عادت "الشروق"، صبيحة السبت، إلى بيت عائلة الطفل أنيس بن الرجم بحي الكوف وسط مدينة ميلة، حيث لا تزال عائلته وجيرانها ينتظرون بفارغ الصبر عودة الابن المختطف الذي مرت 5 أيام على اختفائه من أمام بيت جده. وفي هذه الأثناء تذهب كل المؤشرات إلى أن أنيس تم اختطافه من أمام منزل جده وبطريقة ذكية جدا، حيث يقول والده أحمد إن أنيس كان يحب ركوب السيارات وهو طفل مرح يحب مخالطة كل الناس، إلا أنه لا يثق في أي أحد سوى أفراد عائلته، لهذا فأنا أجزم أن من اختطف ابني كان محل ثقة ويعرفه جيدا. وبالموازاة مع ذلك، لا تزال العائلة المفجوعة تتلقى التضامن الكبير من المتعاطفين مع محنتها، حيث أعلنت عائلتا هارون وياسر اللذين تعرضا للاختطاف والقتل تضامنهما الكبير مع عائلة أنيس، وقالت العائلتان، في مواساتهما: نحن نحس وندرك معنى اختطاف طفل ندعو لكم بالصبر وإن شاء الله تجدون أنيس حيا وفي أقرب الآجال. والملفت في قضية اختطاف أنيس أن كل الجيران وسكان مدينة ميلة وما جاورها أكدوا ل "الشروق" أنهم إلى حد الآن لم يشتروا أضحية العيد، حيث قال عمي موسى، أحد الجيران، أين هي الفرحة بالعيد وأنيس غير موجود ويجهل مصيره، أنا لم أتذكر العيد فكلنا أنيس، إلى غاية العثور عليه. كما تفاعلت كل الجهات وعلى كل الأصعدة، مع هذه الفاجعة، حيث فتح مواطنون أبواب بيوتهم لاستقبال الوافدين الباحثين عن أنيس من مختلف الولايات، آخرها امرأة قدمت، أول أمس، من مدينة الشلف لكي تبذل ما بوسعها للمشاركة في عملية البحث عن الطفل المختفي. وبالرجوع إلى تفاصيل القضية يقول والد أنيس إن ابنه لا يمكن إغراؤه بأي شيء فهو يملك كل أنواع الألعاب ويمتلك هاتفا خاصا به من نوع أيفون يتسلى به داخل المنزل، مضيفا ل "الشروق": كانت والدة أنيس منذ أيام حاملا وأرادت وضع المولود بمدينة ميلة عند بيت عائلتها، إلا أننا كنا مترددين بين أن تلد في بيت العائلة أو مسكننا بمدينة شلغوم العيد، وفي آخر المطاف قررنا أن تضع المولود في بيت عائلتها، وهذا الأمر دار بيني وبينها ولا أحد يعلم بذلك سوى أفراد العائلة، والخاطف يعرف جيدا العائلة، وكان يعلم بقدوم أنيس عند جده وأمه قد وضعت حملها منذ أسبوع فقط، وهذا ما سهل عملية الاختطاف، كما أن ابني أنيس في منزلنا بشلغوم العيد كان لا يخرج إلى الشارع ولا يعرفه أحد وفرصة اختطافه من هناك صعبة للغاية، لهذا فإن الخاطفين خططوا لاختطافه من بيت أمه لسهولة الهروب وتداخل البيوت بالمنطقة، وكان من المفروض أن أوصل أمه إلى عائلتها، وبما أنني كنت مسافرا في مهمة، جاء أخوها وأخذها إلى المنزل يوم الخميس ما قبل الماضي، وأعتقد أن هناك من تتبع تحركات أنيس منذ البداية، كما أن جارة جد الطفل أنيس، قالت إنها شاهدت شخصا قوي البنية وشعره قصير يرافق أنيس أمام البيت ويمسك بيده، كما أنها تتذكر جيدا حتى الكتابة الموجودة على قميص أنيس، مضيفة أن ذلك الشخص اختفى فجأة رفقة الطفل على بعد 150 متر من البيت، وهو نفس المسلك الذي سلكته الكلاب المدربة خلال عملية البحث عن أنيس. ويختتم والد أنيس قوله: أنا أوجه ندائي إلى مختطفي ابني، رجاء أرجعوه إلي واتركوه في أي مكان يمكنني استعادته وأنا سأسامحكم دنيا وآخرة، ولن أتابع أي أحد... المهم أن يعود ابني. أما والدة أنيس فصرخت بأعلى صوتها: أعيدوا إلي ابني وأنا مستعدة لبيع كل ما أملك لأجله.. حرقولي قلبي ربي يخليكم رجعولي ابني الذي اشتقت إليه، وختمت كلامها ل "الشروق": أنا أحس في أعماقي أن أنيس سيعود إلي.