توقّعات بارتفاع الطلب عليه قريبا *** تشير بعض المعطيات إلى إمكاينة حصول انفراج وشيك في أزمة انهيار أسعار البترول التي تلقي بظلالها على الاقتصاد الوطني وتنذر بسنوات جزائرية صعبة حيث تؤكّد توقّعات الخبراء أن الطلب على النفط سيزداد في القريب العاجل وهو ما يُنتظر أن ينعكس بالإيجاب على أسعار النفط حيث ينتظر أن تعرف أسعار النفط العالمية ارتفاعا محسوسا خلال الفترة ما بين 2016 و2018 إذ يبدو أن تراجع أسعار النفط يعدّ حالة ظرفية. توقّعت منظّمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) أن ينمو الطلب على نفطها بفارق كبير عن توقّعاتها السابقة نتيجة تضرّر منتجي النفط الصخري في الولايات المتّحدة ومورّدين منافسين جرّاء استراتيجيتها القائمة على السماح للأسعار بالهبوط. وفي تقريرها الشهري توقّعت (أوبك) نمو الطلب على نفطها إلى 30.82 مليون برميل يوميا في 2016 بزيادة 510 آلاف برميل يوميا عن التوقّعات السابقة. وتوقّعت المنظّمة انخفاض الإمدادات من خارح (أوبك) بواقع 130 ألف برميل يوميا في 2016 مع انخفاض الإنتاج من الولايات المتّحدة والاتحاد السوفياتي السابق وإفريقيا والشرق الأوسط وعدد كبير من الدول في أوروبا. وكانت (أوبك) توقّعت الشهر الماضي نمو الإمدادات بواقع 160 ألف برميل. وفي تقريرها قالت (أوبك) إن (من شأن ذلك أن يقلّص الإمدادات في السوق ويقود إلى طلب أعلى على خام أوبك ممّا يسفر عن توازن أكبر بين العرض والطلب في السوق). وتأتي زيادة الطلب على نفط (أوبك) في ظلّ نمو أضعف للطلب العالمي بشكل عامّ. وقلّصت (أوبك) توقّعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بواقع 40 ألف برميل يوميا إلى 1.25 مليون برميل يوميا في 2016 نتيجة تباطؤ النمو في الصين. في سياق ذي صلة توقّع المتخصّص في المسائل الطاقوية مراد برور بالجزائر أن تعرف أسعار النفط العالمية ارتفاعا محسوسا خلال الفترة ما بين 2016 و2018 مشيرا إلى أن تراجع أسعار النفط يعدّ حالة ظرفية. وأوضح السيّد برور في ندوة نظّمتها المديرية العامّة للأمن الوطني حول الأثار الاقتصادية لتراجع الأسواق النفطية أنه على المدى الطويل سيعرف سوق النفط العالمي ارتفاعا بعد أن تعرّض منذ 2014 (لأثار العوامل على المدى القصير). وتتعلّق هذه العوامل بفائض في العرض لا سيّما النفط الصخري الأمريكي والارتفاع الكبير للدولار والإنتاج المفرط لدول منظّمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) إضافة إلى انخفاض الطلب العالمي بسبب تباطؤ نمو الاقتصادات الكبرى. كما أشار الخبير إلى أن إنتاج النفط الصخري الأمريكي لا يمكن أن يحافظ على نفس الوتيرة على المدى المتوسّط مؤكّدا أن المعطيات الرسمية الأمريكية أعلنت تراجعا ملحوظا لهذا الإنتاج ابتداء من نهاية 2015. وقدّم المحاضر من جهة أخرى ثلاثة سيناريوهات حول تطوّر السوق النفطية خلال سنة 2016. ويتوقّع السيناريو الأوّل الذي يراه (متوسّط الاحتمال) سعر البترول ب 40 دولارا خلال السداسي الأوّل من 2016 ثمّ 50 دولارا في السداسي الثاني. وينتظر وفقا لهذا السيناريو عودة إيران وليبيا إلى السوق النفطية بالإضافة إلى ارتفاع الإنتاج العراقي. أمّا بالنّسبة للسيناريو الثاني الذي اعتبره (الأكثر احتمالا) فيتوقّع الخبير أيضا وصول البترول الإيراني والليبي والعراقي تزامنا مع عودة معتدلة للطلب وسعر برميل يقدّر ب 50 دولارا خلال السداسي الأوّل قبل أن يرتفع ب 10 دولارات في السداسي الثاني أي 60 دولارا أمّا السيناريو الثالث -حسبه- فهو سيناريو أزمة حادّة في الشرق الأوسط مع انقطاع في التموين يكون له تأثير على دفع الأسعار نحو الارتفاع. وفي كلّ الحالات يعتقد السيّد برور أن المرحلة الممتدّة من 2016 إلى 2018 ستكون مرحلة (ارتفاع صريح) لأسعار النفط. كما أشار الخبير أيضا إلى ضرورة قيام سوناطراك بأعمال استكشاف أكبر عن المحروقات وأبدى تأييده لاستراتجية التطوير التي تعتمدها هذه الشركة العمومية. وقد شهدت الندوة مشاركة مدير المعهد الوطني للأبحاث الزراعية للجزائر فؤاد شحات الذي أكّد أن الجزائر قادرة على تنويع مداخيلها بالمراهنة على القطاع الفلاحي ويسجل القطاع -حسبه- منذ 2008 نموا سنويا يقدّر ب 8 بالمائة.