني، وبالعكس مما يقولون، لا أنشغل عن الطريق بل أركز أكثر، ولا أشعر بحاجة إلى النوم كذلك· لكن هناك آخرين لا يكتفون بمكبرات الصوت تلك، بل إنهم يضيفون أجهزة أخرى، فيحوّلون السيارة إلى صالون، إذا يشترون أجهزة دي في دي ويركِّبونها، مثل سوسن، والتي بدورها تعشق، كما تقول لنا، السيارات خاصّة تلك المجهزة، ليست بمكبرات الصوت فقط، ولكن بمختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة، ورغم أنها غير قادرة على شراء سيارة تكون مجهزة بكل تلك الوسائل، إلاّ أنّها سعت إلى أن تحوّل سيارتها البسيطة إلى سيارة فاخرة، فاشترت جهاز دي في دي كبير، ومكبِّرات صوت وجهاز موسيقى من الطراز الرفيع، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لتلك التجهيزات حوالي نصف سعر السيّارة·