سيناريو متكرر في كل سنة مشكل انعدام الأماكن المخصصة لذبح الأضاحي يؤرق المواطنين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك يشتكي الجزائريون من نقص الأماكن المهيئة والمخصصة لذبح الأضاحي فأحياء العاصمة تعرف بأنها ضيقة نوعا ما ولا تحتوي على ما يستلزم لهذا الحدث الإسلامي السنوي الذي يحتفي به المسلمون اتباعا لسنة نبينا إبراهيم الخليل عليه السلام ففي كل سنة تتصادف العائلات الجزائرية مع عدة إشكاليات تنغص عليهم إتمام سنة الأضحية بكل راحة. ي. آسيا فاطمة على الرغم من أن عيد الأضحى المبارك يحل ضيفا عزيز على الأمة الإسلامية من كل سنة ولكن مع الأسف لا يتم تهيئة الأماكن المخصصة لذبح الأضاحي فتجد أحياء كبيرة وعريقة حديثة وقديمة لم تشيد فيها أي من الأماكن المهيئة لهذا الحدث فعلى الأقل كان لزاما على المسؤولين تخصيص مساحات عمومية في الأحياء لاستعمالها في النحر يوم العيد والتي من شأنها أن تخفف من معاناة المواطنين من ناحية وتحافظ على نظافة الأحياء من ناحية أخرى. مخلفات ما بعد الذبح عمليات الذبح في الجزائر تتخذ منحى مختلفا فخلاف لكل ما هو موجود في كل البلدان المسلمة تقريبا فإن عيد الأضحى يحتل مكانة خاصة في قلوب الجزائريين فهم يولونه اهتماما بالغا ولا يفوتون إقامة هذا العيد بكل أركانه فهم يفضلون أن يقوموا بعملية الذبح لوحدهم ومع ذلك فإن أحياء العاصمة مع الأسف لا تحتوي على أماكن أو حتى ساحات مخصصة لهذه العملية فالمتجول في أحياء العاصمة يوم العيد سيجد نفسه محاطا بحمام الدماء من مخلفات ذبح الأضحية وتظل الأحياء على هذه الحالة لمدة أسبوع تقريبا فكل أحياء العاصمة تكتسي حلة قذرة لمخلفات الذبح فيضيع العيد بين قذارة المكان فالدماء ترسم ديكورا مشوها في زوايا الشوارع لاسيما وأن البالوعات لم تقوى على احتواء مياه الأمطار فما بالك بمخلفات الذبح هذا دون التطرق لبعض القاذورات وأمعاء الأضحية الملقاة في كل مكان من زوايا الشارع وغيرها من البقايا فتنتشر الروائح النتنة والنفايات في أغلب النواحي. المسؤولية مشتركة لعل أكثر ما يعرقل السير الحسن للعيد في أحياء العاصمة هو نقص التهيئة في أغلبها إن لم نقل كل الأحياء فلا ساحات ومساحات فارغة يمكن أن تكون مكان مخصصا للذبح والمؤسف أن المسؤلين لم يفكروا حتى في تخصيص بعض المستودعات العمومية والتي من شأنها أن تعين سكان الأحياء على التنظيف بعد الانتهاء من إقامة سنة الخليل إبراهيم عليه السلام والمؤسف أكثر هو أنه حتى بعض الجزائريين فقدوا ثقافة التنظيف والتنظيم فحتى بعض الأشياء البسيطة كالاتفاق على وضع القاذورات كلها في مكان واحد حتى يسهل جمعها فيما بعد يبدو صعبا على البعض بسبب بعض العقليات المنغلقة فتجد القاذورات تلطخ كل مكان في الشارع وللأمانة يمكن القول أن سوء التسير هذا يتحمل مسؤليته في الواقع كل من المواطنين والجهات الوصية. شباب يحمل على عاتقه مهمة التنظيف وعلى الرغم من كل الذي طرحناه سابقا من وصف لمناظر مؤسفة والتي لا تمت للعيد بصلة نجد بعض الشباب قد حمل على عاتقه مسؤلية تنظيف الحي بعد العيد فنجد ببعض الأحياء بالعاصمة شبابا يحملون المكانس ويقومون بتنظيف أحيائهم من كل مخلفات الذبح على الرغم من كل النقائص فهم يجمعون القاذورات ويغسلون الطرقات من كل بقايا الدماء في مبادرة نتمنى أن تعم على كل أحياء العاصمة.