الوالي يثور في وجه القائمين عليها و يتوعد المخالفين تعليمات صارمة لإنهاء المشاريع المعطلة في دائرة أوزلاقن ببجاية يُواصل والي ولاية بجاية ولد الصالح زيتوني زياراته الميدانية التي تقوده إلى مختلف بلديات ودوائر الولاية والتي تندرج في إطار معالجة جميع النقائص التي تُعيق حركية التنمية المحلية ولعل أبرز المشاريع التي ركّز عليها تلك التي تشهد تأخرا في الإنجاز والتي تعود لسنوات خلت أي لسنة 2008 وما تزال تتخبط في دوامة التماطل تارة والبيروقراطية تارة أخرى والتي جعلت معاناة المواطنين تزداد يوما بعد يوم. وأهم المشاريع تلك المتعلقة بالسكن ويسعى الوالي من خلال هذه الخرجات الميدانية ليس فقط إعادة إحيائها بل لإعادة الثقة من جديد في نفوس المواطنين الذين فقدوا الأمل ويجنحون غالبا إلى قطع الطرقات وشلّ حركة المرور كحل إلزامي لجرّ السلطات المحلية لقبول مطالبهم ومعالجتها في الحين لكن الهدف الجوهري الذي يحاول السيد ولد صالح زيتوني الوصول إليه منذ أن تولى مقاليد المسؤولية على رأس هذه الولاية يتمثل في وضع الحد النهائي لمثل تلك التصرفات التي لا تمتّ بأي صلة للتحضّر والتمدّن .. ويبدو أن عزيمة الوالي أقوى من الحديد حيث لا يتوانى أبدا في خدمة الصالح العام والمواطن الذي جعل منه الهدف الأسمى والعنصر الأساسي لإنجاح الرهان التنموي ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا المبتغى شرع الوالي في زيارة بلديات دائرة أوزلاقن حيث وقف على العديد المشاريع ذات الصلة بالمنفعة العامة حيث بدأ بمعاينة متحف إفري الذي انعقد في مؤتمر الصومام أين زار كل مرافقه وعاين الصدوع والتشققات التي تهدد هذا المرفق التاريخي الأصيل حيث أعطى توجيهات دقيقة وصارمة والتي تتمحور حول اهتمامه بالقيام بالترميمات اللازمة للحفاظ على هذا المكسب الذي يعتبر دعامة تاريخية لذاكرة الأمة الجزائرية وأمر بانتقاء مكتب الدراسات المتخصّص في الترميمات التاريخية حتى ولو طلب ذلك الاستنجاد بالأجانب وأكد أنه يُولي اهتمام بالغ لكل ماله علاقة بالتراث الوطني وبالمعالم التاريخية كأولوية لابد منها لأنها ليست فقط شواهد تاريخية بل ركائز جوهرية تؤرخ لتاريخنا ولحضارتنا التي صنعها أسلافنا وأجدادنا وآباؤنا وليس لنا خيار آخر- يقول الوالي _ لرد الجميل لشهداء الثورة سوى المحافظة على هذا الإرث التاريخي الأصيل. وبعد ذلك تنقل الوالي والوفد المرافق له من مديري الجهاز التنفيذي والأسرة الإعلامية وممثلي المجالس المنتخبة لمعاينة مشاريع سكنية عديدة على مستوى الدائرة في طور الإنجاز والتي انتظرها السكان منذ سنة 2008 ولم يسمح لها الحظ أن يستفيدوا منها لوجود أسباب البعض منها مقبولة موضوعا وشكلا والبعض الآخر من صنع الإنسان وهو ما جعل الوالي يثور في وجه القائمين عليها وألح على ضرورة استكمالها في أقرب وقت ممكن ولن يقبل أي عذر أو سبب من الأسباب موضحا أن هذه السكنات يجب أن تسلم للمعنيين قبل نهاية السنة الحالية 2015 وهو ما أدى بالحاضرين من مواطنين وممثلي الجمعيات المحلية يهللون له ويصفقون له تشجيعا له في قراراته الحاسمة و مثمّنين جهوده الكبيرة الرامية لبلوغ رفاهية المواطن ومعالجة الاختلالات التي لطالما تقف حجرة عثرة في وجه المشاريع السكنية وتركيز لم يشمل فقط الإسراع في الإنجاز بل ثقافته العالية وإتقانه في