شرطي سابق ومصرّح جمركي في قفص الاتّهام تأجيل الفصل في فضيحة سرقة حاوية بميناء العاصمة أجّلت قاضية محكمة الجنح بمحكمة (سيدي امحمد) في العاصمة أمس النّظر في ملف الفضيحة التي اهتزّت على وقعها مؤسّسة ميناء الجزائر المتعلّق بتهريب حاوية ذات 40 قدما تحتوي على 1800 طاولة وأجهزة إعلام آلي لتجهيز المكاتب وعدد معتبر من آلات حاسبة للكشف عن النقود المزوّرة استوردتها شركة نقل معروفة باسم (ديجي سبيد تكنولوجي) من إيطاليا قبل أن تختفي الحاوية وتظهر في مدينة شلغوم العيد بعد تزوير وصل الشحن والفاتورة وهذا إلى تاريخ 16 سبتمبر الجاري بطلب من الدفاع. ملف الفضيحة التي جرى التحقيق فيها شهر جويلية المنصرم في الغرفة 14 بمحكمة (سيدي امحمد) انطلقت وقائعه بتاريخ 8 ديسمبر 2014 عندما أطاحت التحقيقات الأمنية بعصابة خطيرة تزعّمها شرطي سابق بميناء العاصمة ومصرّح جمركي وإلى جانبهم أعوان في الأمن الداخلي وموظّفون بالمؤسّسة وجّهت لهم تهم ثقيلة تتعلّق بتكوين جماعة أشرار التزوير واستعمال المزوّر والسرقة حيث أسفرت التحقيقات الأمنية عن تواطؤ بين الموظّفين بعد أن استعمل ختم وكيل عبور على وصل شحن الحاوية المهرّبة والتي حجزت من قِبل مصالح الدرك الوطني لشلغوم العيد وبناء على التجاوزات الحاصلة أمر حينها الجهات القضائية بإيداع كلّ من الشرطي والمصرّح الجمركي الحبس بالمؤسّسة العقابية بالحرّاش. وجاءت الشكوى عقب اختفاء الحاوية من على الرصيف المتواجد خارج حظيرة الميناء والتي تمّ تهريبها عن طريق وصل شحن مزوّر كان بحوزة المنقّط المدعو (ب.خ) الذي استعان بشاحنة مسبوقة في تهريب الحاوية بمساعدة مع أعوان الأمن الداخلي التابعين للمؤسّسة ومراقب ورئيس الفوج في حين تولّى المنقّط إصدار أمر لسائق الرّافعات برفع الحاوية ووضعها على متن شاحنة لنقل البضائع لا سيّما أن عملية إفراغ الباخرة التجارية كان بتاريخ 18 نوفمبر 2014 غير أن الأمر انكشف حين قصد وكيل عبور (باب الريان) مديرية الحاويات قصد تحديد تاريخ فحص الحاوية الذي برمج بعد شهر من وصول الحاوية التي اختفت في ظروف غامضة. من جهته صرّح أحد المتّهمين بأن عملية رفع الحاوية تمّت بحضور المصرّح الجمركي المدعو (ص.ق) الذي سلّم وصل شحن مزوّر يحمل تأشيرته في إطار القيام بإجراءات الفوترة في حين أكّد سائق شاحنة المدعو (أ.ت) أنه تلقّى اتّصالا من الوسيط المدعو (ب.ب) من أجل نقل البضاعة من ميناء الجزائر حيث استلم رقم وكيل عبور للتنسيق معه. وفي اليوم الموالي أكّد المشتبه فيه أنه أثناء دخوله إلى الميناء تقدّم إليه شخص وسلّمه وصل الدخول صادر عن مؤسّسة ميناء الجزائر يحمل في طيّاته رقم الحاوية ورقم تسجيل الشاحنة ليقترب منه وكيل عبور المكلّف بالإجراءات فتمّت عملية شحن الحاوية أين تمّ تهريبها إلى حظيرة الكاليتوس المسيّرة من طرف المدعو (جمال) غير أن إفراغ السلعة في حاوية أخرى المستأجرة من عند صاحب الحظيرة دام 3 أيّام ومن ثَمّ توزيعها على شاحنتين لأخذها إلى ولاية سطيف ليتمّ توقيفهم في مدخل مدينة قسنطينة من طرف مصالح الدرك الوطني ليضيف أنه لا علاقة له بالحاوية وأن مستوردها الشرطي السابق المدعو (م.ن) وخاصّة بالمصرّح الجمركي هذا الأخير متعوّد على دخول الميناء للقيام بإجراءات الاستيراد عند وصول الحاوية.