التحقيقات شملت 10 مشتبه فيهم منهم أعوان أمن داخلي بالميناء استلم قاضي التحقيق الغرفة 14 لدى محكمة سيدي امحمد، منذ حوالي شهرين، ملفا يتعلق بسرقة حاوية ذات 40 قدما، من مؤسسة ميناء الجزائر تحتوي على مكاتب وأجهزة إعلام آلي مستوردة باسم الشركة «ديجي سبيد تكنولوجي» من مالطا، تم إخراجها من الميناء بواسطة وصل شحن مزور والعمل على نقلها خلسة لحظيرة الحاويات بمنطقة الجمهورية بالكاليتوس، ومنها تحويلها إلى مدينة شلغوم العيد بتواطؤ كل من شرطي سابق بالميناء ومصرح جمركي وموظفي بالميناء وأعون الأمن الداخلي التابعين للمؤسسة.فضح أمر العصابة الذي يزيد عددها عن 10 أشخاص على رأسهم شرطي سابق بالميناء سبق أن تورط في مثل هذه الأفعال، ومصرح جمركي سابق استعمل ختم وكيل عبور كان يعمل عنده على وصل شحن الحاوية المسروقة، جاء بعد حجز الحاوية من قبل مصالح الدرك الوطني لشلغوم العيد، حيث تم إيداع الشرطي والمصرح الجمركي الحبس المؤقت على ذمة التحقيق بتهم عديدة شملت تكوين جماعة أشرار، التزوير واستعمال المزور والسرقة، حيث تأسس في الملف أطراف مدنية من مؤسسة ميناء الجزائر ومسير الشركة صاحب البضاعة ووكيل عبور، وحسب ما أكده مصدر «النهار» من معلومات، فإن الحاوية محل السرقة تم إفراغها من الباخرة التجارية «نيكولا» بتاريخ 18 نوفمبر 2014، وعندما تقدم وكيل عبور «باب الريان» إلى مديرية الحاويات قصد برمجة إجراء فحص الحاوية بتاريخ 8 ديسمبر، أي بعد شهر من قدومها، تبين اختفاؤها من الرصيف المتواجد خارج الحظيرة بالميناء بعد إخراجها بواسطة وصل شحن مزور كان بحوزة المنقط «خ.ب» باستعمال شاحنة سبق أن قامت بعمليات مماثلة عقب الاستعانة بأعوان الأمن الداخلي التابعين للمؤسسة ومراقب ورئيس الفوج، مشيرا ذات المرجع الذي أورد الخبر إلى إبعاد الحاوية من حظيرة الميناء والذي كان بمعية المنقط الذي أمر سائق الرافعة برفع الحاوية ووضعها على متن شاحنة تعمل في مجال نقل البضائع، وهذا بحضور المصرح الجمركي «ق.ص» الذي سلمه وصل شحن مزور مؤشر من طرفه، وذلك للقيام بإجراءات الفوترة، ليصرح سائق الشاحنة «ت.أ» خلال أخذ أقواله أثناء التحقيق، بأنه يعمل سائق شاحنة ملك لمقاول تلقى يوم الوقائع اتصالا من المدعو «ب.ب» وهو وسيط بين المستورد وبعض الناقلين، عارضا عليه إمكانية نقل بضاعة من ميناء الجزائر، مسلّما له رقم وكيل عبور للتنسيق معه، وفي اليوم الموالي أكد المشتبه فيه أنه أثناء دخوله الميناء تقدم إليه شخص وسلمه وصل الدخول صادر عن مؤسسة ميناء الجزائر يحمل في طياته رقم الحاوية ورقم تسجيل الشاحنة، بعدها اقترب منه وكيل العبور المكلف بالإجراءات، فتمت عملية شحن حاوية ذات 40 قدما على الشاحنة لتخرج في الظلام متوجهين بها إلى حظيرة الحاويات بمنطقة الجمهورية بالكاليتوس المسيرة من طرف المدعو «جمال»، غير أن إفراغ السلعة في حاوية أخرى المستأجرة من عند صاحب الحظيرة دامت 3 أيام، ومن ثم توزيعها على شاحنتين لأخذها إلى سطيف، ليتم توقيفهم بمدخل مدينة قسنطينة من طرف مصالح الدرك الوطني، مؤكدا من خلال تصريحاته أن لا دخل له في العملية لعلمه أن الحاوية مستوردها الشرطي السابق المدعو «م.ن» وخاصة بالمصرح الجمركي السالف ذكره، هذا الأخير متعود على الدخول إلى الميناء للقيام بإجراءات الاستيراد عند وصول الحاوية، وتجدر الإشارة إلى أنه تم طرده من طرف وكيل عبور الضحية في قضية الحال والذي استعمل ختمه الشخصي، وذلك لسلوكاته غير القانونية، وهو حاليا يعمل عند صاحب شركة ذات المسؤولية المحدودة «الزش» المختصة في استيراد مواد التنظيف. وأمام هذه المعطيات تبقى التحريات متواصلة إلى حين استكمال التحقيق وإحالته على المحاكمة.