تقنيات التعمير والبناء أهلته لكي يضع بصمته على كل صغيرة وكبيرة مما أثار اندهاش الحاضرين من جهة ومديري الجهاز التنفيذي من جهة أخرى حيث اكتملت صورة الوالي التي ظهر بها في أول وهلة وقال بالحرف الواحد أن يده ممدودة لمن يريد العمل ولن يقبل في أي حال من الأحوال التلاعب بالمال العام أو بمستقبل سكان هذه المنطقة كما تدخل في كل مرة ليوجه انتقاداته تارة حول طبيعة العمران أو حتى في ألوان الطلاء التي تمّ اختيارها للبنايات كتلك التي وجهها لمشروع توسيع مقر دائرة أوزلاقن والعمارات التي شرعت فيها السلطات المحلية في الإنجاز وقد شمل اهتمام الوالي بضرورة تزويد كل المشاريع السكنية بالغاز والكهرباء وقنوات الصرف الصحي وفي هذا الشأن قد أبلغ المقاولين المعنيين بالموضوع حرصه الشديد على إتمامها في أقرب وقت ممكن دون تأخير أو زيادة لكن البعض من المقاولين يشتكون من نقص اليد العاملة والتي انعكست سلبا على سيرورة هذه المشاريع وفي هذا الأمر ألح الوالي على ضرورة البحث على اليد العاملة وتحفيز الشباب قصد غلق هذا الملف نهائيا مؤكدا أن هذا ليس مبررا قانونيا ولا موضوعيا لتبرير أي تأخر في قطاع البناء أو غيره. وواصل زيارته إلى بلدية هلوان والتي استفادت هي الأخرى بعدة مرافق هامة منها ما هي موجهة للشباب أين لاحظ وجود تأخر في التجهيز لقاعة الإنترنت والمكتبة مما أثار حافظته وأمر على الحال مدير الشبيبة والرياضة الإسراع في تجهيزها بالوسائل الضرورية من أجهزة الإعلام الآلي مع تزويد هذا المرفق بوسائل وأدوات الموسيقى المتنوعة التي يحتاج إليها الشباب كما عجل مدير الثقافة بتزويد المكتبة بالكتب المختلفة التي تسمح لشباب المنطقة المطالعة وغرس فيهم حب القراءة كما كان له فرصة زيارة عيادة متعددة الخدمات أين حرص على العمل التوعوي والتحسيسي الوقائي وقد أمر مدير الصحة والقائمين على العيادة بتنظيم حملات تحسيسية لفائدة النساء القاطنات في الأرياف والمناطق النائية للكشف عن سرطان الثدي وهو الأمر الذي أكده مدير الصحة مشيرا أن هناك عملا قاعديا ممنهجا في هذا الإطار وستشرع مصالح قطاع الصحة في تنظيم هذه الحملة خلال الأيام القادمة وفي نفس الوقت استمع للمواطنين الذي كانوا في عين المكان والذي طالبوا الوالي بفتح مناوبة صحية ليلا وهو الأمر الذي وافق عليه وطلب من مدير الصحة أن يحقق ذلك قبل بداية شهر نوفمبر القادم كآخر أجل وخلال هذه الزيارة أظهر السيد ولد الصالح زيتوني عزمه على إدخال المعلوماتية في تسيير الإدارة المحلية مع ضرورة ربط مختلف الإدارات بنظام الإنترنت والذي بدون شك سيخفف العناء على المواطنين وهو ما أشار إليه السيد الوالي أثناء زيارته لبريد ودائرة أوزلاقن أين أعطى تعليمات صارمة حول وجوب استعمال الأجهزة الالكترونية كالشاشات الكبيرة لتسهيل توجيه المواطنين والقضاء النهائي على عملية تشويه الجدران بلصق الأوراق ومختلف المعلقات الإدارية وقال يجب أن نطوّر أساليب الإدارة والخروج نهائيا من الرداءة والسلوكات القديمة التي أصبحت غير مجدية وذكّر الحاضرين بأن الدولة عازمة على تطوير نمط التسيير والاعتماد على الإدارة الجوارية والحكمة في التسيير دون إفراط وتفريط وقد أدرك سكان ولاية بجاية أخيرا أن الوالي الجديد يحمل كل معاني المسؤول القادر والمقتدر في مهامه ومسؤولياته التي خوّلها له القانون.