سيناريو الاختطاف يطفو على السطح مرة أخرى مأساة اختفاء الطفل أنيس تعكر بهجة العيد في ميلة
طفت إلى السطح مرة أخرى آفة اختطاف الأطفال الصغار بعد الهدنة التي مضاها مقترفو ذلك الذنب الشنيع ويبدو أن الجزائر أو بالأحرى العائلات الجزائرية لا يهنأ لها بال إلا وتصحو على تلك الفواجع. نسيمة خباجة/ق.م هي الفاجعة التي حلت بعائلة بن رجم على إثر اختطاف الطفل المدعو بن رجم أنيس محفوظ البالغ من العمر خمس سنوات منذ تاريخ 15 سبتمبر الجاري على الساعة العاشرة صباحا حسب ما أفادت به مصادر أمنية بأمن ولاية ميلة ويفترض أنه تعرض إلى الخطف من قبل مجهولين. ميلة تنتفض لاختطاف أنيس وتعيش عائلة بن رجم المأساة منذ ذلك اليوم كما تعيش كامل الولاية جوا مشحونا وأظهر المواطنون تضامنهم مع عائلة الطفل المختطف بنشر صوره في كامل النواحي وبيّن بعض الشباب تضامنهم الفعلي مع عائلة بن رجم بتوزيع صوره على السائقين والعابرين تحت شعار (كلنا أنيس) لمواساة الوالدين في المصيبة التي ألمت بهما والتي عكرت فرحة العيد على العائلة وعلى كامل الجيران. ألقت مأساة الطفل المختطف بظلالها على أجواء عيد الأضحى المبارك بميلة أين تم إختفاؤه منذ مدة قاربت 15 يوما وتم اختطافه من أمام بيت جده. وفود لمواساة العائلة في العيد كان منزل العائلة بميلة في اليوم الأول من العيد محل توافد الكثير من المواطنين للتعبير عن مشاعر التعاطف والتضامن. وكانت تمنيات عودة الطفل المختفي لمنزل أهله وذويه على شفاه كل من حل بهذا البيت العائلي حيث قال أحد المواطنين (إنه من المؤلم جدا لذويه قضاء العيد دون معرفة شيء عن مصير أنيس الذي عادة ما كان ينشر الفرحة والبهجة وسط أهله). ووفقا لأحد جيران جده بميلة فإن هذا العيد لم يعكر صفوه سوى استمرار حالة اختفاء الطفل أنيس بن رجم منذ أكثر من عشرة أيام بدون أن تتضح لحد الآن أية بوادر نهاية حسنة لهذه القضية. وأعرب والد الطفل السيد أحمد بن رجم في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمام منزل صهره بميلة أين اختفي أنيس عن ثقته في الله العلي القادر على إرجاع ولده إلى أحضانه في هذه المناسبة. وبدا الأب أحمد (صبورا) لما ألم به من ألم فراق فلذة كبده من أيام طويلة وهو نفس الشيء الذي تبديه أمه كما أفاد به السيد أحمد بن رجم القاطن بشلغوم العيد جنوب ولاية ميلة. وبالمقابل تمنى الجد محمد بوحبيلة نهاية سعيدة لقضية حفيده وقرة عينه أنيس وقد رفع أئمة مساجد ميلة صباح العيد أثناء خطبتي صلاة العيد دعوات تضرع لله تعالى من أجل عودة البسمة والبراءة لعائلتي بن رجم وبوحبيلة إلى جانب حثهم المؤمنين على صلة الرحم وقيم التضامن والتعاضد. وأشار مصدر من الأمن الولائي لميلة إلى عدم تسجيل أي جديد في هذه القضية وأن التحريات والأبحاث متواصلة قصد العثور على الطفل أنيس فيما لبست جدران ميلة ملصقات تحمل عنوان (كلنا مع أنيس). إلى متى ؟! والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى يبقى الأطفال كبش فداء لطلب المال أو ربما لتصفية حسابات أو مرض أو شذوذ خاصة وأن العديد من الأطفال كانوا ضحايا لاعتداءات جنسية شنيعة ارتكبت في حق البراءة ليقتلوا في الأخير من طرف هؤلاء المجرمين وينكل بجثثهم بحيث يتواصل سيناريو الاختطاف من طرف عصابات مافيوية بصمت ضعفها في سرقة البراءة وخطف بسماتها أمام سكوت السلطات وكان من الواجب تحليل المشكل والوقوف على مسبباته وفتح الأعين على رقابة الأطفال حتى وهم في بيوتهم من أجل إحباط تلك السيناريوهات الدنيئة بعد أن باتت المصائب تطال الأطفال وهم في عقر ديارهم ويخطفون أمام أبواب عائلاتهم وكأنه أصبح يحكمنا قانون الغاب فمأساة عائلة بن رجم تهدد أي عائلة جزائرية في أي لحظة وحين!.