تواصلت نهار أمس الجمعة ولليوم الرابع على التوالي عمليات البحث والتحري عن الطفل أنيس بن رجم ابن شلغوم العيد، البالغ خمس سنوات من العمر، والمختفي عن منزل جده لأمه بحي الكوف بميلة، منذ يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم تفتيش كل الأماكن المحيطة، بمكان الاختفاء، مثلما تم إفراغ كل الآبار و الحفر و البرك المائية، للتأكد من عدم سقوط الطفل فيها.جميع المواطنين تحركوا للمساهمة في البحث والتحري ومساعدة رجال الشرطة والحماية المدنية المجندين للبحث والتحري، منذ ساعة التبليغ بالاختفاء، معبرين عن آمالهم و تمنياتهم بالعثور على الطفل المختفي، و كلها تصب في أن يعود أنيس حيا معافى لأهله و ذويه. الفاجعة الأليمة، التي أصابت العائلة وكل المواطنين في الصميم أخذت حيزا مهما في خطبة ودرس الجمعة التي ألقاها أئمة المساجد أمس، بينما غطت صور الطفل مواقع شبكات التواصل الاجتماعي كما علقت على السيارات والمركبات وعلى اللافتات التي تم رفعها بالشوارع، وشددت دعوات عائلة الطفل والمصالح الأمنية المختصة على عدم الانسياق وراء الشائعات التي تزيد من مأساة أفراد العائلة وتؤثر سلبا على الجهد المبذول للعثور عليه. وبالعودة لظروف الاختفاء يقول جد الطفل لأمه محمد بوحبيلة، أن أنيس كان يلعب بجانبه أمام منزله قبل أن يختفي فجأة في حدود الساعة الحادية عشر إلا ربع، من يوم الثلاثاء الفارط، وبعد فترة بحث من دون جدوى عنه توجه للمصالح الأمنية للتبليغ عن حالة الاختفاء، مشيرا إلى فرضية اقتراب أنيس من إحدى السيارات الغريبة التي قد تكون السبب في اختفائه وهذا ما يزيد من فرضية تعرضه للاختطاف، علما وأن الطفل مثلما يؤكد جده مولع بالسيارات. كما كانت دموع جدة الطفل غالية ومؤثرة وعاكسة لحجم الفاجعة التي حلت بسكان ميلة كلهم وهي تتحدث للوالي مدني فواتيح عبد الرحمن الذي تنقل عصر أول أمس لموقع الحادثة، لتقديم دعمه وتعاطفه مع أفراد عائلة الطفل، و التعبير عن مؤازرته وتضامنه معهم مشيرا إلى التجنيد الكامل للمصالح المختصة، وتبنيها لمطلب العائلة وأملها في عودة ابنها سليما معافى. الوالي دعا المواطنين بالمناسبة إلى أخذ العبرة من هذه الحادثة و المساهمة في ترقية الحس واليقظة، والتبليغ عن كل الظواهر التي تثير الشكوك لتسهيل مهمة مصالح الأمن في ردع الظواهر الدخيلة على المجتمع الجزائري. مصدر أمني نفى في تصريح للنصر أي تهاون أو تقصير من الجهات المختصة التي تحركت بفعالية حسبه، بالبحث والتحري مباشرة عقب تلقيها البلاغ بالاختفاء كما تم القيام بإصدار نشرية البحث المتضمنة لصورة الطفل المختفي، وتوزيعها على أوسع نطاق في الأجل القياسي المطلوب. ويبقى الأمل في الوصول إلى الطفل أنيس، واسترجاعه سالما معافى ، و هو ما يتمناه الجميع.