دماء متجمعة في الزوايا..قرون وأمعاء مترامية في جّل شوارع العاصمة والعديد من المدن الجزائرية الداخلية وآثار بائعي المواشي الذين احتلوا العاصمة بالقطعان التي لا تزال فضلاتها و بقايا العشب شاهدة على "ترييف" المدينة رغم مرور أيام على صبيحة أول أيام العيد التي تحولت فيها جل المدن الجزائرية إلى مذبح مفتوح على الهواء الطلق. وأمام إهمال الكثير من المضحّين وعدم احترام قواعد نظافة المحيط عند عملية ذبح الأضاحي وغياب الأمطار أيام العيد التي عادة ما تميز عيد الأضحى وتساعد في إزالة ومسح آثار الدماء من الأزقة أصبحت بقايا الأضاحي وآثار الدماء ميزة إضافية من علامات عيد الأضحى. غدت العاصمة على غرار المدن الجزائرية الكبرى المعروفة بالتجمعات السكنية وكثرة العمارات صبيحة يوم عيد الأضحى مذبحا مفتوحا على الهواء الطلق تشكله الأرصفة والأزقة ومداخل العمارات التي يلجأ قاطنيها بعد أن ضاق بهم الفضاء داخل الشقق إلى الطرقات والأزقة باحثين عن مساحة لذبح أضحية العيد، فتزاحم الجيران عند مداخل العمارات، ورغم اللحمة والتعاون التي خلقها هذا التجمع إلا أن العودة إلى الشقق تاركين ورائهم أرضية الذبح مثقلة بال'هيدورة' وبقايا الأعضاء الداخلية وسيول الدماء كشاهد غير محبذ على ذبح الأضحية أو إهمال من المواطن الذي لم يقاوم جاذبية طهي اللحم متناسيا مخلفات الذبح عند مدخل العمارة أو على حافة الرصيف. و يعتبر التخطي والمرور على الدماء المتجمعة و أثارها بالطرقات دون ذكر اسم الله وفي أوقات معينة مبعث قلق الكثيرين، ذلك أن الكثير ممن أصابهم مس شيطاني كان نتيجة المرور بأماكن نجسة أو أماكن به دم متخثر في ساعة متأخرة من الليل أو حتى عند آذان المغرب باعتبار الدم المتجمع في الخلاء أحد مواطن الجن والشياطين المتربصة بالإنسان. وتشدد الكثير من العائلات على أبنائها اللعب بمحاذاة مكان الذبح وحتى بعد مرور أيام على العيد، ورغم أن العيد يُعرف بنشاط الأطفال وتجوالهم ولعبهم بالشوارع والأزقة ما يجعلهم عرضة لكل هذه المخاوف، وحتى وإن سلموا منها فإن الخطر الصحّي يبقى قائما باعتبار أن الأطفال يتميزون بالفضولية وحب الاكتشاف الزائد ما يدفعهم للعب بهذه الأعضاء الملقاة والتي عادت ما تكون متعفنة. زين العابدين جبارة